العلاقات المغربية السورية بعد سقوط الأسد: نحو صفحة جديدة أم استمرار للتوترات القديمة؟

0
67

في ظل التغيرات الجيوسياسية الكبرى التي تشهدها المنطقة العربية، تبرز العلاقات المغربية السورية كواحدة من الملفات التي تثير تساؤلات حول إمكانية تجاوز خلافات الماضي وفتح صفحة جديدة. بعد سقوط نظام بشار الأسد ووصول نظام جديد إلى الحكم في سوريا، يرى الباحث في الدراسات السياسية والدولية، حفيظ الزهري، أن العلاقات بين الرباط ودمشق “تتجه نحو الوضوح”، خاصة في ظل رغبة النظام السوري الجديد في إعادة بناء جسور الثقة مع المغرب. ولكن، هل يمكن لهذه العلاقات أن تتجاوز الملفات العالقة، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية؟ هذا المقال يحلل أبعاد هذا الملف الحساس ويطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين.

العلاقات المغربية السورية: تاريخ من التوترات

على مدى عقود، كانت العلاقات بين المغرب وسوريا تتسم بالتوتر، خاصة منذ سبعينيات القرن الماضي عندما اصطف النظام السوري بقيادة حافظ الأسد مع الجزائر وليبيا في دعم جبهة البوليساريو، مما أثر سلبًا على العلاقات الثنائية. هذه التوترات بلغت ذروتها خلال العقد الماضي، حيث أغلقت المغرب سفارتها في دمشق عام 2012 بسبب التصعيد الدموي في سوريا وموقف النظام السوري الداعم للبوليساريو.

أسئلة تطرح نفسها:

  • كيف أثر موقف النظام السوري السابق من قضية الصحراء على العلاقات مع المغرب؟

  • هل يمكن للنظام السوري الجديد أن يغير موقفه من هذه القضية؟

  • ما هي العوامل التي قد تدفع دمشق إلى إعادة النظر في تحالفاتها الإقليمية؟

النظام السوري الجديد: رغبة في التغيير؟

مع سقوط نظام بشار الأسد ووصول نظام جديد إلى الحكم، بدأت تظهر إشارات على رغبة دمشق في إعادة بناء علاقاتها مع الدول العربية، بما في ذلك المغرب. الباحث حفيظ الزهري يرى أن النظام الجديد لديه نية لفتح صفحة جديدة مع الرباط، خاصة في ظل رغبته في إعادة سوريا إلى حاضنتها العربية.

تحليل الإشارات:

  • رسالة التهنئة من الملك محمد السادس: بعث العاهل المغربي برسالة تهنئة إلى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، مما يعكس نوايا حسنة من جانب المغرب.

  • الاتصالات الدبلوماسية: جرت اتصالات بين وزيري خارجية البلدين، لكنها لم تتطور بعد إلى إعادة فتح السفارة المغربية في دمشق.

  • الموقف من قضية الصحراء: يرى الزهري أن تغيير موقف النظام السوري من هذه القضية سيكون مفتاحًا لتطوير العلاقات.

أسئلة نقدية:

  • هل يمكن للنظام السوري الجديد أن يتخلى عن دعم البوليساريو؟

  • ما هي المكاسب التي يمكن أن يجنيها النظام السوري من تحسين علاقاته مع المغرب؟

  • كيف يمكن للمغرب أن يستفيد من هذه التغيرات لتعزيز موقفه الدولي؟

قضية الصحراء: الملف الأكثر تعقيدًا

قضية الصحراء تظل العامل الأكثر تأثيرًا في العلاقات المغربية السورية. النظام السوري السابق كان من أبرز الداعمين للبوليساريو، مما جعل هذا الملف حجر عثرة في طريق أي تحسن في العلاقات الثنائية. الباحث الزهري يرى أن تغيير موقف النظام السوري من هذه القضية سيكون ضروريًا لفتح صفحة جديدة.

تحليل الموقف:

  • دعوات داخل سوريا: بعض الفصائل السورية، مثل جبهة الإنقاذ الوطني، دعت النظام الجديد إلى قطع العلاقات مع البوليساريو والاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.

  • الموقف الدولي: المغرب يرى في قضية الصحراء “بوصلة سياسته الخارجية”، كما وصفها الملك محمد السادس، مما يجعل أي تغيير في موقف دمشق ذا أهمية كبيرة.

أسئلة تبحث عن إجابة:

  • هل يمكن للنظام السوري الجديد أن يتخلى عن دعم البوليساريو تحت ضغط المصلحة الوطنية؟

  • كيف يمكن للمغرب أن يستغل هذه الفرصة لتعزيز موقفه في المحافل الدولية؟

  • ما هي الخطوات العملية التي يمكن أن يتخذها البلدان لتجاوز هذا الملف العالق؟

آفاق التعاون المستقبلي: مجالات واعدة

رغم التحديات، يرى الباحثون أن هناك مجالات واعدة للتعاون بين المغرب وسوريا، خاصة في المجالات الأمنية والاقتصادية. المغرب، الذي يمتلك تجربة كبيرة في مكافحة الإرهاب، يمكن أن يكون شريكًا مهمًا للنظام السوري الجديد في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للبلدين التعاون في مجالات مثل الفلاحة والبنية التحتية والصحة.

تحليل الفرص:

  • التعاون الأمني: المغرب يمكن أن يقدم دعمًا تقنيًا وتدريبيًا للنظام السوري في مكافحة الإرهاب.

  • إعادة الإعمار: المغرب لديه خبرة كبيرة في مجالات مثل التكوين المهني والفلاحة، مما يجعله شريكًا محتملًا في إعادة إعمار سوريا.

  • التبادل الثقافي: يمكن للبلدين تعزيز العلاقات الثقافية والتعليمية كجزء من جهود إعادة بناء الثقة.

الخاتمة: نحو علاقات أكثر وضوحًا

في ظل التغيرات الجيوسياسية الكبرى التي تشهدها المنطقة، تبرز العلاقات المغربية السورية كواحدة من الملفات التي يمكن أن تشهد تحولًا كبيرًا. رغم التحديات، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء، فإن هناك إشارات إيجابية على رغبة الطرفين في فتح صفحة جديدة. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الجهود سيعتمد على قدرة البلدين على تجاوز الملفات العالقة وبناء علاقات قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

أسئلة أخيرة تنتظر الإجابة:

  • هل يمكن للعلاقات المغربية السورية أن تتجاوز إرث الماضي؟

  • ما هي الخطوات العملية التي يجب أن يتخذها البلدان لتحقيق هذا الهدف؟

  • كيف يمكن للمغرب أن يستفيد من هذه التغيرات لتعزيز موقفه الإقليمي والدولي؟