“إحداث مليون وظيفة على الأقل خلال الخمس سنوات المقبلة”، واحد من أبرز الالتزامات العشرة التي كشف عنها رئيس الحكومة المغربية الجديد عزيز أخنوش، فكيف سينفذ هذا التعهد الضخم؟
الرباط – قال يونس السكوري وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، إن مناصب الشغل التي تخلقها الحكومة حتى وإن كانت مؤقتة فلا يمكن الاستهانة بها.
وجاء كلام السكوري خلال حديثه عن برنامج “أوراش”، اليوم الخميس، في ندوة صحفية تلت المجلس الحكومي.
وأشار أن البرنامج يقوم على معالجة آلية لإشكالية البطالة، لهذا أشر عليه رئيس الحكومة خلال الأسبوع الماضي، ولاحقا خرجت الدورية المؤطرة له.
وأضاف ” كنا نحتاج لهذه الدورية التي تنظم هذا البرنامج وتفسره وتعطي طريقة عمل دقيقة وواضحة على مختلف المستويات”.
وأكد السكوري أن برنامج “أوراش” طموح من حيث المواطنين والمواطنات الذين يتوجه لهم، إذ سيخلق 250 ألف منصب شغل مباشر، وحتى إن كانت مؤقتة فهي شيء لا يمكن الاستهانة به.
وتابع ” لما كلفني رئيس الحكومة بهذا البرنامج أول شيء قمت به هو زيارة مختلف الجهات حتى نتجاوب مع الحاجيات الحقيقية الموجودة”.
وقال ” بكل صدق جميع الفعاليات والمنتخبين والمسؤولين والسلطات ورؤساء المصالح الخارجية كلهم أجمعوا على ضرورة التعجيل بهذا البرنامج لأن الكثير من الناس تضرروا من الجائحة”.
ولفت إلى أنه لهذه الأسباب قررت الحكومة أن يكون هذا البرنامج قويا وآنيا واستعجاليا، وتم التفكير في تنزيل هذا البرنامج على المستوى الجهوي بالنظر للدور المحوري للجهات والجماعات.
وأبرز السكوري أن الحكومة لم يكن لها ترف الاختيار في تنزيل هذا البرنامج على أرض الواقع، فإما أن تشرف عليه الجمعيات والتعاونيات، أو القطاع الخاص، أو الدولة مباشرة.
واستدرك بالقول ” لا يمكن للدولة مباشرة أن تشرف على هذا البرنامج لأن هذا لا يدخل في اختصاصاتها، ونفس الشيء بالنسبة للقطاع الخاص المؤسس على الربح وهذه الميزانية اجتماعية، لهذا رسينا في الاختيار على المجتمع المدني”.
وكان أخنوش، قد أكد أثناء عرضه للبرنامج الحكومي أمام أعضاء البرلمان بغرفتيه، أن الحكومة ستواجه تداعيات فيروس كورونا بتنفيذ سياسة وطنية للتحول الاقتصادي ترتكز على ثلاث مبادئ أساسية، من بينها جعل التشغيل المحور الأساسي لكل السياسات العمومية في الميدان الاقتصادي.
وإلى جانب دعم التشغيل، وعد رئيس الحكومة المغربية الجديد برفع نسبة نشاط النساء من 20 بالمئة حاليا إلى أكثر من 30 بالمئة، مع حماية وتوسيع الطبقة الوسطى.
وعانى العديد من المغاربة من البطالة، وفقد الآلاف وظائفهم بسبب تضرر عدد من القطاعات سلبا نتيجة جائحة كورونا، إذ ارتفع معدل البطالة إلى 12.8 بالمئة خلال النصف الأول من العام الجاري، حسب أرقام المندوبية السامية للتخطيط (مؤسسة حكومية).
وكان العاهل المغربي قد ترأس الأكتوبر الماضي مراسيم تعيين الحكومة الجديدة التي تضم 24 وزيرا بينهم 7 نساء للمرة الأولى في تاريخ الحكومات المغربية.
توفير مليون فرصة عمل التزام كان قد تعهد به رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أثناء الحملة الانتخابية لحزبه “التجمع الوطني للأحرار”، الذي تصدر نتائج الانتخابات البرلمانية للثامن من سبتمبر الماضي، فكيف يمكن تحقيق هذا الهدف في ظل التغيرات التي شهدها سوق الشغل بالمملكة؟
ويقول الخبير الاقتصادي، علي بوطوالة، إن تعهد الحكومة بتوفير مليون فرصة عمل على امتداد 5 سنوات مقبلة وجعل ذلك ضمن أولويات برنامجها، “يؤشر على قابلية هذا الهدف للتحقيق”.
واعتبر أن من شأن وضع خطة واضحة تراهن على الاستثمار في عدد من القطاعات وتوفير الموارد المالية الكافية، سواء بالنسبة بالقطاع العمومي أو الخاص، أن يساعد الحكومة على تحقيق ذلك الهدف.
بنكيران لــ “عزيز أخنوش” بعد 100 يوم من التنصيب ”والله ما انت امعانا.. ولا دارينا في بالك..”