“العنف الجامعي في مرتيل: بين الإيديولوجيات المتصادمة وفشل الحوار في كلية العلوم القانونية”

0
80

في حادثة تثير تساؤلات عديدة حول حالة الأمن والاستقرار في الحرم الجامعي، شهدت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمدينة مرتيل التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، يوم الخميس الماضي، مواجهات عنيفة بين فصيلين طلابيين يساريين.

هذه المواجهات أسفرت عن إصابات في صفوف الطلبة وتخريب عدد من السيارات والمرافق الجامعية، ما دفع إلى تدخل قوات الأمن لتطويق المنطقة.

الأحداث التي اندلعت في الكلية لم تكن منعزلة، بل جاءت استكمالاً لصراع طويل بين فصيلين طلابيين يختلفان في تصوراتهم الإيديولوجية، حيث تحدثت مصادر أمنية عن توقيفات شملت العديد من المتورطين في أعمال العنف التي هزت الحرم الجامعي.

إلا أن التساؤلات بدأت تتوالى حول الدوافع الحقيقية التي تقف وراء هذه الأحداث العنيفة، والتي تطرح أكثر من سؤال عن الوضع الداخلي داخل الكليات الجامعية.

في تعليق له، عبر المكتب المحلي لمنظمة التجديد الطلابي في تطوان عن رفضه القاطع لهذه المواجهات التي تسببت في خسائر كبيرة، ودعا إلى ضبط النفس من جميع الفصائل الطلابية، مشدداً على أهمية الحفاظ على السلم الجامعي وتفادي استغلال الحرم الجامعي كفضاء لتصفية الحسابات السياسية والطائفية. وقد أكد المكتب كذلك أن هذه الأفعال تضر بوحدة الجسم الطلابي وتعرض الطلاب للخطر.

ومن جانب آخر، أشار بوشتى المومني، رئيس جامعة عبد المالك السعدي، إلى أن هذه المواجهات بدأت في الأساس منذ بداية الشهر الجاري خارج أسوار الجامعة، حيث كانت بدايات الصراع بين الفصيلين حول النفوذ داخل الساحة الجامعية.

وأكد المومني أن هذه الأحداث ليست مرتبطة بالامتحانات الجارية في الكلية، مشيراً إلى أن التدخل الأمني كان حاسماً في وقف العنف.

الأسئلة المثارة:

  • ما هي الأسباب الحقيقية وراء هذه الصراعات المستمرة بين الفصائل الطلابية؟ هل هي محض صراعات سياسية، أم أن هناك عوامل اجتماعية أخرى تغذي هذه التوترات؟

  • هل يمكن للمؤسسات الجامعية اتخاذ خطوات فعلية للحد من هذه الظواهر العنيفة؟ وما هو دور وزارة التعليم العالي والجهات الأمنية في تحقيق الاستقرار داخل الجامعات؟

  • كيف يمكن إعادة بناء الثقة بين الطلاب في ظل تصاعد هذه الظواهر؟ وهل هناك فرصة لإحياء ثقافة الحوار والتسامح بدلاً من العنف في الحرم الجامعي؟

أحمد شراك، السوسيولوجي المغربي، تناول هذه الظاهرة من زاوية تحليلية مختلفة، إذ اعتبر أن العنف بين فصيلين طلابيين يتبنيان نفس التصورات الإيديولوجية، لا يمكن تفسيره من منظور سياسي تقليدي.

وأشار شراك إلى أن هذا العنف يعكس فشلاً في الفكر الطلابي في التحاور والتسامح، مما يعمق حالة الاستقطاب بين الفصائل. وهذا بدوره يعكس ظاهرة أكبر في المجتمع الجامعي، حيث يتجه النقاش إلى العنف بدلاً من الحوار الهادئ.

ختاماً، تظل هذه الأحداث تسلط الضوء على ضرورة إعادة النظر في إدارة العلاقة بين الفصائل الطلابية، وتعزيز ثقافة التسامح والاحترام المتبادل داخل الجامعات المغربية، لضمان بيئة تعليمية سليمة وآمنة للجميع.