السلطات المغربية تُعلن اجهاض محاولة اقتحام لمدينة سبتة

0
204

جيبا مليلية وسبتة (الحتلين) يشكلان الحدود البرّية الوحيدة للاتّحاد الأوروبي مع القارة الإفريقيّة ويشهدان بانتظام محاولات دخول مهاجرين يريدون الوصول إلى أوروبا.

ذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن المغربي، أن عناصرها بولاية امن تطوان، تمكنت من إجهاض مخطط لتنظيم عملية جماعية للهجرة غير الشرعية عن طريق الاقتحام وتسلق السياج الفاصل بين تطوان وسبتةوذلك صباح اليوم الأحد 26 يونيو الجاري .

وأوضح البلاغ الأمني ،أن العمليات الأمنية المنجزة بشكل احترازي أسفرت عن توقيف 59 مرشحا للهجرة غير الشرعية بكل من تطوان ومنطقة بليونش بضواحي الفنيدق، ينحدرون جميعهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء، كما تم العثور بحوزة البعض منهم على معدات حديدية تمت صناعتها خصيصا لاستخدامها في عمليات الاقتحام والتسلق في إطار عمليات الهجرة غير المشروعة.

وخلص البلاغ الى أنه تم فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع الامتدادات والارتباطات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي، وكذا توقيف كافة المتورطين في تنظيم عمليات الهجرة غير المشروعة الضالعين في هذه القضية.

من جهة أخرى ،أشاد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بتصدي بأفراد قوات الأمن المغربية والاسبانية على جانبي الحدود، لما أسماه :” الهجوم العنيف المنظم بشكل جيد” للمهاجرين، متهما مافيا الاتجار بالبشر بوقوف وراء تنظيم هذا الاقتحام.

وعلى عكس رئيس الوزراء، اتهم حزب “فوكس” اليميني المتطرف ،المغرب بالتساهل مع تقدّم الآلاف من المهاجرين صوب السياج الحدودي لمليلية لشنّ هجوم الدخول إلى المدينةوغض الطرف عن موجة الهجرة السرية،معتبرا أن “المغرب لم يقم في الأيام السابقة بنشر قواته ووضعها في حالة تأهب استعدادا لهجمات المهاجرين الأفارقة، كما لم يعمل على تفريق تجمعات هؤلاء قبل الهجوم الأخير”.

وفي وقت لاحق، قالت السلطات المحلّية في إقليم الناظور إنّ 13 مهاجرا آخرين كانوا “أصيبوا خلال الهجوم على مدينة مليلية فارقوا الحياة مساء الجمعة متأثّرين بجروحهم الخطرة”، مشيرة أيضا إلى جرح 140 شرطيا بينهم خمسة إصاباتهم خطرة.

وأوضح المصدر نفسه أن الضحايا سقطوا في حوادث “تدافع وفي سقوطهم من السياج الحديدي” الذي يفصل الجيب الاسباني عن الأراضي المغربية في محاولة اقتحام شهدت “استخدام وسائل عنيفة جدا من المهاجرين”.

وأكد الحرس المدني الإسباني الذي يراقب الجانب الآخر من السياج أنه لا يملك أي معلومات عن هذه المأساة.

ويُشكّل جيبا مليلية وسبتة الحدود البرّية الوحيدة للاتّحاد الأوروبي مع القارة الإفريقيّة ويشهدان بانتظام محاولات دخول مهاجرين يريدون الوصول إلى أوروبا.

وبدأت هذه المحاولة الجماعية لاقتحام السياج قرابة الساعة 06:40 عندما قامت “مجموعة تضم حوالي ألفي مهاجر بالاقتراب من مليلية”، حسب الشرطة المحلية.

وأضاف المصدر نفسه أن “أكثر من 500” منهم “قدموا من دول في إفريقيا جنوب الصحراء” واقتحموا المركز الحدودي مستخدمين “مقصات”، موضحة أن 113 منهم نجحوا في الدخول.

وقال عمر ناجي من الجمعيّة المغربيّة لحقوق الإنسان، إنّ “اشتباكات دارت خلال الليلة الماضية (ليل الخميس الجمعة) بين مهاجرين والشرطة”. وكانت وسائل إعلام تحدثت عن أعمال عنف في الأيام الأخيرة بين مهاجرين سريين وشرطيين في المنطقة الحدودية لمليلية.

ودعا فرع الجمعية في الناظور إلى فتح “تحقيق جاد لتحديد ملابسات هذه الخسائر الفادحة” التي تدل على أن “سياسات الهجرة المتبعة مميتة بحدود وحواجز تقتل”.

وهذه المحاولة هي الأولى منذ عودة العلاقات إلى طبيعتها في منتصف مارس/اذار بين مدريد والرباط، إثر خلاف دبلوماسي استمرّ قرابة سنة.

ونجمت الأزمة بين البلدين عن استقبال إسبانيا زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي في أبريل/نيسان 2021 لتلقي العلاج إثر إصابته بكوفيد-19.

وأنهى رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز الأزمة بإعلانه دعم مدريد لخطة المغرب بمنح حكم ذاتي للصحراء المغربية المستعمرة الاسبانية السابقة التي تفرض المملكة المغربية سيادتها على ثمانين بالمئة منها وتطالب بها جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر بانفصالها.

واستقبله العاهل المغربي الملك محمد السادس في بداية ابريل/نيسان لتكريس المصالحة.

وبالنسبة إلى مدريد، فإن الهدف الأساسي لهذا التطبيع هو ضمان “تعاون” الرباط في السيطرة على الهجرة غير الشرعية.

وقبيل هذه المصالحة، شهدت مليلية محاولات عدة لاقتحام السياج الحدودي في بداية مارس/اذار بما في ذلك أكبر محاولة للعبور تسجل في الجيب شارك فيها حوالي 2500 مهاجر. ونجح 500 منهم تقريبا في الدخول وقتها.

وأدت تهدئة العلاقات مع المغرب إلى انخفاض في الآونة الأخيرة في عدد الوافدين إلى إسبانيا.

وقالت وزارة الداخلية المغربية إن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أرخبيل الكناري الإسباني في أبريل/نيسان أول شهر بعد تطبيع العلاقات، كان أقل بنسبة سبعين بالمئة مقارنة بما كان عليه في فبراير/شباط.