“الكرامة تداس تحت الأقدام… وفساد يهدم أحلام المواطنين: نبيلة منيب تسائل ‘إلى متى سيستمر هذا الظلم؟'”

0
163

في مشهد يتكرر كل يوم، تنهار منازل المواطنين البسطاء في المغرب، ليس بفعل الزمن أو الكوارث الطبيعية، ولكن بأوامر تعسفية تفتقر إلى الرحمة.

قرارات هدم بيوت هؤلاء الناس أصبحت سيفًا مسلطًا على رقابهم، تنفذها أيادٍ لا تملك أدنى إحساس بمعاناة من يعيش بين جدران تلك المنازل.

نبيلة منيب، زعيمة اليسار المغربي، تصف هذا المشهد المؤلم بكلمات قاسية ومباشرة: “الكرامة تداس تحت الأقدام”. هؤلاء المواطنون الذين أضحوا مشردين في وطنهم، تُهدم أحلامهم مع كل جدار يسقط أمام أعينهم.

الفقراء في المغرب يعيشون في خوف دائم. لا يملكون وثائق قانونية تحميهم، ولا يتلقون إشعارات مسبقة تتيح لهم فرصة الاستعداد للكارثة. فجأة، يجدون أن منازلهم قد أصبحت أطلالاً، في ظل وجود نظام لا يعير اهتمامًا لحقوقهم ولا لحياتهم. ما يزيد من المأساة هو دور أعوان السلطة، الذين ينفذون هذه القرارات بشكل استفزازي ومهين، يضاعف من شعور الظلم والقهر لدى هؤلاء المواطنين.




ولكن، الهدم هنا ليس فقط للجدران، بل هو هدم للكرامة والأمل. نبيلة منيب تتحدث عن “الفساد المستشري في المؤسسات المغربية” الذي يأكل الأخضر واليابس. في بلد يرفع شعار دولة القانون، يُهدم بيت مواطن بينما يقف الفساد يراقب من بعيد، محصنًا بقوانينه الخاصة. أبناء هؤلاء الفقراء، الذين فقدوا منازلهم، يعيشون في شوارع وطن لا يحتضنهم. الأطفال يبكون، والعائلات تعيش تحت سماء لا تعرف الرحمة.

منيب تتساءل: “إلى متى ستستمر هذه الانتهاكات ضد حقوق المواطنين؟” يبدو أن الإجابة ليست قريبة، فالحكومة التي من المفترض أن تحميهم تبدو غائبة عن الواقع. في ظل هذا الفساد، ما الذي ينتظر شباب المغرب؟ أكثر من مليون ونصف شاب بلا عمل ولا تعليم، يشعرون بأن لا مستقبل ينتظرهم في بلد أصبح الفساد واللامبالاة هما القاعدة.

إننا أمام واقع مُزري، حيث الكرامة تُهدم كما تُهدم المنازل، والأحلام تُداس كما تُداس القوانين. بات المواطن البسيط يرفع عينيه إلى السماء، يتساءل: “أين العدل؟ أين القانون؟” ولكن يبدو أن السماء بعيدة، بعيدة جدًا.