المغرب بقائمة أكبر مستوردي الديزل الروسي..هل أصبح المغرب وجهة رئيسة للنفظ الروسي؟

0
374

تواصل صادرات النفط الروسي تدفّقها إلى العديد من الأسواق متجاوزةً العقبات التي وضعها الغرب للحدّ من إيرادات موسكو من قطاع الطاقة، ردًا على غزو أوكرانيا.

موسكو – احتلّ المغرب المرتبة الرابعة في قائمة أكبر مستوردي الديزل الروسي خلال النصف الأول من أغسطس/آب (2023)، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

سجلت موسكو أرقامًا قياسية لصادرات النفط المنقولة بحرًا خلال أبريل/نيسان الماضي، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأظهرت بيانات رفينيتيف أيكون لتتبّع السفن اليوم الثلاثاء 15 أغسطس/آب، أن صادرات روسيا البحرية من وقود الديزل والديزل الأحمر قد ارتفعت خلال الـ14 شهرًا الأولى من هذا الشهر، لتصل إلى 1.7 مليون طن متري، مقارنة بالمدة نفسها من يوليو/تموز الماضي.

جاءت زيادة صادرات الديزل الروسي نتيجة لزيادة حجم الإنتاج بقوة بعد إتمام عمليات الصيانة الموسمية لمصافي التكرير، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

أكبر مستوردي الديزل الروسي في أغسطس

ما تزال تركيا حتى الآن الوجهة الأولى لصادرات الديزل من مواني روسيا، وفقًا لبيانات الشحن لشهر أغسطس/آب، إذ استحوذت على نحو 42% من إجمالي الإمدادات الصادرة من موسكو، أي ما يقرب من 720 ألف طن متري منذ بداية الشهر.

وجاءت البرازيل في المركز الثاني بعد تركيا بقائمة أكبر مستوردي الديزل الروسي، بإجمالي بلغ 140 ألف طن متري خلال النصف الأول من شهر أغسطس/آب.

ويواصل الديزل الروسي التدفق إلى الأسواق الأفريقية التي استحوذت على حصة كبيرة خلال المدة من 1 إلى 14 أغسطس/أب.

وتصدّرت غانا قائمة الدول الأفريقية، والثالثة ضمن أكبر مستوردي الديزل الروسي بواقع 75 ألف طن متري، تليها المغرب في المرتبة الرابعة بنحو 68 ألف طن متري، ثم توغو بنحو 60 ألف طن متري، وفقًا لبيانات رفينيتيف.

وزادت إمدادات الديزل من روسيا إلى المغرب في أعقاب الحرب الأوكرانية، وتحوّل موسكو نحو أسواق جديدة بعيدًا عن أوروبا، إذ وصلت إلى 735 ألف طن في 2022، بعد 66 ألف طن فقط في 2021.

صادرات النفط الروسي

مؤشر آخر لا يُظهر أيّ دليل على انخفاض كبير في إنتاج النفط الروسي، إذ قفزت صادرات الخام الخام المنقولة بحرًا مرة أخرى فوق 4 ملايين برميل يوميًا في الأسبوع المنتهي 28 أبريل/نيسان، وهو مستوى تجاوزته مرة واحدة فقط، منذ غزت قوّاتها أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وفقًا لبيانات تتبّع الناقلات التي جمعتها بلومبرغ.

ومع ذلك، فإن شحنات النفط الخام في الخارج لا تروي القصة كاملة، إذ تمتلك روسيا صناعة تكرير محلية كبيرة، ويتدفّق حاليًا النفط الخام بسبب الصيانة الموسمية، كما أنها تصدِّر النفط عبر خطوط الأنابيب، مع القليل من الرؤية لمستوى التدفقات.

وعلى الرغم من مرور شهرين على تهديد موسكو بخفض إنتاج النفط، لا توجد علامة على انخفاض مستمر في تدفقات النفط الخام خارج البلاد.

وما تزال التدفقات المنقولة بحرًا لا تعكس خفض الإنتاج الذي قالت وزارة الطاقة، إنه كان يصل إلى 700 ألف برميل يوميًا في مارس/آذار، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.

في أبريل الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة ريبسول، جوسو جون إيماز، إن الديزل الروسي  يدخل من وجهات مثل تركيا وشمال أفريقيا.

ورغم أن إيماز لم يذكر المغرب، نقلت وسائل إعلام إسبانية معطيات قالت إنها تشير إلى أن المغرب يصدر الديزل الروسي إلى إسبانيا، وقالت صحيفة “إلموندو” الإسبانية إن المغرب بدأ يستورد بنهاية 2022  ما بين 50 ألف و 100 ألف برميل من الوقود يوميا من روسيا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر بقطاع الطاقة أن ذلك يعادل في المتوسط أكثر من سبعة ملايين لتر من هذا الوقود يوميا، ما سمح لروسيا بأن تصبح المزود الأول للمغرب مزيحة بذلك السعودية.

وقالت “إلموندو” إنه بين يناير ومارس العام الماضي، وصلت شحنتان من الديزل إلى الموانئ الإسبانية و أثارت الشكوك بسبب مسارها غير العادي. إذ تم تحميلهما في بريمورك (روسيا) وغادرتا إلى طنجة شمال المغرب ، فيما تزعم أن أصل الوقود المنقول كان سعوديا.

وأمام الضجة، تعهدت الوزيرة الإسبانية بالتحقيق لكنها قالت إن المشاورات الأولى أظهرت أن الوثائق التي يقدمها المستوردون سليمة وتظهر بشكل واضح مصدر الوقود والمسار الذي قطعه.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” أشارت في تقرير إلى أنه مع عزل روسيا عن السوق الأوروبية، باتت دول شمال أفريقيا تشتري منتجات الديزل وغيرها من المنتجات النفطية المكررة  “بشراهة”.

وأوضحت الصحيفة أن المغرب استورد 600 ألف برميل في عام 2021، لكنه بحلول يناير الماضي رفع وارداته إلى مليوني برميل.

وفي تقريرها، قالت “وول ستريت جورنال” إن تزامن زيادة المغرب لمشترياته من الديزل الروسي، مع ارتفاع صادراته من المنتجات المكررة، أثار مخاوف من أن الشحنات الروسية يتم مزجها مع منتجات نفطية أخرى ليتم إعادة تصديرها إلى أوروبا.

وأوضحت الصحيفة أن المغرب، الذي لم يسبق أن صدر شحنات كبيرة من الديزل، أرسل بشحنة في يناير الماضي بقيمة 280 ألف برميل إلى جزر الكناري الإسبانية وشحنة أخرى بقيمة 270 ألف برميل إلى تركيا.

وتحاول روسيا المستهدفة بعقوبات اقتصادية غربية شديدة وبحظر على مشتقات النفط بسبب هجومها على أوكرانيا، إعادة توجيه صادراتها من النفط والغاز إلى دول أخرى.

وفرض الاتحاد الأوروبي عشر حزم من العقوبات على روسيا العام الماضي على خلفية غزوها أوكرانيا وشملت العقوبات صادرات النفط الروسي.