المغرب يعزز قدراته الدفاعية بالحصول على 24 مروحية من طراز الأباتشي الهجومية الأكثر تقدماً

0
355

يستعد المغرب لتسلّم سرب من مروحيات “الأباتشي” الأميركية الفتاكة المتخصصة في المهام العسكرية القتالية، في أحدث مؤشر على نجاح المملكة في تعزيز منظومتها الدفاعية، فيما تقيم هذه الخطوة الدليل على متانة التعاون العسكري بين الرباط وواشنطن.

كشفت جريدة “لاراثون” الاسبانية،  بأن “المغرب يجهز حاليا قاعدة خريبكة العسكرية من أجل استقبال مقاتلات الأباتشي”، لافتة إلى أن “هذا السرب من المروحيات سيزيد بشكل كبير من القدرات العسكرية للقوات الجوية المغربية تنفيذا للاتفاق المغربي الأميركي الذي ينص على تسليم الطائرات خلال العام الجاري”.

وتضمنت الصفقة المبرمة بين الطرفين، اقتناء نظام الأسلحة الدقيقة (APKWS) وأكثر من 5000 صاروخ 70 ملم وصواريخ جو-جو من طراز(Raytheon AIM-92H Stinger)، بالإضافة إلى تضمين الإجراءات الدفاعية المضادة، وفريق بدون طيار 2 (MUMT-2) للتحكم على متن المركبات الجوية بدون طيار (UAVs).

المغرب يستعد لتسلم 24 مروحية من طراز الأباتشي - تليكسبريس

واقتنى المغرب النسخة الأكثر تقدما من أباتشي، AH64E، وهي قادرة على كشف 256 هدفًا محتملاً في وقت واحد يصل مداه إلى 16 كيلومترًا وتتحرك بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة، ومجهزة بـ 16 صاروخًا من طراز Hellfire موجهة بالليزر لتدمير الدبابات.

ويمكنها أيضًا حمل ما يصل إلى 76 صاروخًا ضد أهداف غير مدرعة. تحتوي الطائرة على مدفع قوي بمقدمة 30 ملم قادر على إطلاق 600 طلقة في الدقيقة. وبحسب شركة بوينغ، فإن المروحية مزودة بهندسة أنظمة مفتوحة تتضمن أحدث أنظمة الاتصالات والملاحة وأجهزة الاستشعار وأنظمة الأسلحة والقدرة على الملاحة للرؤية الليلية.

ووقع المغرب صفقة الحصول على مقاتلات الأباتشي في العام 2020 ليكون البلد الـ17 في العالم الذي يعزز ترسانته الدفاعية بهذا الصنف من المروحيات الحربية.

وأشارت صحيفة “لاراثون” الإسبانية في تقرير إلى أن “حصول المغرب على مروحيات الأباتشي المتطورة يشكل تهديدا للتفوق العسكري المُفترض لإسبانيا، خاصة أن مدريد لا تمتلك مقاتلات بهذه المواصفات”.

وسلط التقرير الإسباني الضوء على المخاوف من “التقدم السريع الذي يحققه المغرب في مجال تطوير ترسانته العسكرية وحصوله على العديد من الأسلحة التكنولوجية المتطورة التي قلصت الكثير من الفوارق بين الجيش المغربي ونظيره الإسباني”.

وتعتقد أطراف سياسية وعسكرية إسبانية تنتمي إلى اليمين أن تعزيز المغرب لقدراته الدفاعية واستمراره في تطوير قواته المسلحة من شأنه أن “يؤدي إلى رغبة الرباط في استرجاع بعض المناطق التي لا تعترف بسيادة إسبانيا عليها، كمدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين”.

وكانت شركة “بوينغ ميسا” أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن شروع مصنعها في مدينة أريزونا بالولايات المتحدة في صناعة 24 مروحية عسكرية من طراز “AH – 64 E Apache” من الجيل المتقدم لفائدة المغرب.

ونقلت تقارير عن المديرة التنفيذية للشركة كريستينا أوباه إن “حصول المغرب على هذا النوع من المروحيات الهجومية الأكثر تقدما سيعزز قدراته الدفاعية خلال السنوات القادمة”، لافتة إلى أن “مروحيات الأباتشي أثبتت نجاعتها العسكرية في العديد من الحروب”.

ويحرص المغرب على تعزيز ترسانته الدفاعية والهجومية، فيما عرفت ميزانية الدفاع المغربية خلال العام الحالي زيادة هامة حيث ارتفعت إلى 124 مليار درهم (12.4 مليار دولار أميركي).

وأعطت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” العام الماضي الضوء الأخضر لبيع راجمات صواريخ “هيمارس” للمغرب في صفقة تبلغ قيمتها 524.2 مليون دولار وتشمل بيع 18 راجمة صواريخ عالية الحركة و40 من أنظمة الصواريخ التكتيكية و36 أنظمة صواريخ متعددة الوجعات و36 رأسا حربيا، و9 مركبات حربية متعددة الأغراض وأسلحة أخرى”.

كما أعلن “البنتاغون” الثلاثاء موافقة وزارة الخارجية الأميركية على صفقة لبيع صواريخ “جافلين” وعتاد إلى المغرب بكلفة تقدر بنحو 260 مليون دولار.

وتتعلق الصفقة بأحدث منظومة من صواريخ “جافلين” تم تطويرها بشكل كبير وشهدت تحسينات، حيث أصبح الرأس الحربي للصواريخ قادرا على تخطي كل أصناف الدروع بما في ذلك الدروع التفاعلية للدبابات والمدرعات، وفق مواقع مغربية.

وبالتزامن مع تنويع مصادر السلاح بهدف عدم الارتهان إلى مجموعة محددة من الدول، تمضي المملكة بثبات على طريق توطين الصناعة الدفاعية وتدريب الكفاءات الوطنية في المجال، ضمن إستراتيجية طموحة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي.