المغرب وإسبانيا يبدآن مفاوضات حول المجال الجوي للصحراء المغربية

0
422

كشفت وسائل إعلامية اسبانية، أن وزير الخارجية الإسباني، ألباريس، أكد خلال جلسة برلمانية بدء مفاوضات مغربية اسبانية حول نقل إدارة المجال الجوي بمنطقة الصحراء للمغرب.

يذكر أن المجال الجوي فوق الأقاليم الجنوبية للمملكة تدار بشكل مشترك من مركزي مراقبة الطيران في الرباط وغران كناريا، لكن المغرب يطالب بالسيطرة على المجال بشكل حصري.

وكان المجال الجوي للصحراء المغربية، والذي كان تحت السيطرة الإسبانية في حقبة الإحتلال قبل تحريرها سنة 1975، موضوع نقاش بين ملك المفدى محمد السادس ورئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز، عندما زار الأخير الرباط في نيسان/أبريل 2022.

وفي تعليق له على تصريح وزير الخارجية الاسباني، نقلت وكالة” إيفي”، عن رئيس إقليم جزر الكناري، أنجيل فيكتور توريس، قوله أن:”اسبانيا لن تعطي إدارة المجال الجوي إلى المغرب، وهو ما أكده له وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس”.

وأوضح رئيس الإقليم المتاخم للمنطقة الجنوبية للمغرب، أن :” المغرب وإسبانيا تباحثان، تعزيز إدارة مشتركة للمجال الجوي بمنطقة الصحراء، وليس  نقل كامل لهذه الإدارة”.

وأكدت الحكومة الإسبانية في رد على سؤال من السناتور فرناندي كلافيجو الذي يمثل جزر الكناري أن “المفاوضات مع المغرب بدأت في هذا الموضوع”.

على الرغم من أن السيطرة على المجال الجوي كانت في أيدي إسبانيا، فقد وقعت هيئة المطارات في الدولة الأوروبية، ENAIRE، اتفاقية مع نظيراتها المغربية، ONDA، لتنسيق التحركات.

وشهدت الاتفاقية منح مركز المراقبة الإقليمي التابع لـONDA في الدار البيضاء تفويضا أوليا للرحلات الجوية التي تدخل وتخرج من مطارات العيون والداخلة والسمارة، قبل تسليمها إلى مراكز المراقبة في جزر الكناري.

تعد اتفاقية المجال الجوي واحدة من العديد من الخطوات التي يتخذها البلدان لتعزيز العلاقات بعد عام من التوترات الدبلوماسية بين عامي 2021 و2022.

فبعد استضافة إسبانيا لإبراهيم غالي الانفصالي المدعوم من النظام الجزائري، شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين فتورا لمدة عام تقريبا، قبل أن تعود المياه لمجاريها أوائل عام 2022، مع دعم إسبانيا رسميا لخطة المغرب بشأن الصحراء الغربية.

ومنذ ذلك الحين، تحسن التعاون بشكل كبير، وكان آخرها الاجتماع رفيع المستوى بين البلدين الذي شهد توقيع العديد من برامج التعاون الجديدة في مجالات رئيسية، مثل التجارة والهجرة.

وفي الداخل الإسباني، يتهم رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بالتراخي في مواجهة المغرب.

وكتب ناشط إسباني على تويتر أن المغرب يستعد لـ “مسيرة خضراء” جديدة، في إشارة إلى المسيرة الخضراء التي قام بها المغرب في السابق لإسترجاع صحرائه، و سيطالب سانشيز بالسيطرة المطلقة على المجال الجوي فوق الصحراء، والتي يسيطر  عليها البلدين الآن بشكل مشترك.

وفي أبريل الماضي، وبمبادرة من حزب بوديموس اليساري المشارك في حكومة سانشيز، ندد البرلمان الإسباني بتخلي الحكومة عن موقفها “التاريخي” المحايد حول النزاع في الصحراء المغربية، بعدما قررت تأييد مقترح المغرب منح المنطقة المتنازع عليها حكما ذاتيا، لتجاوز أزمة دبلوماسية مع الرباط.

وتجد إسبانيا نفسها في وسط أزمة الصحراء المغربية التي يقترح المغرب منحها حكما ذاتيا تحت سيادته كحل وحيد النزاع، بينما تطالب ما يسمى ببوليساريو، المدعومة من الجزائر المجاورة بإجراء استفتاء المتجاوز لتقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة.