أعلن المغرب، الأحد، إغلاق حدودها الجوية والبحرية والبرية، ووقف رحلات الطيران لفترات متفاوتة تمتد من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ابتداءً من غذاً الاثنين، مع احتمال التمديد حسب تطورات “متحورة أوميكرون “السلالة الجديدة المكتشفة من فيروس كورونا.
وأثارت المتحورة الجديدة الشكوك حيال الجهود العالمية الرامية إلى احتواء الوباء جرّاء المخاوف من أنها شديدة العدوى، ما أجبر العديد من الدول على إعادة فرض تدابير لم تكن تتوقع العودة إليها.
وجاء في بلاغ صادر عن اللجنة الوزارية لتتبع كوفيد، أن السلطات المغربية قررت تعليق جميع الرحلات المباشرة للمسافرين في اتجاه المغرب، لمدة أسبوعين، ابتداء من يوم الإثنين 29 نونبر 2021 على الساعة الحادية عشرة ليلا و59 دقيقة.
وأضاف المصدر ذاته أنه سيتم تقييم الوضع بشكل منتظم من أجل تعديل الإجراءات الضرورية، عند الحاجة .
وقالت اللجنة الوزارية متخصصة اتخذت هذا القرار الذي يدخل حيز التنفيذ غذاً الاثنين، “لمواجهة تدهور الوضعية الوبائية ببعض بلدان الجوار الأوروبي والأفريقية”، بالإضافة إلى “الحفاظ على المكاسب التي راكمها المغرب في مجال تدبير جائحة كوفيد-19”.
ويأتي الإجراء المغربي، بينما أعلنت فرنسا الخميس تعزيز القيود الصحية، لكن من دون تدابير حجر أو حظر تجول، فيما تجاوز عدد وفيات الوباء في ألمانيا التي تواجه أعنف موجة وبائية، عتبة 100 ألف وفاة.
والخميس، أعلن علماء اكتشاف متحوّرة جديدة من كوفيد-19 في جنوب إفريقيا، البلد الإفريقي الأكثر تضررا من الوباء والذي يشهد زيادة جديدة في عدد الإصابات.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن وزارة الخارجية المغربية، قولها إن القرار يشمل “فضلاً عن جنوب إفريقيا، كلاً من بوتسوانا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وموزمبيق وزيمبابوي”.
وأوضحت أن السلطات اتخذت هذا القرار “على إثر الأخبار المتعلقة بظهور متحور جديد وخطير بجنوب إفريقيا”، مشيرة إلى أن حظر دخول التراب المغربي يسري على “المسافرين القادمين من هذه البلدان أو العابرين لها”.
لكن المتحورة بدأت تنتشر ورصدت في مختلف دول العالم، من هولندا مرورا بهونغ كونغ وأستراليا، حيث أعلنت السلطات الأحد اكتشفاها أول مرة لدى مسافرين قدما من جنوب القارة الإفريقية خضعا لفحص كوفيد بعد وصولهما إلى سيدني.
ويأتي وصول المتحورة الجديدة بعد شهر من رفع أستراليا الحظر المفروض على سفر مواطنيها إلى الخارج من دون إذن، فيما من المقرر أن تفتح البلاد حدودها أمام العمال والطلاب القادمين من الخارج بحلول نهاية العام.
وذكرت السلطات أن المصابين ملقحَين بالكامل ووصلا في اليوم ذاته الذي أعلنت فيه كانبيرا حظر الرحلات القادمة من تسع دول إفريقية، بينها جنوب إفريقيا وزمبابوي.
ويهدف القرار إلى “الحفاظ على المكاسب التي راكمها المغرب في مجال تدبير جائحة “كوفيد19″، ومواجهة تدهور الوضع الصحي في بعض البلدان”، بحسب المصدر.
ويضاف المغرب بذلك إلى عدة بلدان عبر العالم، خصوصاً في أوروبا، أعلنت منع الرحلات الجوية من وإلى بلدان تقع جنوب الصحراء الكبرى.
وبحسب علماء جنوب إفريقيا الذين اكتشفوا سابقا متحورة بيتا، فإنّ متحورة “بي.1.1.529” لديها عدد “مرتفع جدا” من المتحورات.
وأصبحت أوروبا مجددا البؤرة العالمية للوباء هذا الخريف، فيما خفّضت المتحوّرة دلتا شديد العدوى من فعالية اللقاحات ضد انتقال العدوى بنسبة تصل إلى 40 بالمئة وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتسبب وباء كوفيد-19 بوفاة أكثر من 1.5 مليون شخص منذ بدء انتشاره في أوروبا حيث أعادت دول عدة فرض قيود لوقف ارتفاع عدد الإصابات القياسي.