عقد المنتدى المغربي الموريتاني للصداقة والتعاون، بالتعاون مع مدرسة Edge، ندوة هامة في العاصمة الموريتانية نواكشوط حول آفاق التعاون في مجال الطاقة بين المغرب وموريتانيا. واستضافت الندوة الوزير المغربي السابق والخبير في مجال الطاقة، السيد عزيز الرباح، الذي قدم رؤية معمقة حول سبل تعزيز التعاون الطاقي بين البلدين.
السياق العام للندوة
تأتي هذه الندوة في وقت يشهد فيه التعاون المغربي الموريتاني دينامية متزايدة، مدفوعة بالرغبة السياسية لقائدي البلدين، الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. وقد شهدت العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا، تُوج مؤخرًا بتوقيع اتفاقية الربط الكهربائي بين البلدين. فما هي أبرز الفرص والتحديات التي تناولتها الندوة؟ وكيف يمكن للطاقة أن تكون جسرًا لتعاون اقتصادي أعمق بين البلدين؟
رؤية الرباح: تكامل استراتيجي وفرص واعدة
في كلمته، أكد عزيز الرباح على أن المغرب وموريتانيا يملكان إمكانات تكامل اقتصادي كبيرة، خاصة في قطاع الطاقة. وأشار إلى أن المغرب، الرائد في مجال الطاقات المتجددة في إفريقيا، يمكن أن يستفيد من الموارد الغازية الكبيرة لموريتانيا، بينما يمكن لموريتانيا الاستفادة من خبرة المغرب في إنتاج وتوزيع الكهرباء، فضلاً عن إمكانياته في مجال الهيدروجين الأخضر.
ومن أبرز الأفكار التي طرحها الرباح:
-
إمكانية إنشاء أنبوب غاز بين موريتانيا والمغرب، ما سيسهم في تقليل تكلفة استيراد الغاز وتعزيز الأمن الطاقي للمملكة.
-
تطوير التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر، حيث يمكن لموريتانيا الاستفادة من تجربة المغرب الرائدة في هذا القطاع.
-
أهمية التفاوض الجيد على العقود الطاقية، لضمان استفادة موريتانيا القصوى من ثرواتها الطبيعية.
-
الاستثمار في تكوين الكفاءات الموريتانية في مجال الطاقة، لتعزيز القدرات المحلية وتأمين استغلال أفضل للموارد.
التحديات المطروحة أمام التعاون الطاقي
رغم الفرص الواعدة، يواجه التعاون الطاقي بين البلدين بعض التحديات، أبرزها:
-
التمويل والبنية التحتية: يتطلب إنشاء مشاريع كبرى مثل أنبوب الغاز استثمارات ضخمة وتنسيقًا عالي المستوى بين الحكومتين.
-
الإطار القانوني والتنظيمي: يحتاج قطاع الطاقة في موريتانيا إلى مزيد من الإصلاحات لتسهيل الاستثمارات الأجنبية وضمان بيئة أعمال مستقرة.
-
التغيرات الجيوسياسية: أي اتفاق طاقي يجب أن يأخذ في الاعتبار التحولات الإقليمية وتأثيرها على تدفقات الطاقة والأسواق الدولية.