الملك المفدى يرفض استقبال مُكالمة هاتفية من الرئيس الفرنسي لتعزيته في ضحايا الزلزال.. ما القصة؟!

0
480

قرر المغرب الاستجابة لأربعة عروض مساعدة قدمتها كل من بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر الذي خلف 2122 قتيلا على الأقل، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية مساء اليوم الأحد.

وتحفظ المغرب على طلب المساعدات من بعض الدول الغربية والعربية بعد الزلزال المدمر الذي ضرب أراضيها مساء الجمعة،وكان الملك المفدى حفظه الله ، قد أكد في خطابه السامي  بمناسبة الذكرى الـ69 “لثورة الملك والشعب”،  إن “ملف الصحراء هو المعيار الذي يقيس به المغرب صدق الشراكات”.

وكتب الرئيس الفرنسي منصة X: “نشعر جميعنا بحزن شديد بعد الزلزال الرهيب الذي ضرب المغرب. فرنسا على استعداد للمساعدة في تقديم الإغاثة الأولية”.

كشفت مصادر إعلامية، أن جلالة المك الملك محمد السادس رفض استقبال مكالمة هاتفية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس السبت، لتعزيته في ضحايا زلزال الحوز واقتراح المساعدة الفرنسية في عمليات البحث والإنقاذ عن ضحايا الزلزال.

وقالت مديرة القناة M2 المغربية سابقاً “سميرة سطايل (@Samirasitail1) من الخطير جدًا أن نقول إن المغرب يرفض المساعدة من فرنسا” ، وفق مصادرها والتي وصفتها بـ”الموثوقة”، إن “الرئيس الفرنسي طلب الحديث مع الملك محمد السادس وهو على متن الطائرة التي تقله إلى قمّة العشرين العاصمة الهندية “نيودلهي”، غير أن العاهل المغربي رفض استقبال المُكالمة، ما جعل إيمانويل ماكرون ينشر على حسابه الرسمي على منصة X رسالة تضامن.

وبحسب مديرة القناة M2  المغربية سابقاً “سميرة سطايل فإن الأمر “لم يقتصر الأمر على رفض الملك محمد السادس لمكالمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بل تجاوز ذلك إلى “تجاهل” السلطات المغربية لجميع الطلبات الفرنسية حول تقديم المساعدة في عمليات الإنقاذ أو إرسال فرق متخصصة في البحث عن الضحايا تحت الأنقاض في المناطق المنكوبة بمنطقة الحوز”.

وكتب الرئيس الفرنسي منصة X: “نشعر جميعنا بحزن شديد بعد الزلزال الرهيب الذي ضرب المغرب. فرنسا على استعداد للمساعدة في تقديم الإغاثة الأولية”.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأحد، إن بلاده مستعدة لدعم المغرب عندما توافق السلطات المغربية.

مساعدة المغرب، وذلك في تصريحات في ختام قمة دول مجموعة العشرين في نيودلهي، مضيفا: “لقد حشدنا كافة الفرق الفنية والأمنية لتتمكن من التدخل عندما ترى السلطات المغربية ذلك مفيدا”.

وأشار الى أن السلطات المغربية “تعرف بالتحديد ما يمكننا توفيره وطبيعته وتوقيت ذلك”، مؤكدا أنه “في اللحظة التي يتم طلب هذه المساعدة، سيتمّ إرسالها ونحن مستعدون (لذلك)”.

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه يعود للسلطات المغربية “أن تقرر بناء على تقييمها الميداني” لكي تعود المساعدة الفرنسية بالفائدة.

بمتابعة الصحف الفرنسية لأنباء تقديم إسبانيا المساعدات الرسمية بعد طلب السلطات المغربية منها، وتوجه 65 من رجال الإنقاذ لدعم المغرب، بدأت الصحف الفرنسية تتحدث عن أن الأجواء السياسية المتوترة بين فرنسا والمغرب يمكن أن تتسبب في عدم وجود حالة من حالات التعاون الدولي بين فرنسا والمغرب أو فرنسا والاتحاد الأوروبي من ناحية آخرى.

إسبانيا أرسلت فريقا مكونا من 56 جنديا و4 كلاب مدربة للمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ في المغرب

وأوضح أن متحدثة وزارة الخارجية الفرنسية تحدثت عن أن المغرب حتى هذه اللحظة لم يقدم طلبًا لفرنسا لتقديم مساعدة، مشيرًا إلى أن وزيرة الخارجية الفرنسية منذ اللحظة الأولى لوقوع الزلزال اتصلت بنظيرها المغربي لتقديم الدعم.

وأشار إلى أنه بالرغم من إرسال عدة مدن فرنسية مساعدات للمغرب، إلا أنه لا نستطيع القول بأن هناك تنسيقًا ما بين المغرب وفرنسا حتى هذه اللحظة، بل كانت هناك بعض التصريحات لمنظمات غير حكومية أكدت أن السلطات المغربية تمنع وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة.

وتشير مصادر ،أن السلطات المغربية توصلت بالعديد من الرسائل من منظمات تابعة للدولة الفرنسية و أخرى للمجتمع مدني لتنظيم عمليات مساعدة، إلاّ أن السلطات المغربية تجاهلت جميع دعوات المساعدة القادمة من فرنسا (إلى حدود صباح اليوم الأحد) وهو ما عبّر عنه بشكل واضح رئيس منظمة Secouristes sans frontières الفرنسية غير الحكومية، أرنو فريس، حينما أكد، صباح، اليوم، الأحد، أن المغرب يمنع فرق الإغاثة المستعدة لتقديم المساعدة لضحايا الزلزال الذي خلف أكثر من 2012 قتيل في البلاد.

وأضاف رئيس المنظمة الفرنسية أنّه كان يتوقع أن توافق السلطات المغربية على طلب المساعدة حيث كان فريقه على أهبة الاستعداد خلال دقائق لـ “ركوب الطائرة من مطار أورلي والتوجه إلى المغرب غير أن السلطات لم توافق على ذلك”، حسب نفس المصدر.

وأكد رئيس المنظمة الفرنسية أن المغرب يمنع بشكل كامل جميع فرق الإنقاذ”. هذا، في الوقت الذي منحت السلطات المغربية ترخيصا يبدو أنه استثنائيا إلى ستة متطوعين من منظمة Casc Appui، وهي جمعية يوجد مقرها بمدينة “ليون” الفرنسية، وتضم تجمع لرجال الإطفاء المختصين في البحث تحت الأنقاض عن الضحايا، حيث وصلوا بالفعل، اليوم، الأحد إلى مراكش للمشاركة في العمليات التي تقودها السلطات المغربية بمنطقة الحوز للبحث عن ناجيين تحت ركام البيون المهدمة بفعل الزلزال.

ويعكس رفض الملك محمد السادس مكالمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورفض أي مساعدة فرنسية في عمليات الإنقاذ والبحث عن ضحايا زلزال الحوز عمق الأزمة التي تجمع بين الرباط وباريس بسبب ملف الصحراء.

وأشاد جلالة الملك المفدى محمد السادس،  بموقف إسبانيا وألمانيا وهولندا وغيرها من الدول الأوروبية والأفريقية التي عبرت عن دعمها لمخطط الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب عام 2007 حلا للنزاع في الصحراء.

وأضاف أن بلاده تنتظر من بعض الدول، التي لم يسمها، أن توضح مواقفها وتراجع مضمونها من قضية الصحراء بشكل لا يقبل التأويل.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أعلن اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء في ديسمبر/كانون الأول 2020.

وفي مارس/آذار الماضي، عاد الدفء لعلاقات المغرب مع إسبانيا بعد إعلان مدريد دعمها مبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع في الصحراء.