“المغرب يعزز دوره في الاتحاد الإفريقي ويعزل البوليساريو وسط منافسة دبلوماسية حاسمة ضد الجزائر ولطيفة أخرباش في مركز السباق.”

0
56

مع هذا الترشيح القوي للمنصب المهم داخل الاتحاد الإفريقي، يخطو المغرب خطوة حاسمة نحو قبر الصراع المفتعل من قبل الجزائر حول قضية الصحراء المغربية. فبعد سنوات من التحركات الدبلوماسية الهادئة والنجاحات المتواصلة، يبدو أن الرباط على وشك تقويض أحد أعمدة السياسة الخارجية الجزائرية، التي تتغذى على هذا النزاع وتتخذه شماعة تعلق عليها فشلها السياسي والاقتصادي والاجتماعي. إن فوز المغرب بهذا المنصب لن يكون مجرد نصر دبلوماسي، بل خطوة استراتيجية لتفكيك محاور التوتر الإقليمي التي تعتمد عليها الجزائر لتبرير أزماتها الداخلية وتضليل الرأي العام عن الأوضاع المتدهورة على كافة الأصعدة.

“مع اقتراب موعد الانتخابات في فبراير 2025، تشتد وتيرة المنافسة على منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث تتصارع الدول الأربع: المغرب، الجزائر، مصر، وليبيا، في سباق محموم لا يتجاوز حدود المنصب، بل يحمل في طياته أبعادًا سياسية معقدة ترتبط بقضية الصحراء المغربية وتوترات العلاقات الإقليمية.”

ترشيح لطيفة أخرباش وخلفيات المنافسة

رشحت المملكة المغربية لطيفة أخرباش، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ووزيرة الدولة السابقة للشؤون الخارجية، لتولي منصب نائب رئيس المفوضية. يأتي هذا الترشيح بناءً على خبرتها الطويلة في العمل الدبلوماسي والإعلامي، حيث تولت مناصب مهمة كسفيرة للمغرب في تونس وبلغاريا، إضافة إلى عملها كوزيرة دولة للشؤون الخارجية. يعكس هذا الترشيح استمرارية الدبلوماسية المغربية في تعزيز حضورها على الساحة الإفريقية، خاصة بعد النجاحات المتعددة التي حققتها المملكة في القارة.

من جهة أخرى، تسعى الجزائر جاهدة لمزاحمة المغرب على هذا المنصب، عبر ترشيح الدبلوماسية سلمى مليكة حدادي، السفيرة لدى إثيوبيا. يتمثل الهدف الأساسي للجزائر في استغلال هذا المنصب لتعزيز دعم جبهة البوليساريو الانفصالية داخل الاتحاد الإفريقي، رغم التحولات الكبيرة في مواقف دول القارة التي باتت تميل أكثر نحو مبادرات المغرب لحل النزاع.

السياق السياسي والدبلوماسي

تشكل قضية الصحراء المغربية جوهر التنافس بين الرباط والجزائر في الساحة الإفريقية، حيث تسعى المملكة منذ استعادتها مقعدها في الاتحاد الإفريقي عام 2016 إلى تفكيك الأطروحة الانفصالية التي تدعمها الجزائر. في هذا السياق، يمكن أن يُعد فوز لطيفة أخرباش بهذا المنصب دفعة قوية للمغرب في تأكيد مغربية الصحراء وتعزيز مبادرة الحكم الذاتي، التي تُعتبر الحل الأكثر واقعية والأكثر دعمًا على الصعيد الدولي والإقليمي.

في المقابل، تواجه الجزائر نكسات دبلوماسية عديدة داخل القارة الإفريقية، إذ تراجعت قوتها التقليدية بسبب الانتصارات الدبلوماسية المغربية. بينما تعتمد الجزائر على خطاب الدعم لجبهة البوليساريو، إلا أن هذا الخطاب بات يجد صعوبة في إيجاد آذان صاغية، حيث يعبر العديد من الدول الإفريقية عن تأييدها لمبادرات المغرب السياسية والاقتصادية التي تستند إلى الواقعية والدبلوماسية الهادئة.

التوقعات المستقبلية وأسئلة مفتوحة

مع اقتراب موعد الانتخابات، يبرز السؤال حول تأثير هذا التنافس على توازن القوى داخل الاتحاد الإفريقي. هل ستتمكن المغرب من تعزيز موقفها الإقليمي والدولي في حال فوز لطيفة أخرباش؟ وما هي الاستراتيجية التي ستتبناها الجزائر لمواجهة هذا الصعود الدبلوماسي المغربي؟ كما يُطرح تساؤل حول مدى تأثير هذه الانتخابات على مستقبل القضية الصحراوية داخل الاتحاد الإفريقي، وهل ستؤدي هذه التغيرات إلى تحولات جذرية في مواقف الدول الإفريقية تجاه النزاع؟

في ظل هذه المنافسة الشرسة، يبقى الترقب سيد الموقف، حيث سيحدد الفائز بمنصب نائب رئيس المفوضية مسارًا جديدًا للتكتل الإفريقي، ما يعكس عمق الصراع السياسي والدبلوماسي بين الرباط والجزائر على المستويين الإقليمي والقاري.