المغرب يخطو بقوة في أوروبا: تمثيل تاريخي في مراقبة الانتخابات الفنلندية واعتراف دولي متصاعد

0
108

في خطوة استراتيجية تؤكد دور المغرب المتنامي على الساحة الدولية، ترأس السيد عبد العزيز الدرويش، رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم، الوفد المغربي في أعمال الدورة 48 لمؤتمر السلطات المحلية والجهوية التابع لمجلس أوروبا، الذي انعقد في مدينة ستراسبورغ بفرنسا خلال الفترة من 23 إلى 27 مارس 2025.

هذه المشاركة لم تكن مجرد حضور رمزي، بل تعبير حقيقي عن تطور العلاقات بين المغرب ومجلس أوروبا في مجال الديمقراطية المحلية والحكامة الجهوية.

الوفد المغربي: قيادة شبابية وحضور قوي تميز الوفد المغربي بمشاركة مميزة للسيدة كريمة الصادري، أول مندوبة مغربية شابة في هذا المؤتمر، حيث تم اختيارها من بين 450 شابًا وشابة لتمثيل المملكة المغربية.

اختيرت الصادري ضمن مجموعة من المندوبين الشباب من مختلف الدول الأعضاء في المجلس، بهدف إعدادهم كقادة للمستقبل في مجال الديمقراطية المحلية. بالإضافة إلى ذلك، كان الوفد المغربي مكونًا من السيد مصطفى عامر، سكرتير الوفد، الذي كان له دور بارز في تيسير التنسيق بين المشاركين.

أعمال الدورة: نقاشات شاملة حول الديمقراطية والحكامة المحلية تضمنت أشغال الدورة 48 للمؤتمر ثلاث اجتماعات للجان، وأربع اجتماعات للفرق السياسية، إضافة إلى اجتماع الجمعية العامة للمجلس، حيث تم تناول مواضيع حيوية تتعلق بالحكومات المحلية والجهوية على الصعيد العالمي.

تطرقت النقاشات إلى دور الممثلين المحليين والجهويين في مجالات حيوية مثل حماية البيئة، والحوكمة الجيدة للمياه، وإدارة الأزمات البيئية، ما يعكس تطور الوعي الدولي بأهمية دور السلطات المحلية في الاستجابة للتحديات البيئية والتنموية.

المغرب في قلب المراقبة الدولية للانتخابات من بين أبرز التطورات التي شهدها المؤتمر، الإعلان عن مشاركة المغرب لأول مرة كمراقب ضمن وفد مجلس أوروبا في مراقبة الانتخابات. في 13 أبريل 2025، سيرافق السيد عبد العزيز الدرويش وفد المجلس لمراقبة الانتخابات البلدية والجهوية في فنلندا.

هذه الخطوة تشكل علامة فارقة في علاقة المغرب مع المؤسسات الأوروبية، وتجسد التزام المملكة بتعزيز قيم الديمقراطية والشفافية في الانتخابات على الصعيدين المحلي والدولي.

تعزيز التعاون مع مجلس أوروبا: أفق واعد للمستقبل على هامش أشغال الدورة، عقد الوفد المغربي جلسة عمل مع السيد مارك كولس، رئيس مؤتمر السلطات المحلية والجهوية بمجلس أوروبا، تم خلالها مناقشة تقييم التعاون بين المغرب والمجلس، بالإضافة إلى نتائج الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين في فترات سابقة.

وناقش الاجتماع مآل بعض الطلبات التي تقدم بها الوفد المغربي خلال الدورة 47 في أكتوبر 2024، حيث تم الاستجابة لبعض هذه المطالب مثل تمثيل الشباب في المؤتمر والمشاركة في مراقبة الانتخابات المحلية والإقليمية.

دعوة لتعزيز الشراكة بين المغرب ومجلس أوروبا وفي ختام اللقاء، دعا السيد عبد العزيز الدرويش رئيس المؤتمر إلى زيارة رسمية للمملكة المغربية، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية في مجال الديمقراطية المحلية.

هذه الدعوة تعكس الطموح المغربي لتوسيع التعاون مع المؤسسات الأوروبية بما يعود بالنفع على تطوير المجتمعات المحلية في المغرب، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة والحكامة الجيدة.

الخلاصة: تعد مشاركة المغرب في الدورة 48 لمؤتمر السلطات المحلية والجهوية خطوة مهمة نحو تعزيز الديمقراطية المحلية في البلاد وتوسيع آفاق التعاون مع المؤسسات الأوروبية. مع استمرار المشاركة الفعالة في مراقبة الانتخابات وتعزيز الشراكات الدولية، يبقى السؤال الأهم: كيف سيساهم المغرب في ترسيخ قيم الديمقراطية والحكامة الرشيدة على مستوى الحكومات المحلية في المستقبل القريب؟