نددت الشبكة الدولية للنساء الليبراليات خلال لقاء نظمته في نيويورك بالانتهاكات التي تتعرض لها النساء على أيدي ميليشيات جبهة ‘بوليساريو’ الانفصالية في مخيمات تندوف، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الضحايا ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداءات.
وعبرت الشبكة التي تضم دوليين وناشطين عن “قلقها إزاء الوضعية المأساوية لهؤلاء النساء وكذلك التوتر الشديد في مخيمات تندوف، الذي أدى إلى سلسلة من الاعتصامات والمظاهرات”، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء.
ودعت إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة لوضع حد لهذه الانتهاكات الصارخة لحقوق المرأة في مخيمات تندوف وتنظيم جلسات استماع لضحايا العنف والاغتصاب من أجل تقديم المجرمين المسؤولين عن هذه الانتهاكات إلى العدالة”، مطالبة بإطلاق إطلاق سراح جميع النساء المحتجزات في مخيمات تندوف.
وأشادت رئيسة الشبكة خديجة أم البشائر المرابط بشجاعة النساء اللاتي “تحدين التهديدات للتنديد بالانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات بوليساريو الانفصالية ضدهن مستحضرة قضية الشابة الصحراوية خديجاتو محمود التي تعرضت للاغتصاب على يد المدعو إبراهيم غالي زعيم ميليشيات البوليساريو”.
وأشارت أيضا إلى أن “الظلم الذي تتعرض له النساء في مخيمات تندوف هو وصمة عار في القرن الحادي والعشرين، خاصة وأن البلد المضيف للمخيمات التي ترتكب فيها هذه الانتهاكات يحظر أي اتصال بالضحايا”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يفضح فيها تقرير دولي الانتهاكات التي يتعرض لها الصحراويون في مخيمات تندوف، وسط تحذيرات من مزيد تدهور ظروفهم المعيشية، في وقت توظف فيه بوليساريو أموال المنح والمساعدات التي توجهها المنظمات الدولية في قمع المعارضين لتوجهاتها العدائية وحرمانهم من أبسط ضرورات الحياة بهدف إذلالهم، في حين تغدق بسخاء على الموالين لها.
وأكدت مصادر من داخل المخيم في عديد المناسبات أن “الولاء هو المعيار الوحيد لتوزيع المساعدات”، فيما سلّطت تقارير دولية سابقة الضوء على “استيلاء قادة في الجبهة الانفصالية على مبالغ مالية هامة كانت موجّهة لمساعدة الصحراويين الذين يعانون ظروفا اجتماعية صعبة وأغلبيتهم يعارضون طروحات بوليساريو”.
وكشف قيادي سابق في الجبهة أن “الجبهة الانفصالية تحصلت في وقت سابق على نحو 3 مليارات دولار للتغطية على الانتهاكات وشراء صمت بعض الضحايا لكنّها نُهبت وحُوّلت إلى حسابات بعض القيادات”.
وطالب المغرب في مناسبات عديدة هيئات الأمم المتحدة المعنية بشؤون اللاجئين بفتح تحقيق دولي حول وضعيات المواطنين وأغلبهم من الأقاليم الجنوبية المغربية، في مخيم تندوف بالأراضي الجزائرية.
وتشهد مخيمات تندوف حالة من الفوضى أجبرت عائلات صحراوية على الفرار والنزوح إلى شمال موريتانيا وخاصة منطقتي ازويرات ونواذيبو.
ونفذت مجموعات من الصحراويين في عدد من المناسبات احتجاجات وتحركات ضد الطروحات الانفصالية التي تتبناها جبهة البوليساريو.
وتشير تقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن عدد سكان مخيمات تندوف يبلغ 80 ألف شخص، يعتبرهم المغرب أشقاء محتجزين في ظروف مزرية.
ويدور النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية منذ نحو خمسين عاما ويقترح المغرب حكما ذاتيا تحت سيادته حلا وحيدا لإنهائه وهو ما تؤيده العديد من الدول، ما أدى إلى تعمّق العزلة الدولية للجبهة الانفصالية ومن ورائها الجزائر التي تدعمها.