المغرب يتجاوز 4 ملايين جرعة من اللقاح البريطاني ضد فيروس كورونا ونصف مليون من الحقنة الثانية

0
382

أفادت وزارة الصحة، أن عدد المستفيدين من التطعيم يتجاوز 4 ملايين و17 ألف و87 مواطن جرى تطعيمهم ضد «كوفيد 19» وهو ما يمثل 9,94 في المئة من سكان البلاد.

وفي الوقت نفسه، تقترب المملكة من أكبر 10 دول تقوم بتطعيم سكانها في العالم. ويعتبر مراقبون ذلك إنجازاً حقيقياً لبلد تأخر في إطلاق حملته، لكن العديد من البلدان الأخرى صارت تستشهد به حالياً كنموذج.

وكشفت الأرقام الرسمية المعلن عنها مساء اليوم الثلاثاء، أن عدد المستفيدين من عملية التطعيم بلغ 4.017.087 (الحقنة الأولى) فيما استفاد أكثر من  578.942 من الحقنة الثانية من اللقاح. ما يفيذ  إن مخزون اللقاح المتبقي لدى وزارة الصحة حوالي نصف مجموع الحقن التي حصل عليها المغرب حتى الآن ، ما يعني أن تسريع عملية التطعيم لبلوغ المناعة الجماعية مشروط بوصول ملايين الحقن الأخرى في أقرب وقت.

ويأتي ذلك، في وقت قررت فيه وزارة الصحة، تعميم التلقيح على جميع مهنيي القطاع دون تحديد السن كما كان معمولاً به في السابق، بينما كانت قد أعلنت، في وقت سابق، عن توسيع استفادة المواطنين من عملية التلقيح ؛ لتشمل الفئات العمرية ما بين 60 و64 عاما، والحاملين لأمراض مزمنة.

وأشارت الوزارة إلى أن تلك الخطوة ستكون “بالموازاة مع تلقيح الفئة المستهدفة حاليا والبالغة من العمر 65 سنة فما فوق، التي بدأت في 12 فبراير الجاري”.

وبلغ إجمالي الجرعات التي تسلمها المغرب، 8.5 ملايين جرعة، منها 6 ملايين تخص لقاح (أسترازينيكا أكسفورد) البريطاني المصنع في دولة الهند، و2.5 مليون جرعة من لقاح (سينوفارم) الصيني.

وفي هذا الصدد، نبه البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، إلى تأثير حرب اللقاحات العالمية على المغرب، مشيرا إلى أن “الحرب ستستعر من أجل الوصول إلى اللقاحات انطلاقا من مؤشرات كثيرة تدل على ذلك وتفرض على المغرب أخذها بعين الاعتبار”.

وأوضح الإبراهيمي أنه بالنسبة للقاحات المستعملة حاليا في المغرب، “يظهر وكما كنا نخشى أن الضغط الكبير على لقاح أسترازينيكا سيهدد تزويدنا به للأسباب متعددة”، ذكر منها ارتفاع طلب الدول الأوروبية على هذا اللقاح وضغطها على الشركة المصنعة، ولا سيما بعد تراجع فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى عن قراراتها بعدم استعماله للأشخاص فوق 65 سنة.

وأضاف البروفيسور الإبراهيمي، من خلال صفحته على “فيسبوك”، أنه “يوازي ارتفاع الطلب على لقاح أسترازينيكا، ويقابله (بلطجية) أوروبا في الحفاظ على الجرعات المصنوعة ببلدانها”، لافتا إلى أن “بريطانيا بدورها وبعد (غنيمة) الحصص الأوروبية، تفعل أولويتها وتفرض توصلها بملايين اللقاحات من الكوشفيد الهندي التي كانت معدة لدول أخرى مثل المغرب”.

الإنجاز الذي حققه المغرب لفت الانتباه إليه على أكثر من صعيد دولي، فقد وصفت صحيفة «دي فيلت» الألمانية، مؤخراً، المملكة بـ»بطل شمال إفريقيا» في التطعيم، مشيرة إلى أن المغرب تجاوز ألمانيا من حيث التطعيمات. في الواقع، حتى لو كان لألمانيا هامش متقدم على المغرب من حيث عدد الحقن المقدمة، فإن الرباط لديها معدل تطعيم يومي أكثر.

وأبرزت الصحف الدولية أن الملك المفدى محمد السادس – حفظه الله- كان أول من يحصل على جرعة التطعيم ليعطي بذلك القدوة لجميع المواطنين المغاربة. وسجلت أن «الحملة الصحية الناجحة» جعلت المغرب يمثل لوحده 94 في المئة من عدد الأشخاص الملقحين في القارة الإفريقية بأسرها.

وذكرت أن المغرب استخدم اللقاح الصيني «سينوفارم» إلى جانب لقاح «أسترازنيكا» البريطاني والهدف هو تطعيم 80 في المئة من السكان البالغين بحلول نهاية نيسان/ أبريل المقبل، مسجلة أن المغرب «بدأ يقطف ثمار حملة التطعيم الناجحة». وأكدت أن هذا البلد المغاربي يبرهن مرة أخرى بلغة الأرقام على أنه نموذج «جيد» فيما يتعلق بسياساته في مجال الوقاية من كوفيد-19 .
و أشارت وكالة الأنباء اليابانية إلى أن «التجربة المغربية تعد من أنجح التجارب في مكافحة كوفيد 19 ولا سيما فيما يتعلق بإدارة توريد اللقاح». ولاحظت الوكالة المشاركة التلقائية للجماهير في هذه المعركة ضد الوباء و«الإدارة النموذجية» للمغرب في حملته للتطعيم.
واستطردت موضحة: لا بد من القول إنه على الرغم من الصعوبة الكبيرة في الحصول على إمدادات اللقاح والتأخير في إطلاق حملته، فإن المغرب قد بدأ بداية جيدة. جرى استلام 8 ملايين جرعة في غضون 5 أسابيع. ومع ذلك، ما تزال الحاجة قائمة، يوجد في البلاد حالياً أقل من 500000 حقنة، أي ما يعادل يومين إلى 4 أيام من التطعيم فقط. وتجري حالياً اتصالات مع شركاء البلاد في مكافحة الفيروس، لا سيما «سينوفارم» و»أسترازنيكا» من أجل تسريع تسليم الجرعات التالية.

وتتحدث بعض المصادر الإعلامية عن ترقب وصول دفعة جديدة من الصين نهاية الأسبوع الجاري. حتى الآن، تلقى المغرب 6 ملايين جرعة من اللقاح من المختبر السويدي البريطاني أسترازنيكا ومليوني جرعة من المختبر الصيني سينوفارم، علماً بأن الطلب المغربي من شركائه يصل إلى 66 مليون جرعة.

على صعيد مستجدات الحالة الوبائية في المغرب، أعلن مساء اليوم الثلاثاء أن عدد المصابين بفيروس «كورونا» بلغ 508 شخصاً خلال 24 ساعة، وتعافى من المرض 664 ورُصدت 12 وفاة.

وسجلت وزارة الصحة المغربية 21 حالة خطيرة أو حرجة خلال الفترة المذكورة، فيما انخفض العدد الإجمالي للحالات الخطيرة إلى 251 وبلغت نسبة الفتك 1,8 في المئة، ونسبة التعافي ما قدره 97,2 في المئة، علماً أن العدد الإجمالي للمتعافين بلغ 473.208 شخصاً. كما أفادت المعطيات الرسمية بأن معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـ«كورونا» قد بلغ 13.1 في المئة، فيما انخفض مؤشر الإصابة إلى 0,3 في المئة.