تقرير جمال السوسي
تزامن قرار المجلس مع عودة أسعار المحروقات للارتفاع في الأسواق المغربية.
بعد فتح المغرب ملف أكبر قضية منافسة واحتكار بقطاع المحروقات، والتي تضم 9 شركات كبرى بالمملكة، كما تعمل على عرقلة تكوين الأسعار عن طريق الآليات الحرة للسوق بافتعال ارتفاعها أو انخفاضها”.
فرغم هذه “مؤاخذات” التي شملت كل موزعي الوقود والذين يواجهون في السنوات الأخيرة اتهامات بالتواطؤ” للتوافق على الأسعار وبتحديد هوامش أرباح مرتفعة حتى عندما تنخفض أسعار المحروقات في الخارج.
السؤال الذي يطرحه المغاربة ببساطة، من يحميهم من موجات الأسعار المرتفعة؟ وكيف السبيل إلى وقفها؟
الجواب جاء سريعا، عمدت الشركات المحتكرة للمحروقات في البلاد في تحدي للشعب المغربي إلى إقرار ثلاث زيادات متتالية في أسعار المحروقات خلال 10 أيام فقط.
فبعد الزيادة الأولى في 2 غشت الجاري والثانية في 7 من الشهر، والتي همت الغازوال والبنزين، يرتقب أن ترفع الشركات الأسعار من جديد اليوم الخميس، قبيل منتصف الليل بدقائق.
وسترفع شركات المحروقات اعتبارا من اليوم أسعار الغازوال بـ35 سنتيما غي اللتر الواحد، فيما ستبقي على ستبقي على سعر البنزين في مستوياته.
ورفعت شركات المحروقات سعر الغازوال في المرة الأولى ب27 سنتيما، ثم في المرة الثانية ب27 سنتيما، واليوم ب35 سنتيما، لتصل الزيادة في ظرف 10 أيام لحوالي درهم (89سنتيما) في اللتر الواحد، في حين بلغ مجموع الزيادات في البنزين (98 سنتيما) في اللتر.
تعليقاً على الموضوع، قال الحسين اليماني الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز العضو في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل”ويستمر تدمير القدرة الشرائية للمغاربة من جراء حذف الدعم وتحرير أسعار المحروقات”:
وأضاف اليمني، أنه منذ مطلع شهر غشت وبشكل متزامن وأمام أعين الجميع بمن فيهم دركي المنافسة، رفع الموزعون من أسعار المحروقات مرتين، ليفوق سعر الغازوال 12.14 درهم وسعر البنزين 14.39 درهم مع تفاوتات بسيطة بين الفاعلين.
واعتبر اليمني أنه، بتحليل مكونات الأسعار المطبقة في السوق، يتبين بأن نسبة الضريبة وأرباح الفاعلين تمثل 43٪ أو 5.26 درهم في لتر الغازوال، منها حوالي درهمين كأرباح للموزعين!
وأضاف حيث يجمع المتتبعون، بأن ارتفاع أسعار المحروقات ، كان السبب الرئيسي في التضخم الذي نغص الحياة على المغاربة، فمتى ستفهم حكومة رجال الاعمال وتجار النفط والغاز، بضرورة التدخل للحد من غلاء أسعار المحروقات، من خلال 1_ العودة لتسقيف أرباح الفاعلين في القطاع(حتى ان بعض التجار في العقار ولجوا عالم المحروقات السخي بأرباحه الوافرة) 2_ التخفيض من الضرائب أو حذفها مع حمل المتهربين من الضريبة على أذاء ما بذمتهم 3_ إحياء تكرير البترول بمصفاة شركة سامير والرفع من المخزونات الوطنية 4_ تكسير جسور التفاهم والتوافق الضمني والصريح حول أسعار المحروقات وتفعيل الدور الزجري لمجلس المنافسة 5_ وضع آليات لدعم أسعار المحروقات في حال قفزها فوق طاقة المستهلكين الكبار والصغار وخصوصا المهنيين في النقل.
هذه الزيادات خلفت ردود فعل غاضبة، بين من رأى فيها تحديا من طرف الشركات لمجلس المنافسة، ومن اعتبرها دليلا على كون لوبي المحروقات أقوى من اي محاسبة او ردع قد يطاله.
تحوّل الحديث عن ارتفاع الأسعار في المغرب إلى موضوع شبه يومي في مواقع التواصل الاجتماعي وفي النقاشات العامة، خصوصاً أن هذا الارتفاع يمسّ حالياً جلّ السلع الأساسية، ويؤثر بشكل مباشر على مستوى المعيشة اليومي للطبقتين الفقيرة والمتوسطة.
وقال المجلس، في بيان له الجمعة الماضية، إن مصالح التحقيق التابعة للمجلس على مخالفة شركات المحروقات في المغرب لمقتضيات القانون المنظم لحرية الأسعار والمنافسة.
وأورد أن ممارسات هذه الشركات تهدف إلى “الحد من دخول السوق أو من الممارسة الحرة للمنافسة من لدن منشآت أخرى”.
كما تعمل على عرقلة تكوين الأسعار عن طريق الآليات الحرة للسوق بافتعال ارتفاعها أو انخفاضها”.