المخابرات والأمن والهمة والحَمُّوشي… رموز المملكة في مواجهة حملات التشكيك

0
215

الوطن ليس مجرّد جغرافيا وحدود، بل هو مؤسسات صلبة ورموز قائمة وذاكرة تاريخية تُشكّل “ذِرعه” الواقي. وحين تتعرّض هذه المؤسسات لمحاولات تشكيك أو لإيحاءات تُريد أن توهم الرأي العام بوجود “صراع أجهزة” أو “خلافات في محيط القصر”، فإن الأمر لا يمكن أن يُترَك للمزاج الإعلامي ولا لخطاب الشائعات، بل يتطلب ردًّا مؤسسيًا وإعلاميًا يليق بوطن له مكانته الإقليمية والدولية.

لقد شهدت الساحة الإعلامية مؤخرًا محاولات إقحام أسماء من العيار الثقيل في لعبة الاتهامات والإيحاءات، عبر منصات إعلامية تُحاول أن توحي بوجود وقوف مباشر لأجهزة أمنية خلف حملات تستهدف رموزًا بارزة. غير أن هذه الإيحاءات، في غياب أي دليل مادي أو مسار قضائي مؤكد، لا تعدو أن تكون “فرقعات إعلامية” هدفها زعزعة ثقة المواطن في مؤسساته.

الوطن فوق الشبهات

المؤسسات الأمنية المغربية، وفي مقدمتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، هي حصن منيع قدّم تضحيات جسيمة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. لا يمكن السماح بتحويل هذه الأجهزة إلى موضوع تجاذب أو تشكيك إعلامي مبني على الظنون. إن ما يُروَّج لا يخدم إلا خصوم المغرب والمتربصين باستقراره.

التفنيد لا التجاهل

إن الردّ على هذه الحملات لا يكون بالتجاهل وحده، بل بالتفنيد:

  • تفنيدٌ يطالب بالأدلة الواضحة بدل الاستنتاجات الفضفاضة.

  • تفنيدٌ يُذكّر الرأي العام بالإنجازات الأمنية التي حفظت للمغرب استقراره.

  • تفنيدٌ يضع حدودًا فاصلة بين النقد البنّاء والتشويه المغرض.

المسار المؤسسي هو الفيصل

إذا كان هناك ادعاء بوجود تجاوز أو استغلال لمنصة إعلامية من طرف أفراد محسوبين على مؤسسات الدولة، فالمسار واضح: فتح تحقيق إداري وقضائي شفاف، وإعلان نتائجه للرأي العام. الشفافية هنا ليست ترفًا، بل ضرورة لإسكات الشائعات وقبرها في مهدها.

إعلام وطني ملكي مسؤول

من واجب الصحافة الوطنية أن تكون ذِرعًا للوطن، لا أن تتحوّل إلى أداة لتضخيم الإشاعة أو ترديد الخطاب المغرض. الإعلام الملكي الحقيقي ليس إعلام التطبيل، بل إعلام الانتصار للحقيقة، وصون هيبة المؤسسات، والاصطفاف وراء الثوابت الوطنية.

الخاتمة: ذِرع الوطن لا ينكسر

الوطن محميّ بذِرعه: مؤسساته وأجهزته وأبناءه المخلصين. الحملات التي تستهدف رموز الدولة لا تُضعف إلا أصحابها، أما المؤسسات فتبقى عصيّة على التصدّع لأنها تقوم على الشرعية الدستورية، وعلى الولاء لعرش موحّد وملك جامع.

إن الردّ على كل محاولة تشويه يجب أن يكون بمزيد من التماسك، وبمزيد من التمسك بالثوابت، لأن المغرب أكبر من الشائعات، وأقوى من المناورات.