السفير أمريكي يشيد بالملك المفدى محمد السادس نحن“فخورين به”..”منقذ اليهود”..هكذا أنقذ السلطان رعاياه اليهود من النازية

0
310

المقولة الشهيرة للملك الراحل محمد الخامس المغفور له  “لا يوجد مواطنون يهود، ولا مواطنون مسلمون، كلهم مغاربة”

نشر مكتب التواصل الإسرائيلي بالمغرب ، صور على حسابه في “تويتر”، مع تغريدة جاء فيها : “قمنا البارحة بتخليد اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكست في كنيس بيت إيل بالدار البيضاء، وذلك بحضور 300 ضيف من بينهم 100 طالب مغربي وعدد من الدبلوماسيين وكبار المسؤولين المغاربة والأجانب. كانت فرصة أيضا للإشادة بحماية الملك محمد الخامس رحمه الله لليهود في الاوقات الصعبة.”

قال السفير الأمريكي في المغرب “بوني تالوار”، الأحد، إن العاهل المغربي الملك محمد السادس عارض بشدة إنكار المحرقة، وأكد أنه مؤيد لمُثُل التسامح في المغرب والعالم، على حد قوله.

وقال تالوار: “لقد تحدث جلالة الملك بقوة ضد إنكار الهولوكوست، ودعم وشجع التسامح والتعايش في المغرب والمنطقة وحول العالم”.

وانضم الدبلوماسي الأمريكي الذي كان يشارك في مؤتمر عقد، الأحد، في الدار البيضاء لإحياء ذكرى الهولوكوست بالدار البيضاء، إلى الحضور في الإشادة بالعاهل المغربي على دوره الكبير في تعزيز قيم السلام والتسامح والحوار بين الأديان وجهوده للحفاظ على التراث الثقافي والديني للجالية اليهودية المغربية.

وقال السفير الأمريكي في ختام الحفل الذي نُظّم تحت شعار: “يواصل الملك محمد السادس تكريس الإرث القوي للملك الراحل محمد الخامس والملك الراحل الحسن الثاني”، إنه من خلال دعم التسامح والتعايش والوئام الديني “فإن محمد الخامس هو منقذ اليهود المغاربة أثناء الهولوكوست”.

وأضاف تالوار: “هذه مناسبة جليلة للغاية”، معرباً عن أسفه لأنّ ما وصفها بـ”واحدة من أعظم مآسي هذا الزمن (الهولوكوست) تواجه حقيقة أن الملايين من الناس التزموا الصمت وغضوا الطرف عنها”.

وأكد، في هذا الصدد أن “المغرب في ذلك الوقت لم يكن كذلك، (أي مهتماً بذكرى الهولوكوست) بفضل جلالة الملك محمد الخامس، الذي لعب دورًا رئيسيًا في حماية الجالية اليهودية في المغرب”.

وقال: “يسعدنا جداً رؤية شيء كهذا.. والولايات المتحدة فخورة جداً بالوقوف إلى جانب المملكة المغربية بشأن هذه القضية”. 

في ديسمبر الماضي ،  وجّه الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ رسالة شكر إلى صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس، حفظه الله، على “الملجأ الآمن” الذي قدمته المملكة للمغاربة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

نشرت الرسالة بعد عامين من إعادة المغرب لعلاقاته مع إسرائيل في 22 كانون الأول/ديسمبر 2020 في إطار اتفاقات ابراهام بين الدولة العبرية وعدة دول عربية بدعم من واشنطن.

في رسالته أعرب هرتسوغ عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك المفدى ورعاياه “الذين عملوا على مدى أجيال لحماية أمن ورفاه وتراث المغاربة اليهود في المملكة”.

وقال الرئيس الإسرائيلي في رسالته المؤرخة في 22 كانون الأول/ديسمبر 2022 “عندما تعرض ملايين اليهود لفظاعات المحرقة .. وفر الراحل جلالة الملك محمد الخامس المعفور له ملاذا آمنا لرعاياه اليهود”.

وأضاف “يستذكر المغاربة اليهود باعتزاز وحنان (…) جدكم الراحل جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله وطيب ثراه الذي سيذكره العالم بأنه حامي (…) يهود هذه المملكة”.

خلال الحرب العالمية الثانية، عارض الملك محمد الخامس المغفور له الذي كان مهندس استقلال المغرب في 1956، قوانين فيشي النازية المعادية لليهود التي أصدرتها حكومة فيشي في فرنسا، رافضا “الالتزام” بهذه الإجراءات التي لم يوافق عليها. 

يذكر المؤرخ والكاتب اليهودي المغربي، روبرت الصراف أن محمد الخامس أجاب على الرسالة بعد أشهر قليلة، قائلا إن “اليهود المغاربة جزء من رعاياي، ومن واجبي أن أحميهم ضد كل اعتداء”، ويضيف الصراف أن ذلك “لم يكن ذلك بالأمر الهين”، لأن الملك كان “يسبح ضد تيار جارف”.

كما أن بعض المصادر التاريخية تذكر واقعة رفض الملك محمد الخامس تهميش اليهود أو تسليمهم للنازيين. وحسب هذه المصادر فقد اجتمع ممثلون من حكومة فيشي وألمانيا النازية بالملك لمناقشة “المسألة اليهودية”، لكنه رد عليهم قائلا “لا يوجد مواطنون يهود، ولا مواطنون مسلمون، كلهم مغاربة”. 

وفي قصاصة لوكالة الأنباء الفرنسية يعود تاريخها 26 ماي 1941، فإن الملك محمد الخامس كان دائما يستقبل في عيد العرش شخصيات يهودية مغربية ويشركها في الحفلات والمناسبات الوطنية.

وخلال احتفال المغرب بـ”عيد العرش” خلال فترة حكومة فيشي، أعلن محمد الخامس موقفه للجميع بحضور شخصيات فرنسية وأميركية، إذ خاطب الحضور قائلا “لا أوافق أبدا على القوانين الجديدة المعادية لليهود، وأرفض الاشتراك في إجراء أشجٌبه، وأريد أن أخبركم أن أفراد الطائفة اليهودية، سيظلون كما كانوا في الماضي، تحت حمايتي، وأرفض أن يكون هناك أي تمييز بين رعاياي”.

وفي مقال لجريدة “ذا تايمز” الإسرائيلية تحت عنوان “القصة غير المعروفة للمغاربة  الناجين من الهولوكوست”، أكد صاحب المقال أن “يهود المغرب نجوا (من الهولوكوست) على الرغم من أن المغرب كان محمية فرنسية وأن نظام فيشي الفرنسي كان متواطئًا في قتل اليهود الفرنسيين”.

وأضاف: “لم يتم إرسال أي يهودي يعيش في المغرب إلى معسكر اعتقال، كما أن يهود المغرب لم يرتدوا النجمة الصفراء، ولم تتم مصادرة ممتلكاتهم، ولم يتم تجريدهم من جنسيتهم”.

ويعكس ذلك الموقف مدى تحسن ظروف الطائفة اليهودية بالمغرب في ظل حكم السلاطيين العلويين للمغرب منذ أواخر القرن 13. 

ففي كتابه “محمد الخامس واليهود المغاربة”، يذكر المؤرخ روبرت الصراف، أنه “لم تعتز أسرة حاكمة بعلاقاتها الممتازة مع اليهود كما فعلت الأسرة العلوية”، مضيفا أن علاقة المولى الرشيد – وهو أول حكام الأسرة العلوية –  كانت جيدة “إلى درجة أسطورية، (فقد) أصبح يُطلق عليه صديق اليهود”.