الطبيعة الجغرافية المشكلة الحقيقية في وصول المساعدات للقرى الأكثر تضرراً في المغرب

0
298

تتضاءل الآمال بالوصول إلى ناجين في قرى المغرب الأكثر تضررا بسبب الزلزال المدمر الذي هز البلاد مساء الجمعة الموافق للثامن من سبتمبر/أيلول، وأودى بحياة 2681 شخصا حتى الآن بينما بلغ عدد الجرحى 2501.

وتواجه فرق الإنقاذ والمجتمع المدني تحديا هائلا للوصول إلى القرى المنكوبة في إقليم الحوز للعثور على ناجين و مساعدة المتضررين و إيصال الإمدادات لهم.

ويصف ناصر جبور، مسؤول المعهد الوطني للجيوفيزياء التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني في الرباط، ما حدث بقوله: “زرت المنطقة من قبل في الحالة العادية، الآن أكاد لا أعرفها، تغيرت كثيرا بسبب الانجرافات والانهيارات وتعطل سبل الاتصال، والمسالك الجبلية غير سالكة. لو كنت أنا هناك سيصعب علي التحرك”.

ويعلق جبور على ما حدث بأن “السلسلة الجبلية متأثرة وكأنها دخلت في تناغم مع الزلزال”.

وبالرغم من تدخل الجيش الوطني المغربي لدعم فرق الإنقاذ لإيصال المساعدات لتلك المناطق إلا أن المروحيات التابعة للجيش لم تتمكن من الهبوط بسبب وعورة التضاريس هناك.

وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي المروحيات تلقي بالمساعدات فوق تلك القرى، لكن بي بي سي لم تتمكن من تحديد مكان تصوير تلك المقاطع.

ويقول عبد اللطيف وهبة، رئيس بلدية تارودانت إن المروحيات هبطت في المناطق الساحلية الأقرب لتعذر هبوطها في القرى المنكوبة بينما يحاول المنقذون إيصال الجرحى الى هناك.”نواجه مشكلة كبيرة.. الطريق وعرة وجبلية وهناك كثير من الحجارة الكبيرة التي سقطت على الطريق إضافة الى أن الطرقات لا تحتمل الاليات الثقيلة للعبور، و بعضها انهار الجبل فوقها”.

“نواجه مشكلة كبيرة.. الطريق وعرة وجبلية وهناك كثير من الحجارة الكبيرة التي سقطت على الطريق إضافة الى أن الطرقات لا تحتمل الاليات الثقيلة للعبور، و بعضها انهار الجبل فوقها”.

تغطية متواصلة: ارتفاع شهداء الزلزال الذي ضرب المغرب إلى أكثر من2862 شخصا و2562 جريحا

ونفى مدير المعهد الأوروبي للتنمية والتعاون، اليوم الأربعاء، نبيل جدري وجود أي نقص في المواد الإغاثية بالمغرب، مؤكدا أن المشكلة الحقيقية في وصول المساعدات لمتضرري الزلزال بسبب الطبيعة الجغرافية ووعورة الطرق في المناطق المنكوبة.

وأضاف، في تصريحات لقناة الغد: «ما زال المغرب تحت وقع الصدمة الكبيرة للزلزال، إلا أن كل الأطراف تتحد لتقديم المساعدة للمتضررين في جميع المناطق وبخاصة منطقة الحوز الأكثر تضررا».

وأشار الخبير إلى أن المملكة شكّلت خلية أزمة للتنسيق بين  الجهود المختلفة سواء من جهات داخلية أو خارجية لتخفيف الأزمة.

وأضاف نبيل جدري أن هناك 4 دول حتي الآن تقدم الدعم والمساعدة، وهي إسبانيا وبريطانيا والإمارات وقطر، وذلك بالتنسيق مع خلية الأزمة التي تشكّلت بأمر ملكي من العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وقد زار العاهل المغربي المركز الاستشفائي الجامعي بمراكش، مساء أمس وتفقد الحالة الصحية للمصابين جراء الزلزال.

كما تفقد مصلحتي الإنعاش واستشفاء ضحايا الزلزال، واطمأن على الحالة الصحية للأشخاص المصابين، والخدمات الصحية المقدمة لهم من طرف الفرق الطبية المعبأة على إثر هذه الكارثة الطبيعية الكبرى.

وقام العاهل المغربي بالتبرع بالدم في مشهد يعكس دعوة السلطات كافة المواطنين للمساعدة في إنقاذ المصابين، يأتي هذا في وقت تم فيه استقبال نحو 2100 مصاب بمختلف المراكز الاستشفائية بمراكش.

جلالة الملك المفدى يتفقد المصابين ويتبرع بالدم..المبادرة الملكية شكلت دعماً معنوياً كبيراً للمتضررين وأسرهم

وأكدت وزارة الداخلية المغربية، في بيان لها، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال المدمر إلى 2901 وفاة والمصابين إلى 5530.