تقرير جمال السوسي
لا تنفك التقارير الدولية تؤكد أن الاقتصاد المغربي، يتوجه نحو الإنهيار أكثر وأكثر، لا لشيء سوى للسياسات الهدامة لحكومة رجال الأعمال (الباطرونة)، إذ تتركز كل الثروات في أيدي رجال الأعمال والمقربين من جهات عليا في البلاد، فيما يبقى نصيب المواطن المغربي من خيرات بلده الضرائب التي دائما ما تجلب قوانين المالية الجديدة المزيد منها دون توقف، ضاربة بالحائط كل التحذيرات بخصوص تدهور القدرة الشرائية للمواطن.
أكد الملك المفدى محمد السادس في مثل هذا اليوم، في خطابه الموجه للأمة بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لتربعه على العرش 2018، على أنه: “سبق للبنك الدولي أن أنجز في 2005 و2010 دراستين لقياس الثروة الشاملة لحوالي 120 دولة، من بينها المغرب. وقد تم تصنيف بلادنا في المراتب الأولى على الصعيد الإفريقي، وبفارق كبير عن بعض دول المنطقة. غير أنني بعد الاطلاع على الأرقام والإحصائيات، التي تتضمنها هاتين الدراستين، والتي تبرز تطور ثروة المغرب، أتساءل باستغراب مع المغاربة: أين هي هذه الثروة وهل استفاد منها جميع المغاربة، أم أنها همت بعض الفئات فقط؟ الجواب على هذه الأسئلة لا يتطلب تحليلا عميقا: إذا كان المغرب قد عرف تطورا ملموسا، فإن الواقع يؤكد أن هذه الثروة لا يستفيد منها جميع المواطنين. ذلك أنني ألاحظ، خلال جولاتي التفقدية، بعض مظاهر الفقر والهشاشة، وحدة الفوارق الاجتماعية بين المغاربة”.
فحديث الملك المفدى عن الثروة وعن مآلاتها ومدى استفادة المغاربة منها، لم يأت محض الصدفة، فقد جاءت نتيجة لعدة تراكمات أهمها الفوارق الاجتماعية الواضحة التي أصبحت ظاهرة للعيان، من بينها التشغيل والبطالة وغياب العدالة الاجتماعية، أمور ساهمت بدون أدنى شك في ترسيخ وتعميق الفوارق الاجتماعية ما بين الطبقات والزيادة في حدتها، وأدت في نهاية المطاف إلى تكديس الثروات في يد الطبقة الغنية.