في إطار التطورات السياسية والدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، عُقد لقاء هام يوم الثلاثاء بين رئيس الحكومة المغربية، السيد عزيز أخنوش، ونظيره الإسباني بيدرو سانشيز، على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
هذا اللقاء جاء بحضور وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، حيث تمحورت المباحثات حول قضايا إقليمية ودولية ذات أهمية مشتركة.
تأكيد الدعم الإسباني لقضية الصحراء المغربية: من أبرز الملفات التي تناولتها المباحثات كان ملف الصحراء المغربية، حيث جددت إسبانيا دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب كحل واقعي ونهائي للنزاع. هذا الدعم الإسباني يعكس تحولًا إيجابيًا في العلاقات الثنائية بعد الأزمة التي شهدتها العلاقات في السنوات الماضية. إسبانيا، بصفتها المستعمر السابق لهذه المنطقة، تلعب دورًا حيويًا في تعزيز موقف المغرب على المستوى الدولي، وهذا الدعم يُعتبر خطوة حاسمة في تثبيت سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
التحديات الإقليمية والتعاون المتنامي: بالإضافة إلى ملف الصحراء المغربية، ناقش الجانبان عدة قضايا إقليمية ودولية أخرى، بما في ذلك التعاون في مكافحة الإرهاب، الهجرة غير الشرعية، والأمن الإقليمي. إسبانيا والمغرب يتشاركان حدودًا بحرية وبرية، وهو ما يفرض عليهما تعزيز التعاون الأمني لضمان استقرار المنطقة. كما يشكل هذا التعاون أيضًا ردًا مباشرًا على المحاولات التي تبذلها بعض الأطراف، لا سيما من الجارة الشرقية للمغرب، لزعزعة الاستقرار وإثارة التوترات في المنطقة.
تعزيز العلاقات الاقتصادية والطاقة: علاقات البلدين لا تقتصر على الأمن والسياسة، بل تشمل أيضًا جوانب اقتصادية حيوية. إذ يسعى المغرب وإسبانيا إلى تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية، حيث يُعتبر المغرب بوابة للعديد من الاستثمارات الأوروبية في إفريقيا. التعاون في مجال الطاقة يشمل تطوير مشروعات طموحة تعتمد على الطاقة الشمسية والرياح، وهو ما يشكل جزءًا من التزام البلدين بمواجهة تحديات التغير المناخي وتحقيق التنمية المستدامة.
الرسالة الدولية: اللقاء بين أخنوش وسانشيز في نيويورك يبعث برسالة قوية إلى المجتمع الدولي حول متانة العلاقات المغربية الإسبانية وتنامي التنسيق بين البلدين في مواجهة التحديات المشتركة. هذا التقارب يعزز الدور الإقليمي للمغرب كشريك استراتيجي لإسبانيا وأوروبا، ويساهم في تعزيز الاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
باختصار، يمثل هذا اللقاء تطورًا إيجابيًا جديدًا في العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، حيث يجسد الالتزام المتبادل بتعزيز التعاون في القضايا الكبرى مثل قضية الصحراء المغربية، الأمن، الهجرة، والطاقة، ويؤكد مرة أخرى على متانة الروابط بين البلدين رغم التحديات السابقة.