الرباط – احتجزت السلطات،أمس الاثنين، المحامي البلجيكي الدولي، كريستوف مارشان، بمطار محمد الخامس بالدر البيضاء و منعته من دخول المغرب بسبب العداء للمملكة ومحاولة التشويش على محاكمة الصحفي عمر الراضي.
وقال كريستوف مارشان في مقطع فيديو نشره على حسابه على مواقع التوصل الاجتماعي ” فايسبوك”، إنه قدم الى المغرب من اجل الدفاع عن الصحفي المغربي عمر الراضي، المسجون منذ حوالي سنة لكنه منع من دخول التراب المغربي.
وأفاد المحامي البلجيكي، أنه قضى ليلته بمنطقة العبور بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، و انه قضى ليلة متعبة في المطار على كرسي بقاعة الانتظار، و اضطر، يضيف، أن يلتحف جبة المحاماة كغطاء.
وناشد كريستوف مارشان في رسالة إلى المقرر الخاص بالأمم المتحدة المختص باستقلال القضاء والمحامين، من أجل السماح له بدخول المغرب لممارسة مهامه.
وقال كريستوف مرشان في ذات الرسالة التي بثتها شركة المحاماة جيس كوقانس ببروكسل، إنه تم توقيفه ليلة أمس على الساعة التاسعة وعشرون دقيقة اثر وصوله إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء وهو متواجد حاليا في منطقة العبور للمطار.
السلطات توضح سبب منع المحامي البلجيكي:
قالت المندوبية الوزارية لحقوق الإنسان في بيان أمس الثلاثاء إن قرار المنع يعود إلى حرصها على توفير ملاحظة محايدة ومستقلة لأطوار هذه المحاكمة”.
واعتبرت المندوبية في بيان أن المحامي البلجيكي “معروف بمواقفه العدائية تجاه المغرب، خاصة المس بوحدته الترابية” وأضافت أنه قدومه للمملكة “ما هو إلا محاولة منه لاستغلال التواجد بالمغرب للتشويش على قضية معروضة على المحكمة”.
وأشار البيان إلى أنه “رغم أنه على علم بأنه ممنوع من ولوج التراب الوطني، منذ 24 فبراير، فإنه أصر على التوجه إلى المغرب في محاولة لفرض الأمر الواقع واستغلال قرار منعه للمس بصورة البلد من خلال تقمص دور الضحية، وكذا استغلال حضوره في أطوار المحاكمة لإعداد تقارير منحازة وغير موضوعية”، على حد تعبير المندوبية.
وانطلقت اليوم الثلاثاء جلسة جديدة من محاكمة الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي وعماد استيتو، وسط احتجاجات تطالب بإطلاق سراح كل من الراضي والريسوني ومتابعتهما في حالة سراح.
ويوجد الراضي رهن الاعتقال الاحتياطي منذ حوالي سنة، وقد سبق له أن أوقف إضرابه عن الطعام بسبب تردي وضعه الصحي.
و يحاكم الصحفي الريسوني، الذي يخوض اضرابا عن الطعام منذ 83 يوما، احتجاجا على الظلم الذي يتعرض له، وللتأكيد على حقه في محاكمة عادلة، ومتابعته في حالة سراح.
وعرفت الجلسة السابقة للريسوني غيابه عن المحاكمة، وقد أكد أنه لم يرفض الحضور، وإنما طلب نقله عبر كرسي متحرك وسيارة إسعاف، وهو الطلب الذي قوبل بالرفض قبل أن يوافق على الانتقال إلى المحكمة على مسؤولية إدارة السجون، لكن أحدا لم يأت لاصطحابه بعدما استعد وارتدى ثيابه.
ويقبع سليمان الريسوني، الصحفي وكاتب عمود، ورئيس تحرير يومية “أخبار اليوم” – التي كانت تعتبر آخر المنابر الحرة في المغرب قبل أن توقف نشاطها مؤخرا- في السجن منذ 22 مايو 2020.