نيويورك – تصدى ممثلة المملكة المغربية الشريفة أمس الثلاثاء لادعاءات وإفتراءات الجزائر في الجمعية العامّة للأمم المتحّدة بشان ملف الصحراء المغربية حيث تمكن السفير المغربي عمر هلال من دحض الذرائع التي قدمها السفير الجزائري عمار بن جامع لانتقاد الحكم الذاتي مشددا بشكل صارم ولا رجعة فيه ان اقليم الصحراء جزء لا يتجزا من التراب المغربي لا يمكن التفريط فيه ما وضع الطرف الجزائري في مازق انعكست في المداخلة المتشنجة لبن جامع.
وقال هلال السفير المغربي “أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تحظى بدعم أكثر من مائة دولة من كل جهات العالم. كما افتتحت قرابة 30 دولة ومنظمة إقليمية قنصليات عامة لها في مدينتي العيون والداخلة، مؤكدة بذلك دعمها التام لمغربية الصحراء”.
واضاف أن المملكة الشريفة “ستظل متشبثة بحل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية مما سيمكن من تعزيز التنمية والاستقرار في المنطقة والقارة الإفريقية”.
وثمن السفير هلال جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي ستيفان دي مستورا إلى الصحراء والتي تسعى إلى إعادة إطلاق مسلسل الموائد المستديرة لحل النزاع، طبقا للقرار 2654 لمجلس الأمن مشددا في الوقت نفسه على ان “الحل النهائي لهذا النزاع الإقليمي لن يكون إلا سياسيا وواقعيا وعمليا، ومبنيا على التوافق”.
وكشف السفير هلال عن الانجازات التنموية التي حققتها المملكة في اقليم الصحراء قائلا “انه في إطار النموذج الجديد لتنمية هذه الأقاليم الذي رصدت له المملكة المغربية ميزانية فاقت إلى حدود اليوم 10 مليارات دولار وتم إنجازه بنسبة 81 في المائة، تم إطلاق مشاريع عديدة للتنمية السوسيو-اقتصادية”.
واضاف “هذه المشاريع جعلت الاقاليم الجنوبية قطبا جهويا للمبادلات التجارية بين إفريقيا وبقية دول العالم قائلا ان “دي مستورا عاين شخصيا هذه الإنجازات، خلال زيارته لمدينتي العيون والداخلة في الصحراء المغربية في بداية هذا الشهر”.
وأشار الى ان الجهود تأتي ضمن “التوجيهات السامية للعاهل المغربي الملك محمد السادس، والتي تضمنها خطابه بمناسبة الذكرى الـ47 للمسيرة الخضراء في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2022”.
وتحدث عمر هلال عن التجاوزات التي تقوم بها الجزائر في مخيمات تندوف مشيرا الى ان “المملكة قلقة بخصوص الوضع الإنساني الكارثي الذي تعرفه المخيمات”.
وقال ان “الجزائر الدولة المضيفة فوضت سلطتها بشكل غير قانوني لجماعة مسلحة انفصالية ذات ارتباطات مؤكدة وموثقة مع شبكات إرهابية وإجرامية” في اشارة الى البوليساريو.
وطالب السفير المجتمع الدولي النظر في رفض الجزائر السماح بتسجيل وإحصاء السكان المحتجزين بالمخيمات، في انتهاك واضح وصارخ للقانون الدولي وللنداءات المتكررة لمجلس الأمن منذ سنة 2011.
وندد “باختلاس قيادات البوليساريو للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى المحتجزين في مخيمات تندوف، كما شهدت على ذلك تقارير المنظمات الدولية والإقليمية وغير الحكومية؛ وآخرها برنامج الأغذية العالمي، في تقريره الصادر في يناير/كانون الثاني “2023.
ومنذ عقود تتواجه الرباط والجزائر حول الصحراء المغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي يقترح المغرب منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته في حين تطالب جبهة البوليساريو، مدعومة من الجزائر، بأن ينظّم فيها استفتاء لتقرير المصير.
وتسببت كلمة السفير المغربي التي أقنعت بشكل كبير المجتمع الدولي في غضب السفير الجزائري الذي طالب بحق الرد ليطلق مجموعة من الادعاءات والاتهامات التي لم تعد تنطلي على القوى الدولية والتي باتت أكثر اقتناعا بالحكم الذاتي.
لا يمكن للمرء أن يذرف دموع التماسيح ويهاجم في الوقت نفسه بلداً لا يزال يعيش مأساة