العلمي يجدد هجومه على المغاربة “لن يتنحى أخنوش” فحملة المشوشين الافتراضيين لن تنال من “الأحرار” والدستور لا يعترف بحسابات “فيسبوك”

0
330

تعيش حكومة أخنوش أحلك أيامها في ظل المطالب المتزايدة للشارع المغربي برحيلها، آخرها اطلاق هاشتاغ “أخنوش ارحل” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يؤكد على عدم وجود أي امتداد شعبي وسياسي وإعلامي لها، و أن “تركيز السلطة والثروة في يد واحدة، يجب أن يتوقف”، وهو ما شدد عليه حزب “العدالة والتنمية” المغربي.

رغم ذلك،  “لن يستقيل لمجرد أن طلب منه ذلك”، وفق رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب والقيادي في حزب “التجمع الوطني للأحرار”، الذي جدّد هجومه على النشطاء وزالعارضة ورواد موقاع التواصل الالجتماعي في المغرب، قائلاً إن “حملة المشوشين الافتراضيين لن تنال من صمود الحزب بفضل برنامجه وأسلوب اشتغاله وإيمانه بالمؤسسات”.

جاء ذلك في لقاء حزبي نظمه حزب نهاية الأسبوع بجهة سوس، أن دستور المغرب لا يعترف بالأشخاص الافتراضيين على فيسبوك، متسائلا عن هوية “المعرقلين الذين يختبؤون وراء حسابات وهمية بمواقع التواصل الاجتماعية وينسفون مجهودات الحكومة بمغالطاتهم وأكاذيبهم”.

https://www.youtube.com/watch?v=OjyumVadr0A

وتابع قائلا: أن الحكومة لو كانت لديها صلاحية دستورية للتواصل مع هؤلاء الافتراضيين والنقاش معهم لفعلت، مؤكدا أنه ليست هناك أزمة سياسية في المغرب تستلزم الإطاحة بالحكومة.

وأبرز أنه كان “متأكدا من فوز الحزب في الانتخابات الجزئية ليوم الخميس 21 يوليوز الجاري، على الرغم من الحملة التي شنها الأعداء ضده وضد الرئيس عزيز أخنوش”.

وأضاف أن جميع الأحزاب السياسية المنافسة استعانت بقادتها في الحملة الانتخابية، باستثناء “الأحرار”، وذلك لإيمانه بعمله الميداني على المستوى المحلي، وثقته في تبوئه الصدار رغم الحملة التبخيسية التي يشنها خصوم الحزب ضده، والتي لم يكن لها أي تأثير على نتائج الانتخابات.

واعتبر أنه رغم المكائد في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، لا زال الحزب صامدا بفضل برنامجه وأسلوب اشتغاله وإيمانه بالمؤسسات.

وسجل أن الحكومة الحالية جاءت في ظرفية صعبة، حيث اجتمعت جميع الأزمات من حرب روسية أوكرانية وجفاف وارتفاع لأسعار البترول، إلا أنها ماضية في تنفيذ برنامجها والتزاماتها والوفاء بتعاقداتها تجاه المواطن رغم ذلك، وغير مبالية بتشويش الخصوم. 

الخميس الماضي ، جاء رد الحكومة المغربية جاء على لسان الناطق الرسمي باسمها، مصطفى بايتاس، الذي قال معلقا على الهاشتاغ إن الحكومة ستعمل على دعم القدرة الشرائية للمواطنين، وذلك بتخفيض أسعار جملة من المواد.

ثم عاد ليؤكد أن المغرب قائم على عدة ثوابت من ضمنها الخيار  الديمقراطي الذي أفضى إلى انتخابات نزيهة، وفقه “نتجت عنها هذه الحكومة” في إشارة إلى عدم إمكانية استقالة الحكومة استجابة لمطالب وثقها مواطنون عبر هاشتاغات على المنصات الاجتماعية.

رغم ذلك، أصدت المندوبية السامية للتخطيط المغربية، بيانا، قبل نحو أسبوع،  حذّرت  فيه من أنّ المغرب الذي يعدّ مستوردا مهما لمنتجات الطاقة، “تأثّر بشدّة” بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، في ظلّ نمو بطيء وتضخّم مرتفع بشكل استثنائي. 

وأوضحت المندوبية المسؤولة عن الإحصاء والتخطيط أنّ “هذا الوضع عطّل الإنتاج والاستهلاك، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية”.

وتوقعت أن يصل التضخّم إلى “عتبة استثنائية” عند 4.9 في المئة في العام 2022، “وهو ما ينبغي أن يؤثّر بشدة على القوة الشرائية وعلى ربح بعض القطاعات الإنتاجية”، قبل أن ينخفض إلى 0.8 في المئة في العام 2023.

ورغم أن هذا الوضع أثر بشكل كبير على علاقة الشعب بحكومته، إلا أن محللون سياسيون مغاربة يرون بأن المغرب مرّ بأزمات اقتصادية أخرى، لكنه استطاع أن يجتازها بفضل قدرة الحكومة ورئيسها على وجه التحديد على الاتصال مع الشعب.

وانتقدوا ما وصفهوا بـ”عدم قدرة أخنوش على إتقان فن التواصل مع المواطنين، وهو ما فاقم من الأزمة” وفق تقديره.

كما لفتوا إلى أنه رغم أن شعار “ارحل” رفع خلال ما يعرف بموجة الربيع العربي، وكان وراء رحيل قادة عرب، مثل الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، والمصري، حسني مبارك “إلا أنه لم يفلح عندما رفع في المغرب ضد رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران”. 

فيما وصف بعضهم  ذلك بـ”الدليل” على أن الهتاف في وجه رئيس الحكومة بـ”إرحل” لن يؤدي بالضرورة إلى استقالته.

وقالوا إن الاستقالة إثر مطالب شعبية “لم تدخل بعد في ثقافة الحكومات المتعاقبة في المغرب”.

وقالوا: “حتى عندما يقرأ أخنوش من ورقة، لا يتقن تلاوة بيان باللغة العربية” محيلا إلى مقاطع فيديو انتشرت لأخنوش انتُقد فيها لعدم إتقانه العربية.

“لكن هذا لن يفضي إلى تنحيه” يردف هؤلاء، قبل أن يلفتوا إلى أن بنكيران واجه نفس المطلب الشعبي لكنه قابله بحنكته الاتصالية والآلة الدعائية التي وفرها له حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه.

يشار إلى أن بنكيران، رئيس الحكومة الأسبق، رفض هو الآخر أن تستقيل الحكومة الحالية “لمجرد انتشار هاشتاغ” وفق تعبيره في إحدى مداخلاته الصحفية.

وقال بنكيران: “أرفض مطالبة الحكومة بالاستقالة حتى تعطى الوقت الكافي للعمل”.

يذكر أنه منتصف يونيو الماضي، طالبت نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الحكومة، بالتدخل العاجل لحماية القدرة الشرائية للطبقة العاملة وعموم المواطنات والمواطنين، ومراعاة حجم المعاناة التي يكابدونها”، بينما دعت ثلاث نقابات أخرى أقل تمثيلا إلى إضراب عام، احتجاجا على ارتفاع الأسعار.

نقابات نقل البضائع يهددون بإضراب وطني في حال لم يتم تسقيف الاسعار.. من يقف وراء مشروع تحديد أسعار المحروقات؟

 

وبينما أعطت التعليقات على الحملة التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي،  انطباعا بتذمر شعبي من ارتفاع الأسعار، قالت وكالة الأنباء المغربية إن “الحملة الرقمية الموجهة ضد رئيس الحكومة “بعيدة كل البعد عن أن تكون عفوية” وهو ما زاد من غضب معلقين.

ونقلت وكالة أنباء المغرب العربي عن مارك أوين جونز، الأستاذ الزائر بجامعة حمد بن خليفة في قطر، قوله إن “عددا كبيرا من الحسابات المزيفة تقف من وراء الوسم المذكور، مما يدل على أن الحملة بعيدة كل البعد عن أن تكون تلقائية”.

ولاحظ الباحث البريطاني، وفق الوكالة الحكومية، أنه تم خلق 522 حسابا كانت تنشر الوسم المذكور في يوم واحد (15 يوليو)، من إجمالي 796 تم إنشاؤها بداية الشهر، بينما يبلغ متوسط إحداث الحسابات 59 شهريا، مؤكدا أن “كل هذه المعطيات لا تنسجم مع أية قاعدة”.

وطالب حزب “العدالة والتنمية” ، حكومة أخنوش ب”الاستيقاظ من وهم (الشرعية الانتخابية)، وأن تعلم أن نفاد صبر الناس حقيقي، وأن منطق الإفتراس المدعوم بتركيز السلطة والثروة في يد واحدة، يجب أن يتوقف”، مضيفا أن الوسم المطالب برحيل حكومة الملياردير أخنوش “قد لا يحمل دلالة الرحيل المؤسساتي الفعلي، وإن كان ذلك مشروعا في حد ذاته ويحدث في أعرق الديمقراطيات، لكنه إشارة قوية أن إفلات رئيس الحكومة تاجر المحروقات من المحاسبة الشعبية لن يستمر، وسيصعب دعمه وإنقاذه في كل مرة، لأن الأمر صار مكلفا ومحرجا حتى لمؤيديه الافتراضيين”.

ويعكس التفاعل الكبير الذي حظي به وسم “اخنوش ارحل”، مدى استياء وتذمر الشعب المغربي من ارتفاع اسعار المحروقات في البلاد، وكذا استنكار سياسة حكومة المخزن التي اعتمدت الصمت بدل التحرك والوفاء بوعود قطعتها على نفسها وذهبت مهب الريح.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب على نطاق واسع هاشتاغ “أخنوش ارحل” وذلك للاحتجاج على استمرار غلاء أسعار المحروقات، حيث دون عدد كبير من المغاربة الهاشتاغ على حساباتهم على الفايسبوك. 

وأرفق النشطاء الهاشتاغ بصور للأثمنة المعقولة التي يجب أن يقف عندها سوق المحروقات بالمغرب، مطالبين برحيل أخنوش بسبب فشله في التصدي لموجة الغلاء وبحكم دوره المزدوج كرئيس للحكومة وفي الآن نفسه كصاحب الشركة المحتكرة لاستيراد المحروقات وتوزيعها وبيعها. 

وذكرت تقارير محلية أن النشطاء رفعوا مطلب تخفيض ثمن “الغازوال” إلى 7 دراهم والبنزين إلى 8 دراهم وهو الثمن الذي كان عليه قبل وصول أخنوش لرئاسة الحكومة.

ونشر حوالي 200 ألف مغربي على الفايسبوك، هاشتاغ “أخنوش ارحل”، كسلوك احتجاجي ضد الحكومة التي التزمت الصمت ودون اتخاذ أي تدبير يحمي القدرة الشرائية للمواطن في ظل تدهور الوضع الاجتماعي منذ جائحة كورونا.

وتتجاهل حكومة الملياردير أخنوش منذ أشهر غليان الشارع المغربي على خلفية الارتفاع المستمر في أسعار الطاقة والوقود، التي سجلت أرقاما قياسية وتتسبب في استنزاف قدرات الجبهة الاجتماعية.

وانخرط في نشر الهاشتاغ المطالب برحيل رئيس الحكومة، الكثير من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين، بالإضافة إلى صحافيين و مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتشهد البلاد موجة من الغلاء غير مسبوقة، دفعت العديد من المواطنين إلى التعبير عن رفضهم لها سواء بالخروج إلى الشارع للاحتجاج أو من خلال المبادرات الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

جماهير نهائي كرة القدم النسائية بمركب مولاي عبد الله يصرخون أخنوش: ارحل ارحل (شاهد)