أفادت وكالة “بيت مال القدس الشريف” الجمعة، إن تمويل المغرب يشكل 87 في المئة من مساهمات الدول، وأنها تتطلع إلى وفاء البلدان العربية والإسلامية بالتزاماتها لتمكينها من دعم سكان القدس.
جاء ذلك في تقرير عن منجزات “وكالة بيت مال القدس الشريف” في القدس ما بين يناير/كانون الثاني 2020 ومايو/ أيار 2021، حصلت “الأناضول” على نسخة منه.
وتلك الوكالة، تعتبر الذراع الميدانية للجنة القدس، التي تأسست بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية البلدان الأعضاء لـ”منظمة التعاون الإسلامي” عام 1975، وأسندت رئاستها إلى العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، وبعد وفاته ترأس اللجنة الملك محمد السادس.
وأضاف التقرير: “رغم محدودية التمويل وانحساره في السنوات الأخيرة، فإن وتيرة الإنجاز السنوية المنتظمة، تجعل الوكالة في طليعة المؤسسات العاملة في القدس”.
وتابع: “قامت الوكالة منذ إنشائها بتمويل عدة مشاريع حيوية في الميدان الاجتماعي والثقافي والتعليم والصحة والإسكان بقيمة إجمالية بلغت 57 مليون دولار أمريكي، كان لها الأثر المباشر والملموس على حياة السكان”.
وأشار التقرير إلى أن “الوكالة تتطلع إلى وفاء البلدان العربية والإسلامية بالتزاماتها، لتمكينها من الدعم المالي اللازم الذي يجعلها قادرة على تلبية جزء من الاحتياجات المتنامية لسكان القدس في المجالات الاجتماعية المختلفة”.
وتبقى المملكة المغربية، بحسب التقرير، من بين جميع الدول الإسلامية المنضوية تحت لواء “منظمة التعاون الإسلامي”، صاحبة النصيب الأكبر في تمويل الوكالة بنسبة 87 في المئة من مساهمات الدول، دون ذكر أرقام إجمالية.
وتأسست “وكالة بيت مال القدس الشريف” عام 1998، وهي مؤسسة مالية متخصصة في العمل الإنساني والاجتماعي، بمبادرة الملك الراحل الحسن الثاني، وبمباركة من قادة الدول العربية والإسلامية.
وعُهد إليها بجمع التبرعات وتعبئة الموارد والإمكانات من أجل تحقيق الأهداف التي أحدثت من أجلها من بينها إنقاذ القدس، وتقديم العون للفلسطينيين ومؤسساتهم في المدينة المقدسة، والحفاظ على المسجد الأقصى.
مؤسسة عربية إسلامية غير ربحية هدفها حماية الحقوق العربية والإسلامية في مدينة القدس الشريف وتعزيز صمود أهلها في مواجهة الاحتلال، وتعد الذراع الميدانية للجنة القدس.
وتأسست وكالة “بيت مال المقدس” عام 1998، وتعنى بدعم القدس من خلال بناء المستشفيات والمراكز الاجتماعية والتعليمية وتنظيم أنشطة أخرى لفائدة المقدسيين.
تتخذ الوكالة من العاصمة المغربية الرباط مقرا لها، ولها مجلس إدارة يتألف من وزراء المالية في الدول الأعضاء وعددها 16 دولة.
تسعى وكالة بيت مال القدس لصون الحقوق العربية والإسلامية في مدينة القدس ودعم صمود المقدسيين للبقاء في أرضهم في مواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد المدينة عبر طمس معالمها وتبديل واقعها الديمغرافي، من خلال دفع الفلسطينيين إلى هجرها مستخدمة في ذلك سلاح التهميش والحرمان من العمل والصحة والتعليم، فضلا عن هدم المنازل وادعاء ملكية الأراضي.
وأوردت وكالة الأنباء المغربية أن «بيت مال القدس» خصصت للمساعدة الاجتماعية مشاريع بكلفة مليوني دولار أمريكي، مولية اهتمامًا خاصًا للفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع المقدسي، إذ اعتمدت مشاريع نوعية لدعم صمود أهل المدينة المرابطين ومساعدتهم على تحمل آثار جائحة «كوفيد-19» وتحسين ظروفهم المعيشية ومحاربة الفقر والتقليص من الفوارق الاجتماعية.
وفي قطاع التعليم، تبلغ كلفة المشاريع التي برمجتها الوكالة حوالي مليون ونصف المليون دولار أمريكي، وأوضح المصدر المذكور أن الوكالة ارتأت، رغم قلة مواردها، توفير عرض تربوي يستجيب للحاجيات، انطلاقًا من توفير بيئة تعليمية ملائمة تقوم على ترميم وتأهيل المدارس وجعلها مدارس نموذجية وبيئية.
كما تعمل الوكالة على مساعدة الطلبة ماديًا من أجل استكمال دراستهم، عبر توفير منح دراسية في مجالات الطب والصيدلة والقانون والاقتصاد والعلوم الإنسانية، وتنفيذ برامج تدريبية علاوة على تخصيص جوائز تشجيعية لتحفيز الطلاب المتفوقين، وكذا تشجيع الأبحاث العلمية والأكاديمية المتخصصة في مجالات تتعلق بالوضع الإنساني والاجتماعي والتاريخي والقانوني لمدينة القدس الشريف.