وافقت المملكة المغربية، على تعيين الدبلوماسي الإيطالي، ستيفان دي ميستورا مبعوثا أمميا خاصة بالصحراء المغربية، الذي سيكسر حالة الجمود التي تسعى لفرضها دبهة الانفصاليين البوليساريو و”راعيتها” بالرفض المتكرر للأسماء التي يتقدم بها الأمين العام للأمم المتحدة لخلافة المبعوث السابق هورست كوهلر الذي استقال قبل 30 شهرا.
أكد عمر هلال ، سفير المملكة المغربية الشريفة لدى الأمم المتحدة أن المملكة وافقت على تعيين الدبلوماسي الإيطالي السويدي ستافان دي ميستورا مبعوثا خاصا للأمم المتحدة للصحراء الغربية، وهو منصب شاغر منذ 2019.
وقال الدبلوماسي عمر هلال في حوار مع وكالة الأنباء المغربية الرسمية “لقد تم التشاور، بطبيعة الحال، مع المغرب مسبقا بشأن هذا التعيين، وقد أبلغت المملكة السيد أنطونيو غوتيريش موافقتها”. وأضاف سفير المغرب في الأمم المتحدة أن “المشاورات جارية” وسيتم الإعلان عن تسمية دي ميستورا في الأيام القادمة بعد الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي.
وأضاف هلال أن “المشاورات جارية” وسيتم الإعلان عن تسمية دي ميستورا في الأيام القادمة بعد الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي لافتا أن “موافقة المغرب تأتي انطلاقا من ثقته الدائمة ودعمه الموصول لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم ومتوافق بشأنه للنزاع الإقليمي”.
ولم يتم استبدال آخر مبعوث خاص للأمم المتحدة الألماني هورست كوهلر بعد استقالته في مايو 2019. وكان غوتيريش قد اقترح أكثر من عشرة مرشحين في العامين الماضيين لخلافة كوهلر، لكن لم يحصل أي منهم على إجماع الأطراف المعنية.
وكان سفير المغرب في الأمم المتحدة وجّه رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي قبل أيام متهما الجزائر والبوليساريو بمواصلة “عرقلة العملية السياسية للأمم المتحدة”، بعد أن رفضتا في أقل من ثلاثة أشهر اقتراحين بتعيين المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء. ودعا قرار مجلس الأمن رقم 2548 إلى تعيين مبعوث شخصي جديد في أقرب الآجال.
وقال هلال في حواره مع الوكالة المغربية الرسمية “لقد تلكأت الأطراف الأخرى منذ فترة طويلة، واستخدمت، على مدى عامين ونصف العام، المراوغات الواهية لرفض العديد من المرشحين المؤهلين تأهيلا عاليا والذين تم اقتراحهم من طرف الأمين العام”.
وأضاف أن “الجزائر وجماعتها الانفصالية المسلحة )بوليساريو (رفضتا ترشيح رئيس الوزراء الروماني السابق بيتر رومان، وبعد بضعة أشهر، رفضت ترشيح وزير الخارجية البرتغالي السابق لويس أمادو. وبالتالي، ومن أجل احتواء عرقلتهم لأي مرشح من دولة ثالثة، كان على غوتيريش البحث عن هذا الترشيح الأخير داخل أروقة الأمم المتحدة”.
ودي ميستورا دبلوماسي متمرس شغل مناصب رفيعة في الأمم المتحدة. وقد كان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا (2014-2018) والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق (2007-2009) وأفغانستان (2010-2011).
وأكد عمر هلال أنه “بمجرد تعيينه، كما نأمل ذلك، يمكن لدي ميستورا أن يعوّل على تعاون المغرب ودعمه الثابت في تنفيذ مهمته لتيسير التوصل إلى تسوية لهذا النزاع الإقليمي”.
وطُرح اسم دي ميستورا في الربيع الماضي لاستبدال كوهلر وإعادة إطلاق الحوار السياسي. لكن الوضع سيكون مختلفا عن سلفه حيث تغيرت الصورة بعد سيطرة القوات المسلحة المغربية على معبر الكركرات واعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه ودعمها لمبادرة الحكم الذاتي.
وفي رده على سؤال حول انتظارات المغرب من العملية السياسية في أفق تعيين دي مستورا، قال هلال إن بلاده، بغض النظر عن الشخصية التي تشغل منصب المبعوث الشخصي، تظل متشبثة بحزم بالمسلسل الأممي الحصري من أجل التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وتوافقي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وذلك طبقا لقرارات مجلس الأمن منذ عام 2007 التي تعتبر مبادرة الحكم الذاتي حلا جديا وذا مصداقية لقضية الصحراء المغربية.
وقد باءت كل محاولات حلّ النزاع بالفشل حتى الآن. ومنذ استقالة آخر مبعوث للأمم المتحدة، توقفت المفاوضات الرباعية التي تضم المغرب وبوليساريو والجزائر وموريتانيا.
وطُرح اسم دي ميستورا في الربيع الماضي لاستبدال كوهلر وإعادة إطلاق الحوار السياسي. وقد أعلنت حينها جبهة بوليساريو قبولها تعيين الدبلوماسي الإيطالي السويدي كمبعوث جديد.