“المغرب الآن” و”الدبلوماسية”: منابر إعلامية مبتكرة تواجه تحديات الدعم الحكومي ودعمه من الوزير بنسعيد

0
151

في ظل تحديات التحوّل الرقمي وتراجع الإيرادات الإعلانية، وجدت الصحافة المغربية نفسها في مواجهة عاصفة عاتية من الأزمات، زادها تعقيدًا التداعيات الاقتصادية لجائحة “كوفيد-19”. بينما أُقرّت حزمة دعم استثنائية لإنقاذ القطاع، يطرح التساؤل: هل هذا الدعم يهدف فعلاً لتعزيز قوة الصحافة الوطنية؟ أم أنه يعيد إنتاج نفس النماذج التقليدية بعيدًا عن الابتكار والجودة المهنية؟

خلال السنوات الأخيرة، صرفت الحكومة المغربية مبالغ مالية معتبرة لدعم قطاع الصحافة والنشر، تراوحت بين مئات الملايين من الدراهم سنويًا لتغطية التكاليف الأساسية للمقاولات الإعلامية، مثل الأجور والطباعة والتوزيع.

ووفقًا لوزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، فإن هذا الدعم الاستثنائي بدأ في ذروة الجائحة عام 2020، وبلغ ذروته عام 2023 بمجموع 314 مليون درهم.

واقع الدعم: ضرورة أم ريعية؟

من بين الأسئلة الجوهرية التي تُطرح: هل يخضع هذا الدعم لمعايير مهنية وشفافة أم أنه مجرد آلية ريعية تخدم مصالح معينة؟ الوزير أشار إلى اشتراط الالتزام بالاتفاقيات الاجتماعية وتوفير حد أدنى للأجور للصحافيين، لكن هناك تساؤلات حول مدى تطبيق هذه الشروط فعليًا على أرض الواقع، لا سيما مع استمرار الشكاوى من غياب الشفافية في توزيع الدعم.

الدعم وتعددية الصحافة

رغم التأكيد على أن الدعم لا يؤثر على حرية انتقاد الحكومة، يرى مراقبون أن المعايير الحالية قد تُقصي المنصات المستقلة والناشئة لصالح المؤسسات التقليدية الكبرى، ما يهدد بتقليص التعددية الإعلامية. منصات مثل المغرب الأن و مجلة الدبلوماسية وMMAMAG، التي تصدر بثلاث لغات وتخاطب جمهورًا دوليًا، تعاني من صعوبات في الوصول إلى هذا الدعم، ما يطرح علامات استفهام حول السياسات المتبعة لدعم وسائل الإعلام متعددة اللغات والرؤية العالمية.

التحديات المستقبلية

مع اقتراب انتهاء الدعم الاستثنائي في مارس 2025، يتطلب الوضع إعادة تقييم شاملة لآليات الدعم لضمان تحقيق هدفها الأساسي في خلق صحافة قوية ومهنية.

هل سيتم التركيز على الابتكار والاستثمار في التكوين؟ أم ستظل الموارد موزعة بنفس الطريقة التقليدية التي أثارت انتقادات واسعة؟ وهل يمكن للمقاولات الإعلامية الصغيرة والمستقلة الصمود أمام هذه التحديات؟

جمال السوسي: نموذج للابتكار الصحفي

في الوقت الذي يواجه فيه قطاع الصحافة تحديات متعددة، يبقى الإعلامي جمال السوسي واحدًا من أبرز الأسماء التي ساهمت في إثراء المشهد الإعلامي المغربي. من خلال إدارته لموقع “المغرب الآن” الإخباري الشامل، الذي يقدم تغطية شاملة لأهم القضايا المحلية والدولية، يتجاوز السوسي التحديات التقليدية للصحافة عبر تقديم محتوى مهني وعميق. كذلك، تبرز مجلته “الدبلوماسية” كمنصة رائدة في مجال التحليل السياسي والعلاقات الدولية، حيث تقدم محتوى متخصص يعكس تطلعات القارئ العربي والدولي. كما أن “MMAMAG”، المجلة الأولى في مجال فنون القتال المختلط، تعد سابقة في مجالها على الصعيدين الأفريقي والعربي، ما يعكس تميز السوسي في استشراف الاتجاهات الإعلامية الحديثة.

تُعتبر هذه المشاريع جزءًا من جهود السوسي المستمرة لتعزيز التعددية الإعلامية وتقديم نماذج إعلامية مبتكرة تتسم بالمهنية والجودة، بعيدًا عن النماذج التقليدية.

ختامًا

يبقى مستقبل الصحافة المغربية مرتبطًا بقدرتها على التكيّف مع التحولات الرقمية ومواجهة الإشكالات البنيوية. السؤال الأهم: هل يمكن للدعم الحكومي أن يكون أداة للإصلاح والنهوض، أم مجرد مُسكّن يُبقي القطاع في حالة ضعف مستدامة؟