طلال أبوغزاله / 2024
وسط تصاعد الخسائر والضغط الدولي المتزايد، يدعو الكيان، بدعم من حلفاء رئيسيين، إلى حل تفاوضي للحرب الوحشية على قطاع غزة بدلاً من إنهاء فوري تفرضه القرارات الدولية، وهذا النهج الخبيث يبرز النية الاستراتيجية لتشكيل شروط السلام لصالحه، خصوصاً فيما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ومعروف أن فظائع الحرب ووحشية الكيان طاولته سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، وقد أثرت حالة الحرب المستمرة على الموارد العسكرية لدولة الاحتلال وأثرت على اقتصادها وأدت إلى زيادة في الخسائر البشرية، وهذه المآزق دفعت إلى مطالبة من داخل الكيان ذاته و الدول الداعمة له لإنهاء الأعمال العدائية، ومع ذلك، يبقى الطريق المفضل لهذا التوقف هو من خلال المفاوضات المباشرة بدلاً من القرارات المفروضة من قبل الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة.
ومعروف أن الولايات المتحدة تلعب دورًا محوريًا في دعم موقف الكيان، وغالبًا ما تستخدم حق النقض في مجلس الأمن لعرقلة القرارات غير المواتية لمصالح حليفتها، وهذا الدعم الدبلوماسي حاسم لأنه يسمح للكيان فرض شروطه بدلاً من أن تجبر لقبول الشروط الموضوعة بالتوافق الدولي.
وتؤيد الولايات المتحدة قناعة الكيان، حين ترى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يتحقق من خلال المفاوضات المباشرة لتستبعد فعلياً الجهود الدولية لفرض حل، واضعة العبء على المحادثات الثنائية، حيث يتمتع الكيان بمزيد باليد العليا.
حيث كان الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الدولي أداة حاسمة في الحفاظ على موقف الكيان، بحيث يمنع اعتماد القرارات التي يمكن أن تفرض إجراءات غير مقبولة لحليفته، ويمكن القول إن هذا الاستخدام لحق النقض يبرز استراتيجية جيوسياسية أوسع حيث تهدف الولايات المتحدة إلى دعم أداتها (الكيان) لتحقيق مصالحها في الشرق الأوسط.
لكن ومع استمرار الحرب، نرى اتساع في الشق الدولي، فبينما يدعو الكيان وحلفاؤه إلى عملية تسمح بالتفاوض على الشروط، يدفع الكثيرون في الساحة الدولية إلى قرارات فورية تلتزم بالقوانين الدولية والاتفاقيات السابقة.
والخلاصة أن الكيان يعاني في كل المجالات ومع كل الدنيا ومن أمراض عضال ستصل به إلى الموت السريري الذاتي داخلا.