وفود كثيرة بإسم الرياضة ، رغم أن البعض ليست له أية علاقة بالمجال ، تسافر إلى طوكيو ومن المال العام تقضي كل ماتريد بما في ذلك “المساجات والحمامات وكل الأشياء التي تريح النفس “وتتبضع العطور والهدايا للأحباب والأصدقاء. هي نفس الوفود التي تحاول أن تظهر انتصارا محدودا ومتواضعا على أنه فتح مبين في الرياضة ، مسوؤلون على الشأن الرياضي استفادوا من سياسة الريع بالقطاع ووسعوا شبكات الإستفادة على أقاربهم ومحيطهم وزبنائهم ليضمنوا البقاء في مناصبهم الوثيرة وليتمدد الريع في كل ركن من أركان الرياضة ، سياسة رياضية تنفق أموالا عمومية ضخمة ترافقها بهرجة وشعارات ومناظرات تستنزف بدورها أموالا طائلة لصرف الأنظار عن الفشل الذريع في الشأن الرياضي ، هي سياسة تجد لها امتدادات في مختلف الأندية والمؤسسات الرياضية، بل وفي جمعيات محسوبة على مايسمى ب”جمعيات المحبين والجماهير الرياضية”، صفقات اللاعبين والمدربين ومختلف الأطر الأخرى في جنح الظلام ، صفقات تحت كناش تحملات يضمن استمرار “الولاءات”وسياسة الريع والرشوة ، دون أن ننسى بطبيعة الحال صفقات بناء وتجهيز وإصلاح وإعادة إصلاح الملاعب.
هي إذن خارطة من الريع والفساد اللامتناهي، يعشش في الشأن الرياضي في ظل غياب المحاسبة والرقابة على المال العام ، وضع شجع المسوؤلين على الشأن الرياضي على التمادي في التنغيص على المغاربة وهدر الأموال العمومية دون أن يكون لها أثر على السياسة الرياضية. مع العلم أنه وإلى وقت قريب كانت تصرف أموال محدودة على الرياضة، ومع ذلك استطعنا أن ننتج أبطالا ونجوما عالميين وفرقا كبيرة صدح صيتها في كل المنتديات الإفريقية والدولية، ومعها عاش المغاربة جميعا لحظات من الفرح والمجد، يتساءل الناس وبحسرة وألم ما الذي وقع حتى أصبحنا على حال يثير الشفقة ؟
فمتى سيتوقف استنزاف وهدر المال العام دون جدوى ؟ ومتى سيفتح سجل المحاسبة في الشأن الرياضي ؟
يتطلع الجميع إلى محاسبة حقيقية للمسوؤلين على الشأن الرياضي، في إطار ربط المسوؤلية بالمحاسبة وصونا للمال العام من العبث. وحتى لاتتكرر الخيبات والهزائم فالمغاربة يستحقون الأفضل والأجمل.