تحت شعار: بذل السلام للعالم، انطلق في العاصمة الموريتانية نواكشوط المؤتمر الدولي الثاني الذي ينظمه المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، برئاسة الشيخ الدكتور عبد الله بن بيه، بالتعاون مع الحكومة الموريتانية.
وحضر الافتتاح إلى جانب الشيخ بن بيه الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وممثلون عن الخارجية الأميركية والأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية إضافة إلى وفود العديد من الدول الإفريقية.
مع أنه شهد حضوراً واسعاً من طرف علماء ومشايخ الطرق في إفريقيا، وبحسب ما أعلن من طرف المنظمين، فإن المؤتمر ناقش على مدى ثلاثة أيام، الأوضاع في القارة الأفريقية وآليات تفكيك خطاب الكراهية والتطرف، في ظل تصاعد وتيرة العنف والانقلابات في القارة، إذ يسعى إلى إبراز النماذج الملهمة في تعزيز قيم السلم والتسامح والتعايش في التراث الأفريقي.
تحت الرعاية السامية من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وبرئاسة العلامة الشيخ عبدالله بن بيه، وبحضور علماء ومفكرين وشخصيات دولية تنطلق بعد قليل جلسات النسخة الثانية من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم تحت شعار:
#بذل_السلام_للعالم#المؤتمر_الإفريقي_لتعزيز_السلم pic.twitter.com/D4RCqNH6Le— African Conference For Peace (@africanffpeace1) February 8, 2022
وأكد الرئيس الموريتاني، محمد الشيخ الغزواني، في مداخلة له أمام المؤتمر، أن “التطرف وما ينشأ عنه من عنف وإرهاب يحصد أرواح الأبرياء ويلحق بالغ الضرر باقتصاديات العديد من البلدان وبأمنها واستقرارها، يشكل اليوم، خاصة في القارة الإفريقية، خطراً محدقاً يهدد كيانات الدول ويسد كل آفاق الاستقرار والتنمية”.
“ونظراً لتعقد ظاهرة التطرف والإرهاب بحكم تشابك عواملها المتعددة، يضيف الرئيس الموريتاني، فقد تبنت الجمهورية الإسلامية الموريتانية، في مواجهتها، استراتيجية مندمجة ومتكاملة لم تقتصر على البعد العسكري والتنموي فقط، بل شملت كذلك بعداً فكرياً هو محور أساسي في بنيتها العامة، إذ التطرف في الأفكار هو غالباً منشأ التطرف والعنف في الأفعال، فالفكر المتطرف يجد في هشاشة الأوضاع الاجتماعية والظلم والفقر والجهل والبطالة، بيئة مواتية للنمو والانتشار في الجسم الاجتماعي خاصة في فئة الشباب ليتحول على إثر ذلك إلى عنف إرهابي فعلي هادم وفتاك”.
وقال: “صحيح أن الانتصار على الإرهاب يستلزم ضرورة كسر شوكته العسكرية وكذلك حرمانه من بيئة مواتية بالعمل على مكافحة الجهل والبطالة والفقر وعلى إقامة دولة قانون راسخة الأساس وبناء تنمية شاملة مستديمة، ولكنه يتطلب كذلك في المرتبة الأولى، العمل على تنقية العقول من بذور التطرف الفكري بإشاعة ثقافة السلام والمحبة والإخاء وبنشر قيم الدين الإسلامي الحنيف من تسامح ووسطية وإخاء والذود عنها في وجه قراءات منحرفة وتأويلات منحرفة”.
وتحدث الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة وهي هيئة تدعمها الإمارات العربية وتتولى الإشراف على المؤتمر “أن سبب بعض النزاعات التي تحدث في القارة الإفريقية هو التباس في فهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطاعة ولي الأمر”، مؤكداً “على “أنه من واجب العلماء والمفكرين تبيين مقاصد الشريعة”.



