المغرب.. ترقب للحكم على “الصحافي سليمان الريسوني ” بعد المداولة الليلة

0
211

ألتزمت أسرت وزوجة وهيئة الدفاع عن الصحافي سليمان الريسوني في المغرب الصمت، بانتظار النطق بالحكم بحقه الليلة في آخر جلسة عقدتها محكمة في الدار البيضاء.

وقرر قاضي المحكمة رفع الجلسة للمداولة قبل النطق بالحكم بحق الصحافي سليمان الريسوني، الذي دخل عامه الثاني في الاعتقال، دون محاكمته – اعتقاله جاء على خلفية شكوى تقدم بها شاب يتهمه فيها بـ”اعتداء جنسي”، وهو ما ينفيه الصحفي. ومن المتوقع صدور الحكم مسائ اليوم الجمعة.

وجاء في تديونة للصحفية هاجر الريسوني شقيقة المعتقل ، على موقع التواصل “تويتر” كتبت “لم تستمع المحكمة للصحفي سليمان ولم يرافع دفاعه كما يحدث في كل المحاكمات العادية.. قد يصدر الحكم اليوم او بداية الأسبوع.. سيصدر القاضي الحكم دون أن يستمع لكل الأطراف ودون أن يستمع لدفاع سليمان، لا أعلم كيف سيشكل القاضي قناعته، وكيف يمكن أن يذهب إلى بيته وينام وضميره مرتاح..”

واضافت : “النيابة العامة طالبت بأقصى العقوبات للصحفي سليمان الريسوني أي ما معناه 10 سنوات في تهمة الاحتجاز و 10 سنوات في تهمة هتك العرض.. بغينا وسائل الإثبات اعباد الله واش كاين شي شاهدة طبية، شي شهود شي حالة التلبس؟؟؟؟؟؟؟؟؟ #أنقذوا_حياة_سليمان_الريسوني #الحرية_لسليمان_الريسوني“.

وقبل 23 دقيقة كتبت ، تم ادخال ملف الصحافي سليمان الريسوني للمداولة والنطق بالحكم سيكون الليلة مع الأمر بإحضاره ليستمع لمنطوق الحكم!!

وقالت شقيقة الصحفي الريسوني ، في نفس اليوم الذي يدعي فيه المدعي أنه تعرض لهتك العرض من طرف الصحفي سليمان الريسوني يتواصل مع زوجته خلود من أجل أن تساعده في البحث عن عمل..

ويعد الريسوني، الذي يعرف بقلمه الجريء ومقالاته المنتقدة للسلطة، من أبرز الصحفيين على الساحة الإعلامية المغربية.

ورغم توقيفه لأكثر من عام، لم يصدر بحق الريسوني أي حكم في التهم الموجه له، ما دفعه في 8 أبريل/نيسان الماضي، للدخول في إضراب عن الطعام.

ومع اقتراب الإضراب من أشهر، تعبر مؤسسات حقوقية عديدة من مخاوفها إزاء الوضع الصحي للريسوني وسط تأكيد متكرر من السلطات أنه بخير.

ولد سليمان، في الخامس من يونيو/حزيران 1972، بمدينة القصر الكبير إحدى مدن شمال المغرب، حيث كبر وترعرع وأكمل تعليمه المدرسي فيها، قبل حصوله على شهادة الثانوية العامة والتحاقه بالمدرسة الإدارية (حكومية).

درس أيضا الأدب العصري، وعقب حصوله على الشهادة الجامعية، التحق بالعمل في إحدى بلديات الشمال كضابط للحالة المدنية (السجل المدني)، والتي بقي مشتغلا فيها إلى حدود عام 2008، قبل أن يغادرها من أجل خوض غمار العمل الصحفي.

على الرغم من كونه الأخ الأصغر لأحمد الريسوني، الرئيس السابق لحركة “التوحيد والإصلاح” المغربية (الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية قائد الائتلاف الحكومي)، الرئيس الحالي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلا أن سليمان، اختار لنفسه طريقا مغايرا، بتبني توجه سياسي يساري.

توجه كان من محطاته نشاط الريسوني ضمن صفوف حزب “النهج الديمقراطي” (يساري معارض).

ويعرف لسليمان، نشاط حقوقي بارز على الساحة المغربية، كان من محطاته تأسيس فرع مؤسسة “أطاك المغرب” بمدينة العرائش (شمال)، وهي المؤسسة التي تقدم نفسها كجمعية تثقيف شعبي متجه نحو الفعل النضالي، ضد السياسات النيو-ليبرالية للمؤسسات الاقتصادية الدولية.

إلى جانب عضويته ونشاطه في صفوف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي تعد أكبر منظمة حقوقية في المغرب.

وكان الريسوني أيضا عضوا بارزا في عدد من لجان دعم ومؤازرة صحفيين مغاربة خلال فترة اعتقالهم، من أبرزهم “علي مرابط”، و”علي أنوزلا”، و”عمر الراضي”، و”توفيق بوعشرين”، و”حميد مهداوي”، و”هاجر الريسوني” (أطلق سراح بعضهم).

عقب استقالته من العمل كضابط للحالة المدنية عام 2008، بدأ الريسوني عمله الصحفي في عدة منابر صحفية مغربية خاصة، كان أولها موقع “نيشان” قبل الانتقال للعمل في جريدة “المساء”، ثم إشرافه على مجلة “أوال”.

مسيرة لافته سطرها الريسوني في الميدان الصحفي، توجها بتأسيس “موقع الأول” قبل أن ينسحب منه، جراء خلاف حول الخط التحريري للموقع، بحسب زوجته “خلود المختاري”.

وجرى اعتقال بوعشرين، مطلع عام 2018، قبل أن يحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة “الاتجار بالبشر، واستعمال السلطة والنفوذ لغرض الاستغلال الجنسي”‪.

وهي التهم التي ينفيها بوعشرين، ويقول إنها “ملفقة للإساءة إليه”، بسبب مواقفه المعبر عنها في افتتاحياته النارية التي كان ينشرها بشكل يومي في صحيفته.

الطلب الذي لباه الريسوني للالتحاق بجريدة “أخبار اليوم” كمستشار للتحرير، تغير ليتولى لاحقا مهمة رئاسة تحريرها.

عامان من العمل في صفوف “أخبار اليوم” (بين 2018-2020) شهدت كتابته العديد من المقالات اللاذعة والمنتقدة للسلطة في المغرب.