المكسيك تعلق علاقاتها الدبلوماسية مع الإكوادور بعد اقتحام سفارتها لاعتقال نائب الرئيس الإكوادوري

0
300

واندلعت أزمة دبلوماسية بين الإكوادور والمكسيك أدت إلى قطع العلاقات مع كيتو بعد أن اقتحمت الشرطة الإكوادورية مقر السفارة المكسيكية لاعتقال نائب الرئيس السابق خورخي جلاس اللاجئ هناك.

وأعلنت المكسيك أمس الجمعة، تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع الإكوادور بعد أن اقتحمت الشرطة السفارة المكسيكية في كيتو لاعتقال نائب الرئيس الإكوادوري السابق خورخي غلاس المختبئ هناك.

وكتب الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور عبر منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي: “هذا انتهاك صارخ للقانون الدولي وسيادة المكسيك”، مضيفا أنه أمر بالتعليق الفوري للعلاقات الدبلوماسية.

وكانت الخارجية المكسيكية أعلنت في وقت سابق يوم الجمعة، أن حكومة البلاد قررت منح اللجوء السياسي لغلاس الذي لجأ إلى السفارة المكسيكية في كيتو طلبا للحماية منذ ديسمبر الماضي.

وأعلنت السلطات في الإكوادور، اعتقال خورخي غلاس من داخل مقر سفارة المكسيك.

 

وأفادت وزيرة الخارجية المكسيكية أليسيا بارسينا، بإصابة دبلوماسيين مكسيكيين خلال قيام قوات الأمن الإكوادورية باقتحام السفارة.

وأعلنت الخارجية المكسيكية أن المكسيك سترفع قضية اقتحام سفارتها في كيتو إلى محكمة العدل الدولية.

وكانت سلطات الإكوادور أعلنت الخميس أن سفيرة المكسيك لدى كيتو شخص غير مرغوب فيها وأنها سترحل “قريبا” بسبب تعليق للرئيس المكسيكي على مقتل المرشح الرئاسي السابق في الإكوادور فرناندو فيلافيسينسيو قبل أيام من انتخابات أغسطس 2023 ومدى تأثير اغتياله في نتائج تلك الانتخابات.

وأظهرت تسجيلات فيديو بثتها وسائل إعلام محلية، رئيس البعثة الدبلوماسية المكسيكية روبرتو كانسيكو، وهو يركض خلف المركبات التي تغادر السفارة، وهو يصرخ “إنها فضيحة!”. قبل حدوث التدافع، سقط كانسيكو على الأرض.

وذكر وزير الخارجية المكسيكي في كلمة متلفزة أن “الاعتداء الجسدي” على رئيس البعثة الدبلوماسية كان “واضحا بشكل واضح”، لكن كانسيكو كان “في حالة جيدة” مثل بقية أفراد الطاقم.

وبعد “تحليل متعمق”، منحت المكسيك يوم الجمعة حق اللجوء لخورخي جلاس الذي يحتمي في سفارتها في كيتو منذ 17 ديسمبر/كانون الأول، وصدرت مذكرة اعتقال بحقه للاشتباه في تورطه في فساد.

من جانبها، اعتبرت كيتو هذا القرار “مخالفا للقانون”.

وعلقت وزارة الاتصالات الإكوادورية على القرار بالقول إن “لكل سفارة هدف واحد: توفير مساحة دبلوماسية لتعزيز العلاقات بين الدول”، مضيفة أنه “لا يمكن اعتبار أي مجرم شخصا مضطهدا سياسيا”.

وأشارت إلى أن نائب الرئيس السابق جورجي جلاس كان موضع إدانة سارية ومذكرة توقيف صادرة عن السلطات المختصة.

ومنحت المكسيك اللجوء لجلاس يوم الجمعة، بعد يوم من قرار الإكوادور طرد السفيرة المكسيكية في كيتو، راكيل سيرور، عقب تصريحات للرئيس المكسيكي.

واتهم لوبيز أوبرادور، الأربعاء، السلطات الإكوادورية باستغلال اغتيال مرشح المعارضة فرناندو فيلافيسينسيو في 9 أغسطس 2023، للضغط من أجل انتخاب الليبرالي دانييل نوبوا رئيسا للإكوادور، على حساب المرشحة اليسارية لويزا غونزاليس.

واغتيل فيلافيسينسيو بعد اجتماع انتخابي في شمال كيتو قبل أيام من انتخابات 20 أغسطس. وتم القبض على سبعة مشتبه بهم في هذه الجريمة، لكن جميعهم ماتوا في السجن.

واعتبرت الحكومة الإكوادورية هذه التصريحات بمثابة إهانة، مؤكدة أن البلاد لا تزال تشعر بالحزن لمقتل فيلافيسينسيو الذي كان من أشرس المعارضين للفساد.

– اتهامات بالفساد –

واتهم خورخي جلاس، الذي شغل منصب نائب الرئيس بين عامي 2013 و2017 في عهد الرئيس الاشتراكي رافائيل كوريا (2007-2017)، باختلاس أموال عامة مخصصة لإعادة إعمار المدن الساحلية بعد زلزال مدمر عام 2016.

وأُدين جلاس في قضية أخرى في ديسمبر/كانون الأول 2017 بالسجن لمدة ست سنوات بتهم الفساد في سياق فضيحة كبرى تورطت فيها شركة البناء البرازيلية العملاقة أودبريخت. وأُطلق سراحه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.