المغرب يدرس خطة أمريكية لتشكيل قوات حفظ السلام في غزة بعد الحرب

0
319

أفادت تقرير أن مصر والإمارات العربية المتحدة والمغرب تدرس اقتراحا أمريكيا بإرسال قوات لقوة حفظ السلام الدولية لتأمين قطاع غزة ومنع حماس من استعادة السلطة هناك بعد انتهاء الحرب.

ومع ذلك، تريد الدول الثلاث أن تعترف الولايات المتحدة رسميا بالدولة الفلسطينية قبل إنشاء مثل هذه القوة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” يوم الأربعاء.

وقد ربط شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مرارا دعمهم لإعادة تأهيل القطاع بإنشاء طريق يؤدي إلى حل الدولتين، ولا  يودون رؤية المساعدات التي يقدمونها تتحول إلى أنقاض في حرب أخرى في غزة.

وبينما تدعم إدارة بايدن الجهود الرامية للتوصل إلى حل الدولتين، فقد عارضت الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية، بحجة أن مثل هذه التصريحات في الفراغ لا تؤدي عمليا إلى تقدم الجهود.

وذكرت صحيفة الأعمال البريطانية إن دول عربية أخرى، من ضمنها المملكة العربية السعودية، رفضت الاقتراح الأمريكي للمشاركة في قوة لحفظ السلام، حيث أنها لا تريد أن يُنظر إليها على أنها تتعاون بشكل مفرط مع إسرائيل.

لكن المجموعة الأخيرة من الدول توصلت إلى فكرة عامة تتمثل في وجود نوع ما من القوة الدولية في غزة، حيث لا توجد بدائل أخرى قابلة للتطبيق لاستبدال القوات الإسرائيلية في القطاع بعد الحرب، بحسب التقرير، الذي لم يوضح ما إذا كانت تلك الدول ستكون مستعدة بالفعل للمساهمة في مهمة حفظ السلام المتوخاة.

وقال التقرير إن الولايات المتحدة واجهت صعوبة في تنفيذ الخطة لأنها ليست مستعدة للمساهمة بأي جندي أمريكي في هذا الجهد.

علاوة على ذلك، كان رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقديم رؤية واضحة وقابلة للتطبيق لمرحلة ما بعد الحرب في غزة سببا في تكثيف الجهود الأمريكية الرامية إلى إقناع الشركاء العرب بالمساهمة في قوة لحفظ السلام، بسبب عدم اليقين بشأن نوع البيئة التي قد تدخلها تلك القوات.

وقال مسؤول لغربي لفايننشال تايمز إن “إسرائيل ترفض التحدث مع أحد بهذا الشأن، إنها في حالة إنكار. والجميع يتحدثون فيما بينهم. تقول الدول العربية إن على الغرب أن يعترف بالدولة الفلسطينية، لكن عددا قليلا جدا من الدول الغربية الكبرى يقترب حقا من القيام بذلك”.

في غضون ذلك، نُقل عن شخص مطلع على المحادثات مع الدول العربية قوله إن الولايات المتحدة “تحاول بناء بعض الزخم لقوة استقرار، لكن السياسة الأمريكية شديد الحرص على عدم وجود قوات أمريكية على الأرض، لذلك من الصعب عليهم تقديم الحجة بأنه ينبغي على الآخرين القيام بذلك”، مضيفا أن هذه الجهود ستقودها واشنطن وأنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لإنشائها.

وقال مسؤول عربي إن هناك خلافات بين الدول العربية حول الخطط التي ينبغي وضعها لغزة ما بعد الحرب، ولكن الأهم من ذلك، “لا أحد يعرف كيف سيكون اليوم التالي”.

ردا على التقرير، قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن حلفاء واشنطن أظهروا “استعدادا للعب دور بناء عندما تسمح الظروف” خلال المناقشات حول غزة بعد الحرب.

ويعارض نتنياهو بشدة حل الدولتين منذ 7 أكتوبر – عندما قتل مسلحون بقيادة حماس حوالي 1200 شخص واحتجزوا 252 رهينة آخرين، مما أدى إلى اندلاع الحرب المستمرة في غزة – بدعوى أن منح الفلسطينيين دولة بعد الهجوم سيكون بمثابة “جائزة” للإرهاب.

وقد أعاق هذا الموقف بشدة الجهود الأمريكية للدفع باتفاق التطبيع السعودي الإسرائيلي قدما وكذلك أي تخطيط لمرحلة ما بعد الحرب.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في ديسمبر، عن معارضته لفكرة نشر قوة دولية في غزة، قائلا “لا ينبغي لنا أن نتحدث دائما عن الفلسطينيين وكأنهم بحاجة إلى وصي ما”.

وفي الأسبوع الماضي، ندد وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد باقتراح نتنياهو بأن أبوظبي قد تساعد الفلسطينيين المحليين في إدارة غزة بعد الحرب.

في تحد علني يوم الأربعاء، حث وزير الدفاع يوآف غالانت رئيس الوزراء على رفض السيطرة العسكرية والمدنية الإسرائيلية على القطاع، وأضاف أنه من الضروري تطوير خطة بشأن غزة ما بعد الحرب على الفور وإلا ستعود حماس إلى السلطة.

وتحدث غالانت في الماضي أيضا لصالح نشر قوة حفظ سلام دولية في غزة.