“الماء والحياة: الحسين اليماني يدعو إلى إصلاحات قانونية وتقنية لمواجهة تحديات نقص المياه في المغرب”

0
213

في ظل الأزمات المائية المتزايدة التي يواجهها المغرب، أطلق الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول، نداءً ملحاً يدعو إلى اتخاذ خطوات جذرية لضمان الأمن المائي في المملكة. وقد جاءت هذه الدعوة في سياق تزايد التحديات المتعلقة بنقص المياه وتأثيراتها على مختلف القطاعات.

ماء وحياة:

استناداً إلى الفصل 31 من دستور المملكة المغربية، الذي ينص على ضمان الحق في الماء كمبدأ أساسي، أكد الحسين اليماني أن هذه المادة تضع مسؤولية كبيرة على عاتق الدولة والمؤسسات لتوفير الماء لجميع المواطنين بشكل عادل. إلا أن اليماني أشار إلى أن تحقيق هذا الحق أصبح صعباً في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها المغرب، حيث تبرز الحاجة إلى تعبئة استثنائية ومقاربة جديدة تتجاوز الاعتماد التقليدي على الأمطار.

التحديات والمقترحات:

يشير اليماني إلى أن التراجع الكبير في حجم التساقطات، والذي أدى إلى نضوب السدود وموت العيون وارتفاع أسعار المواد الغذائية، يتطلب إعلان حالة استنفار قصوى. وأكد على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بزيادة إنتاج المياه والحفاظ على الموارد المتاحة.

الزيادة في الإنتاج:

دعا اليماني إلى بناء محطات لتحلية مياه البحر على الساحلين الأطلسي والأبيض المتوسط باستخدام تكنولوجيا منخفضة الاستهلاك للطاقة، وإنشاء سدود جديدة وصيانة القديمة لضمان تجميع مياه الأمطار. كما شدد على أهمية معالجة المياه العادمة لاستخدامها في الري والصناعات، واستغلال المخزونات المائية ذات الملوحة العالية بعد معالجتها.

الاقتصاد في الاستهلاك:

أشار اليماني إلى أن تقليص استهلاك المياه يجب أن يكون من خلال عدة خطوات، منها منع الزراعات ذات الاستهلاك العالي للماء التي لا تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي، والحد من منح الرخص لحفر الآبار، وتحفيز الشركات الصناعية على استخدام المياه المحلاة بدلاً من مياه الشرب. كما دعا إلى مراجعة تعرفة المياه لفرض رسوم على الاستخدامات غير الأساسية.

الإطار القانوني:

دعا اليماني إلى تحديث الإطار القانوني المتعلق بالماء، من خلال تجميع القوانين ذات الصلة في مدونة مائية واحدة، وتفويض إدارة المياه لهيئة متخصصة مثل الوكالة الوطنية للماء. وأكد على أهمية تطوير التشريعات لتناسب الوضع الراهن وتحقيق إدارة شاملة للموارد المائية.

أهمية الأمن الطاقي:

في ختام مقاله، أشار اليماني إلى ضرورة تعزيز الأمن الطاقي بالتوازي مع الأمن المائي، من خلال تنويع مصادر الطاقة وتخفيض كلفة الإنتاج عبر استخدام تقنيات حديثة ومصادر طاقة متجددة.

الخلاصة:

مع تزايد التهديدات التي تواجه الأمن المائي في المغرب، يواصل الحسين اليماني دعوته للإصلاحات الجذرية. من خلال تقديم مقترحات ملموسة، يسعى إلى تأمين مستقبل الموارد المائية في البلاد وضمان الحق في الماء لكل المواطنين، بما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة والأمن الاقتصادي والاجتماعي للمملكة.