عبد المجيد رشيدي
تعتبر الفنانة التشكيلية صوفيا والهنت، من الأسماء الواعدة في عالم الفن التشكيلي المغربي، تشتغل برؤية فنية واضحة المعالم، وتطور طريقة عملها من الحسن إلى الأحسن دون ملل ولا تكرار على اعتبار قناعتها بالتنوع والبحث عن كل ما هو جديد في عالم الفنون الجميلة.
صوفيا والهنت، أحبت الرسم والألوان منذ طفولتها عن طريقة الهواية، حيث كانت تهوى الرسم وكل ما له علاقة بالأعمال اليدوية والألوان، وقد شجعها والديها على إظهار موهبتها التي كبرت مع الأيام، واستمرت في الرسم إلى أن تطورت موهبتها أكثر، ما أسهم ذلك في ظهور إبداعاتها، وقد وجدت صوفيا ملاذا للتعبير عما يخالج شعورها من خلال رسوماتها، حيث اتخدت خطواتها مسارا واثقا وأصبحت علاقتها بالفن علاقة عشق لا مثيل له ينمو مع كل لوحة ترسمها، ومع الوقت، فاجأت الجميع بِلوحاتها التي لاقت نجاحا باهِرا، لتتخذ من الرسم لغة تعبيرية تنطق بها ريشتها، فتحرر اللوحة من صمتها لكلام تزينه ألوان الحياة، ألوان منبعثة من إنسانية الفنانة المبدعة التي استطاعت بجهد كبير، أن تجتذب المتلقي للتأمل والتفحص إلى إبداعاتها، وتمكنت من أن تجسد تجربة خاصة بها لتنتج عمل من واقعها وإحساسها، فعندما تتأمل لوحاتها، ستجد نفسك أمام عالم يحاكي الواقع بأعمال صادقة ومميزة تبهر المتتبع، وتجعله يغوص عميقا في عالمها الفني الأصيل.
اتبعت الفنانة صوفيا والهنت، عنوانا رمزيا في أعمالها وهو المشاعر الصادقة، الذي وظفته برسوماتها ويؤدي إلى الإبهار البصري للمتفرج، وتجعله يفك ألغاز محتوى اللوحة، كما تختصر لوحاتها بالتعبير عن إحساسها الصادق وما تحسه وتعايشه، وفق رؤى تميز صفاتها، وتقارع بها مزايا عواطفها وهواجسها.
تقول صوفيا والهنت” أجد متعة لا توصف، حينما أرسم فكرة تجول في خاطري وأجسدها على لوحة تجلب الانتباه لكل من يشاهدها، فأعمالي وسيلة إيجابية وممتعة لأنني أرسم لوحاتي بكل حب وصدق وهذه هي رسالتي”.
وتضيف “أستخدم الألوان الجميلة والمتناسقة مع بعضها البعض لأكون لوحة أرسم فيها مشاعري وذكرياتي بتناسق ورشاقة”.
صوفيا، لا زالت تشق طريقها بثبات في عالم الأعمال الفنية، طبعت بصماتها الإبداعية المميزة والفريدة من نوعها، واجتازت كل الصعوبات حتى وصلت إلى ما ترمي إليه، تشيد بحبها الكبير لفنها، فهي لطالما سعت جاهدة للحفاظ على استمراريته، رغم الصعوبات وذلك من خلال التزامها وقدرتها على تنظيم الوقت وتحمل المسؤوليات.
تبقى أعمال الفنانة صوفيا والهنت، بمثابة السمفونيات الممزوجة بالهدوء والحكمة، لوحاتها قصائد تعددت خيوطها و ألوانها، المجد لأناملها المبدعة، فنها مركب بالحكمة والشجاعة، لأنها تنجز لنا فنا جميلا، ستظل لوحاتها تجسيدا جماليا له خصوصياته، ومن شأنها بذلك أن تساهم في إثراء مسار الحركة التشكيلية المغربية في المستقبل.