الغلوسي”مهزلة الإعلام العمومي تقتضي محاسبة المسؤولين الساهرين عنه، والذي أثبت اليوم أنه بعيد عن أبجديات المهنية والحرفية”.
تُطالب الجمعية المغربية لحماية المال العام بافتحاص دقيق وشامل للأموال التي تصرف على قنوات القطب العمومي، وذلك بعد الانتقادات التي طالته بخصوص سوء تغطيته للاحتفال بعودة المنتخب المغربي من المونديال.
وقال محمد الغلوسي رئيس الجمعية، إن أموالا عمومية ضخمة تصرف على قنوات القطب العمومي، وللأسف الشديد يبدو أنه مازال غارقا في التخلف.
وأضاف في تدوينة على فايسبوك، “شاهدنا بؤس هذا الإعلام خلال متابعته للمونديال ونقل مباريات المنتخب الوطني، واليوم يصر العرايشي على تذكيرنا بأنه وفي لأسلوب عفا عنه الزمن، كاميرات تبدو أن كاميرات الهواتف وهي بيد هواة أحسن منها، وتعليق دون المستوى يجعلك تشعر بالتقزز وأنت تسمع الاعتداء على اللغة العربية وبأسلوب فج وكأن الأمر يتعلق بدردشة في مقهى”.
وأكد الغلوسي أن المغاربة يستحقون إعلاما عموميا مهنيا يجعلهم يعيشون الفرح بكل وجدانهم في بيوتهم وخارجها، بدل الفشل الذريع في التعبير عن مشاعرنا الجميلة جميعا اتجاه منتخبنا.
وتابع “شخصيا لا أعرف لماذا تصرف كل هذه الأموال على إعلام لا يستطيع حتى التجاوب مع لحظات فرح المغاربة، أموال لا تخصص حتى لشراء الكاميرات وكل المعدات الضرورية لنقل أحداث مهمة كحدث قدوم أبطال المغرب وإبهارهم العالم، أبطال كسبوا قلوب العالم وخسر إعلامنا في ترجمة ذلك على أرض الواقع”.
وأضاف ” لطالما طالبنا في الجمعية المغربية لحماية المال العام بضرورة إجراء افتحاص دقيق وشامل للأموال العمومية التي صرفت على الإعلام العمومي، لتحديد أوجه صرفها وجدوى صرفها وتقييم شامل لبرامج قنوات القطب العمومي، واليوم نجدد مطالبنا بخصوص ذلك، لأن هناك من يصر على احتقار ذكاء المغاربة والتنغيص عليهم والإبقاء على الرداءة عنوانا وقدرا محتوما”.
وشدد على أن مهزلة الإعلام العمومي تقتضي محاسبة المسؤولين الساهرين عنه، والذي أثبت اليوم أنه بعيد عن أبجديات المهنية والحرفية، مضيفا “أشعر بخجل كبير أمام هذه الرداءة والتي لا يستحقها المغاربة، لحظات فرح وحب وسعادة وشموخ وكبرياء يحولها الإعلام العمومي إلى تبهديلة”.
عرفت المملكة المغربية في الخمسينيات تجربة أولى مع الشركة الفرنسية “تيلما” التي كانت ترى في الجالية الأوروبية المقيمة في المغرب جمهوراً مهماً. في 1951، تم تسليم رخصة الاستثمار والإذاعة إلى “تيلما” التي لم تبدأ البث إلا في 1954. افتتحت القناة الوطنية المغربية يوم 3 مارس/آذار عام 1962 غداة الاستقلال، بالأبيض والأسود، ولم يتم إدخال الألوان إلا في سنة 1972.
في أكتوبر/تشرين الأول 1966، أصبحت الإذاعة المغربية مؤسسة حكومية، وفي 1978، أصبحت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (مؤسسة التلفزيون الرسمي) ملحقة بالإدارة المركزية لوزارة الاتصال.
أما القناة الثانية، المعروفة اختصاراً بـ2M فقد انطلقت رسمياً في 4 مارس/آذار 1989، وكانت أول قناة خاصة قبل أن يبدأ مسار تأميم القناة في 1997.
وصارت القناة الثانية منذ أواخر التسعينيات، الأولى من حيث نسب المشاهدة بين القنوات المغربية، متفوقةً على أختها الكبرى الأقدم “الأولى”.
وأنجب التلفزيون العمومي المزيد من القنوات التي لم تحظَ بالكثير من النجاح أمام القناة الثانية، بينها القناة الدينية السادسة، القناة الثقافية الرابعة، قناة “المغربية” العامة الموجهة للجالية المغربية في العالم، القناة السابعة للأفلام، والثامنة الأمازيغية، بالإضافة إلى الرياضية التي تحظى بمشاهدات أهم قليلاً بفضل نقلها للمبارات الرياضية المحلية.
مشاهدات هامة وانتقادات كثيرة
دائماً ما تثير قناتا التلفزيون الرسميّتان الكثير من الجدل في الرأي العام المغربي. إذ تنتقدها التقارير باستمرار واصفةً عدداً من برامجها بالرديئة، وتعتبر الأخيرة سبباً في هجرة المغربي نحو القنوات الفضائية العربية، لكنّ القنوات تدافع عن نفسها بعدد المشاهدات.
وكمثال على ذلك، شاهد المغاربة “سامحيني” لسنوات طويلة، وهو مسلسل تركي مدبلج إلى اللهجة المغربية. المسلسل طاولته الكثير من الانتقادات بسبب تدني مستواه في نظر المنتقدين، وطوله، و”مطّ” الأحداث فيه، بالإضافة إلى ما يراه الرافضون دعماً للإنتاج الأجنبي على حساب المغربي. لكن الأرقام تقول إن “سامحيني” ظل حتى نهايته البرنامج الأكثر مشاهدةً على شاشة التلفزيون المغربيّ وفقاً لمؤسسة الإحصاء “ماروك ميتري”، بحيث وصل عدد المشاهدات إلى قرابة 9 ملايين مشاهد يومياً، وبلغ معدل مشاهدته 70.8 في المائة.
وتزداد الانتقادات بكثافة خلال شهر رمضان، إذ تهاجم الصحافة ومواقع التواصل إنتاجات رمضان في القناتين وتصفها بالرديئة، خصوصاً برامج المقالب التي لطالما وُصفت بالمفبركة وذات الإخراج الرديء. في المقابل تقول الأرقام إن برنامج المقالب “مشيتي فيها” مثلاً حقق أكثر من 13 مليون مشاهد، وهو رقم كبير جداً بمقاييس المشاهدات في المغرب.