قرّر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، اليوم الأحد، إيداع سعيد الناصيري رئيس الوداد المغربي السجن المحلي عكاشة، برفقة 20 شخصاً، من ضمنهم برلمانيون وسياسيون وأمنيون ورجال أعمال، ومتابعتهم في حالة اعتقال في قضية تاجر المخدرات المالي، المشهور بـ “إسكوبار الصحراء”
وتتوزع هذه الجرائم، حسب بلاغ الوكيل العام للملك بالدار البيضاء، الذي توصل موقع “لكم” بنسخة منه، ما بين “المشاركة في اتفاق قصد مسك المخدرات والاتجار فيها ونقلها وتصديرها ومحاولة تصديرها، الإرشاء والتزوير في محرر رسمي، مباشرة عمل تحكمي ماس بالحرية الشخصية والفردية قصد إرضاء أهواء شخصية، الحصول على محررات تثبت تصرفاً وإبراء تحت الإكراه،تسهيل خروج ودخول أشخاص مغاربة من وإلى التراب المغربي بصفة اعتيادية في إطار عصابة واتفاق وإخفاء أشياء متحصل عليها من جنحة “.
وأكد البلاغ أنه “تكريساً لمبدأ المساواة أمام القانون فقد آلت نتائج دراسة الأبحاث المنجزة إلى تقديم النيابة العامة لملتمس إلى السيد قاضي التحقيق بإجراء تحقيق معهم من أجل الاشتباه في ارتكاب كل واحد منهم لما هو منسوب إليه من أفعال معاقب عليها قانوناً والتي يتمثل تكييفها القانوني إجمالاً في مجموعة من الجرائم”.
وكشف ذات البلاغ أن هذه القضية توبع فيها 25 شخصاً تم تقديمهم يوم الجمعة أمام النيابة العامة، “من بينهم من يتولى مهام نيابية أو مسؤولية جماعات ترابية أو مكلف بإنفاذ القانون بالإضافة إلى أشخاص آخرين ارتكبوا افعالاً لها ارتباط بالموضوع”.
وأضاف البلاغ أنه “بعد استنطاقهم ابتدائياً، قرر السيد قاضي التحقيق إيداع عشرين (20) منهم السجن مع إخضاع شخص واحد لتدبير المراقبة القضائية، فيما عملت هذه النيابة العامة على تكليف الشرطة القضائية المختصة بمواصلة الأبحاث في حق الأربعة الآخرين منهم بهدف استجلاء خيوط بعض جوانب وقائع هذه النازلة، وحالما تنتهي الأبحاث المأمور بها ستعمل النيابة العامة أيضاً على ترتيب ما يجب في حقهم”.
حزب معارض يطالب رئيس الحكومة بالكشف عن تنفيذ توجيهات الملك المفدى عبر تعبئة 550 مليار درهم لخلق 500 ألف منصب شغل
وزاد بلاغ الوكيل العام للملك “في إطار الحق في الحصول على المعلومة المكرس بمقتضى الدستور والقوانين ذات الصلة، يعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء للرأي العام، أنه في إطار الأبحاث التي أنجزتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحت إشراف هذه النيابة العامة للكشف عن باقي الأشخاص المشتبه تورطهم مع أحد المعتقلين من جنسية أجنبية توبع في إطار قضية تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات ويقضي حالياً عقوبته في السجن كشفت نتائج الأبحاث عن الاشتباه في قيام بعض الأشخاص بارتكاب أفعال لها ارتباط في أغلبها بذات الوقائع التي سبق أن توبع في إطارها الشخص الأجنبي المذكور وآخرون لهم ارتباط به أدينوا بعقوبات سالبة للحرية”.
وخلص البلاغ إلى أنه “بالنظر لتعقد هذه الأفعال وتشابك امتداداتها فقد استغرقت الأبحاث الوقت الكافي الذي اقتضته ضرورة ذلك في إطار الاحترام التام للمقتضيات القانونية ذات الصلة وتحت الإشراف المباشر لهذه النيابة العامة”.
وتعهد بلاغ الوكيل العام للملك بأن “النيابة العامة في إطار الحق في الحصول على المعلومة إطلاع الرأي العام على نتائج إجراءات البحث والتحقيق حال الانتهاء من ذلك في إطار التقيد الكامل بمقتضيات القانون تجسيداً لدولة الحق والقانون مع ضمان احترام قرينة البراءة”.
وقُدم رئيس الوداد المغربي، أمس الخميس، أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء في هذه القضية، برفقة 25 شخصاً، من بينهم أشخاص في حالة اعتقال، سبق أن أوقفتهم الشرطة القضائية من الأبحاث المسندة إليها بشأن الاتجار الدولي في المخدرات، إذ امتد الاستماع إلى المتهمين منذ أمس الخميس إلى غاية صباح، الجمعة، حيث التمست النيابة العامة في قرارها متابعة 20 شخصاً في حالة اعتقال، إلى جانب تعميق البحث مع 4 آخرين، بينما التمست اتخاذ قاضي التحقيق ما يراه مناسبا في ملف شخص واحد.
وترأس سعيد الناصيري الوداد المغربي منذ عام 2014، وقاده إلى تحقيق عدد من الألقاب المحلية والقارية، قبل أن يفشل في إضافة لقب “أفريكا ليغ” إلى خزينته في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد خسارته أمام نادي ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي في المباراة النهائية.
وبات من شبه المؤكد أن تعمق متابعة سعيد الناصيري في حالة اعتقال جراح نادي الوداد الرياضي، الذي يعاني من مشاكل مالية وتسييرية خانقة منذ بداية الموسم الجاري، ما انعكس سلبا على نتائجه، إن على المستوى القاري، إذ بات قاب قوسين أو أدنى من الخروج باكرا من بطولة دوري أبطال أفريقيا، بعد 3 خسارات، مقابل فوز واحد، أو على المستوى الدوري المحلي، حيث فقد صدارة ترتيبه المؤقت.
ووفقاً لمعلومات تم تداولها، الجمعة، فإن مكونات نادي الوداد الرياضي ستعقد اجتماعاً طارئاً، لمناقشة مرحلة ما بعد الرئيس، سعيد الناصيري، والبحث عن السبل الكفيلة لإخراج هذا النادي العريق من عنق الزجاجة، وبالتالي الحفاظ على مكانته كأحد الأندية المغربية القوية على الصعيد القاري.
والجدير بالذكر أن نادي الوداد الرياضي عين أخيراً التونسي فوزي البنزرتي مدرباً له، خلفاً للمغربي عادل رمزي الذي أُقيل من منصبه بسبب سوء النتائج.