قررت السلطات المغربية، مساء اليوم الخميس، تعليق الرحلات الجوية المنتظمة للمسافرين مع فرنسا، ذهابا وإيابا بدءا من منتصف ليلة الأحد عوض عن الجمعة حتى إشعار آخر، بسبب “تدهور الوضعية الوبائية” المرتبطة بجائحة كوفيد-19 في بعض البلدان الأوروبية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الخميس.
وقالت الوكالة إن لجنة وزارية متخصصة اتخذت هذا القرار الذي يدخل حيز التنفيذ ليل الجمعة، “لمواجهة تدهور الوضعية الوبائية ببعض بلدان الجوار الأوروبي”، بالإضافة إلى “الحفاظ على المكاسب التي راكمها المغرب في مجال تدبير جائحة كوفيد-19”.
وأعلنت فرنسا، حيث أودى الوباء بأكثر من 118 ألف شخص، الخميس تعزيز القيود الصحية، لكن من دون تدابير حجر أو حظر تجول.
ويضم هذا البلد أهم جالية مغربية مقيمة في الخارج بأكثر من مليون شخص، كما يعد مصدرا رئيسيا للسياح الأجانب الذين يفدون عادة إلى المملكة وهو أيضا أهم شريك اقتصادي للمغرب.
وأصبحت أوروبا مجددا البؤرة العالمية للوباء هذا الخريف، فيما خفّضت المتحوّرة دلتا شديدة العدوى من فعالية اللقاحات ضد انتقال العدوى بنسبة تصل إلى 40 بالمئة وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وكان المغرب أعلن منتصف نوفمبر/تشرين الثاني تعزيز مراقبة حدوده للتصدي لكوفيد-19 بإجراءات جديدة تشمل منع دخول الوافدين من بلدان جلها أوروبية إذا تبينت إصابتهم بالفيروس في مطارات المملكة وموانئها، ما لم يكونوا مقيمين فيها.
وتشمل هذه التدابير البلدان المصنفة في “اللائحة باء” أي التي تشهد وضعية وبائية مقلقة حسب تصنيف السلطات المغربية، وبينها أيضا بلدان عربية وإفريقية عدة.
وشهدت الحصيلة اليومية للإصابات بالفيروس والوفيات الناجمة عنه تراجعا ملحوظا في المغرب خلال الأسابيع الأخيرة، مع استمرار حملة التلقيح التي شملت أكثر من 22 مليونا و600 ألف شخص استفادوا من جرعتي اللقاح حسب آخر حصيلة رسمية.
في المقابل يستمر العمل بجواز التلقيح كشرط ضروري للسفر إلى الخارج أو لدخول جميع الفضاءات والمرافق العمومية المغلقة.
ويطمح المغرب إلى الوصول إلى مناعة جماعية بتطعيم 80 بالمئة من سكانه البالغ عددهم نحو 36 مليونا.
وبلغ عدد المصابين بالفيروس منذ ظهوره في المغرب نحو 950 ألف شخص، توفي منهم 14.770 وفق آخر حصيلة رسمية.
ويأتي الإجراء المغربي، بينما أعلنت فرنسا الخميس تعزيز القيود الصحية، لكن من دون تدابير حجر أو حظر تجول، فيما تجاوز عدد وفيات الوباء في ألمانيا التي تواجه أعنف موجة وبائية، عتبة 100 ألف وفاة.
والخميس، أعلن علماء اكتشاف متحوّرة جديدة من كوفيد-19 في جنوب إفريقيا، البلد الإفريقي الأكثر تضررا من الوباء والذي يشهد زيادة جديدة في عدد الإصابات.
وبحسب علماء جنوب إفريقيا الذين اكتشفوا سابقا متحورة بيتا، فإنّ متحورة “بي.1.1.529” لديها عدد “مرتفع جدا” من المتحورات.
وأصبحت أوروبا مجددا البؤرة العالمية للوباء هذا الخريف، فيما خفّضت المتحوّرة دلتا شديد العدوى من فعالية اللقاحات ضد انتقال العدوى بنسبة تصل إلى 40 بالمئة وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتسبب وباء كوفيد-19 بوفاة أكثر من 1.5 مليون شخص منذ بدء انتشاره في أوروبا حيث أعادت دول عدة فرض قيود لوقف ارتفاع عدد الإصابات القياسي.
ودعت منظمة الصحة العالمية مطلع نوفمبر/تشرين الثاني إلى مواصلة التلقيح واستخدام الكمامات والتقيد بإجراءات التباعد الاجتماعي وهي تخشى تسجيل 700 ألف وفاة إضافية في المنطقة بحلول الربيع.
وفي المجموع، أودى الفيروس بحياة أكثر من 5.16 ملايين شخص في كل أنحاء العالم منذ نهاية العام 2019.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية، آخذة بالاعتبار معدّل الوفيات الزائدة المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بكوفيد-19، أن حصيلة الوباء قد تكون أكبر بمرتين أو ثلاث من الحصيلة المعلنة رسميا.
وتبقى نسبة كبيرة من الحالات الأقل خطورة أو التي لا تظهر عليها أعراض، غير مكتشفة رغم تكثيف الفحوص في عدد كبير من الدول.
وفي فرنسا حيث أودى الوباء بحياة أكثر من 118 ألف شخص، أعلن وزير الصحة أوليفييه فيران الخميس أنه في هذه المرحلة “لن يفرض حجرا ولا حظر تجول”.
وفي النمسا، اتخذت السلطات قرارا قبل أيام بإعادة تدابير الإغلاق وهو إجراء غير مسبوق في أوروبا منذ بدء حملات التحصين.
وفُرضت “قيود” أخرى أقل صرامة في بلدان مثل لاتفيا وهولندا. كما أعيد فرض قيود إضافية في سلوفاكيا وإيطاليا.
ولفت الوزير الفرنسي إلى أنه “يمكننا اجتياز هذه الموجة دون اللجوء إلى أكثر الإجراءات تقييدا”، موضحا أنه لن يكون هناك في هذه المرحلة “إغلاق مبكر للأعمال التجارية ولا قيود على التنقلات”.
وستكون الجرعة المعززة المضادة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 والمتاحة حاليا فقط للأشخاص الذين يبلغون 65 عاما وما فوق “متاحة لجميع البالغين شرط أن يكونوا قد تلقوا آخر جرعة من اللقاح قبل خمسة أشهر” اعتبارا من السبت.
كما أعلن الوزير الفرنسي عودة إلزامية وضع الكمامات في الأماكن المغلقة اعتبارا من الجمعة بما في ذلك الأماكن التي يُطلب فيها التصريح الصحي (مطاعم ومراكز تسوق وأماكن ترفيه ومتاحف…).
وفي مارتينيك وغوادلوب، جزيرتا الأنتيل الفرنسيتان، أدت احتجاجات معارضة للقاحات ممزوجة بمطالب اجتماعية مرتبطة بكلفة المعيشة، إلى أعمال عنف شملت إطلاق نار على رجال إطفاء وشرطيين. كما أقيمت حواجز معرقلة للنشاطات في شوارع الجزيرتين.
كما يجري النظر في تعزيز التدابير في هولندا حيث تسببت القيود الصحية في السابق في أعمال شغب غير مسبوقة.
وبالنسبة إلى رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دو كرو الذي سيعقد اجتماعا عاجلا الجمعة لاتخاذ قرار بشأن فرض إجراءات جديدة، فإن الارتفاع في عدد الإصابات وحالات الاستشفاء المرتبطة بكوفيد “أعلى من الاتجاهات الأكثر تشاؤما” التي حددها الخبراء العلميون الأسبوع الماضي.
وتواجه ألمانيا التي كانت في السابق مثالا يحتذى به في مكافحتها الموجات السابقة من الوباء، أعنف موجة وبائية، فيما تستعد الحكومة الائتلافية الجديدة لتولي مهماتها.
وتوفي 100119 شخصا بالفيروس في ألمانيا منذ بداية تفشي الجائحة، حسبما أعلنت الخميس هيئة الصحة الألمانية.
وحذّرت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل الخميس من أن “كل يوم مهم” وهي ترغب في تعزيز القيود لمواجهة الوباء.
وسجّلت البلاد خلال 24 ساعة عددا قياسيا من الإصابات الجديدة بالفيروس بلغ 75961 إصابة بحسب هيئة الصحة.
وقال الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس الذي سيصبح مستشارا الأربعاء إن “الوضع دقيق”، واعدا “بالقيام بكلّ ما يلزم” لمواجهة الوباء.
ويبدو أن الائتلاف الجديد مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، يستبعد حاليا فكرة الإغلاق العام، مستهدفا زيادة التلقيح وتعميم تقديم الشهادة الصحية في وسائل النقل العام ووضع قيود على حركة غير الملقّحين بمنعهم من الدخول إلى أماكن النشاطات الثقافية مثلا. وسيُخصّص مبلغ مليار دولار للطاقم الطبي ولمساعديه.
وأوصت المفوضية الأوروبية الخميس، بإعطاء جرعة معززة في موعد لا يتجاوز تسعة أشهر بعد الجرعة الثانية من اللقاح المضاد لكوفيد 19 بهدف تمديد صلاحية الشهادة الصحة الأوروبية والتي لن يعترف بصحتها بدون هذه الجرعة.
وأعلنت الهيئة الناظمة الأوروبية للأدوية الخميس الموافقة على إعطاء لقاح فايزر للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما ما يهمد الطريق أمام بدء تطعيم هذه الفئة في دول الاتحاد الأوروبي.