تمر العلاقات بين المغرب وإسرائيل ببرودة بسبب الموقف “الغامض أو المزدوج” في قضية إقليم الصحراء، وتنتقد شخصيات وجمعيات ومنظمات وصحفيين موقف إسرائيل من ملف الصحراء المغربية، حيث صرح سفيرها ” إسرائيل تؤيد المفاوضات المباشرة بين الأطراف المعنية بالنزاع”.
وقال الملك المفدى محمد السادس في رسالته المشفرة للدول التي لم تتخذ موقف من قضيتنا الأولى؛ في إشارة إلى الصحراء المغربية “من حقنا اليوم، أن ننتظر من شركائنا، مواقف أكثر جرأة ووضوحا، بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة”.
وجاء في تغريذة للصحفي الكرح أبو سالم أحد أعضاء “بعثة من صحافيين ومدونين مغاربة إلى إسرائيل” في اطار مبادرة لوزارة الخارجية الإسرائيلية”، قوله :” وبعد استقبالنا كأول وفد مغربي يضم إعلاميين ومثقفين وسينمائيين وجمعيات ، من طرف وزيرها يائير لابيد ، بالكاتب العام ومديرها “ألون أوشبيز ” والناطق الرسمي باسمها الاستاذ حسن كعيبية، وعدد من المسؤولين السامين، طرح غالبية الاعضاء التساؤل عن التلكؤ المتعلق بموقف إسرائيل من القضية الوطنية الصحراء المغربية ، فكان رد المدير العام وكذا الناطق الرسمي أن المسألة في الطريق وأن الدبلوماسية تقتضي عدم الإفشاء قبل الأوان ، وانه مادامت أمريكا قد إعترفت فالدور قادم لامحالة “، فنتعبر إن هذه التصريحات تحمل في طياتها العديد من التناقضات والمغالطات تهدف إلى تضليل الرأي العام المغربي والدولي.
إذ نعتبر أن تلك التصريحات لـلصحفي “الكرح أبو سالم”عن الموقف الرسمي لمسئولين كبار إسرائليين، تضرب عرض الحائط أحكام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تتعامل مع قضية الصحراء المغربية بالإيجابية، وتتجاهل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من المسؤولين الأمميين بعدم قابلية الاستفتاء في الصحراء للتطبيق، لأن عملية الاستفتاء بناء على تحديد الهوية يعد مهمة مستحيلة بسبب الطابع القبلي والترحال لدى الساكنة الصحراوية.
وفي حوار مع وكالة الأنباء الإسبانية إيفي الشهر الماضي ، أوضح ديفيد غوفرين مسؤول المكتب الاسرائيلي بالمغرب في رد على جواب حول وجود تاريخ من عدمه بشأن تعيين المغرب سفيرا في إسرائيل أو تبادل السفراء أي فتح المغرب سفارة رسميا، يقول “لا يوجد تاريخ محدد، ولكن كما هو معروف لقد جرى تعييني منذ أسبوعين سفيرا لإسرائيل في المغرب ونتمنى من المغرب تعيين سفير له عما قريب”.
وفي إجابة لسؤال شائك حول موقف إسرائيل من سيادة المغرب على صحرائه قال “إسرائيل دولة ديمقراطية تساند كل قرار سلمي للنزاع. إسرائيل، مبدئيا، تؤيد المفاوضات المباشرة بين الأطراف المعنية بالنزاع. الأساس هو إيجاد حل سياسي سلمي لكل النزاعات”.
وفي تعليق لمصدر مطلع على العلاقات بين المغرب وإسرائيل، يقول “ديفيد غوفرين” إن هذا الدبلوماسي لم يقدم معطيات حول جمود مكتب الاتصال في الرباط أي لا يقدم خدمات إدارية وقنصلية. ثم سبب المغرب عدم رفع المكتب إلى مستوى السفارة بل رفضت وزارة الخارجية منذ أيام التعليق على خبر تعيين ديفيد غوفرين سفيرا في الرباط.
ومما سيثير غضب المغاربة هو تجنب إسرائيل دعم سيادة المغرب على الصحراء، ويقول المصدر المشار إليه “يتحدث هذا الدبلوماسي عن مفاوضات مباشرة مع البوليساريو بينما المغرب يصر على إشراك الجزائر وعلى ضرورة الاكتفاء بالحكم الذاتي”.
ولم يشر نص القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء، إلى مقترح الاستفتاء الذي تقدمت به جبهة البوليساريو، والتي ترفض رفضا باتا مقترح الحكم الذاتي.
وقال أمس الاثنين، المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في بيان صدر في ختام اجتماع عقده بلينكن مع نظيره المغربي ناصر بوريطة في واشنطن، إنّ “وزير الخارجية أكّد أنّنا نواصل اعتبار خطة الحكم الذاتي المغربية جادّة وجديرة بالثقة وواقعية، وتنطوي على مقاربة يمكن أن تلبّي تطلّعات شعب الصحراء الغربية”.
ويأتي لقاء الوزيرين الأميركي والمغربي في واشنطن قبيل زيارة غير مسبوقة سيقوم بها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى الرباط.
وقال الملك المفدى في أخر خطاب له بمناسبة الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء، نعتز بالقرار السيادي، للولايات المتحدة الأمريكية، التي اعترفت بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه”، مشيرًا إلى حقيقة افتتاح 24 دولة قنصليات في مدينتي العيون والداخلة الصحراويتين، وفق ما جاء في الخطاب الملكي.
واعتبر جلالته أن “افتتاح أكثر من 24 دولة، قنصليات في مدينتي العيون والداخلة، يؤكد الدعم الواسع، الذي يحظى به الموقف المغربي، لا سيما في محيطنا العربي والإفريقي”.
هذا، وأصبح موقف المملكة المغربية الشريفة تجاه شركائها الأوروبيين وغيرهم ؛ أكثر إلحاحًا في طلب مواقف واضحة بشأن إقليم الصحراء؛ منذ أن أصدر رئيس الولايات المتحدة السابق، دونالد ترامب، في الـ10 من كانون الأول/ ديسمبر مرسوماً بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحرائه.
ومنذ ذلك الحين، والدبلوماسية المغربية تطلب من شركائها الأوروبيين والأفريقيية والعربية الخروج من المواقف “الغامضة أو المزدوجة”، والاستمرار في طريق ترامب.
وينقل دبلوماسيو المملكة المغربية، هذه الرسالة بشكل علني وسري إلى نظرائهم في الاتحاد الأوروبي، ولكنها هذه المرة، جاءت على لسان الملك المفدى نفسه في خطاب رسمي.