الملك محمد السادس يأمر بفتوى شاملة حول الزكاة: خطوة دينية واجتماعية تعزز التضامن وتخاطب الفقراء

0
198
صورة: و.م.ع

في تجسيد رفيع لمقام إمارة المؤمنين، تفضل جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، فأصدر أمره السامي إلى المجلس العلمي الأعلى، يقضي بإعداد وإصدار فتوى شاملة توضح للناس أحكام الشرع في موضوع الزكاة.

ويأتي هذا التوجيه الملكي السامي استجابةً للأسئلة المتزايدة التي يرفعها المواطنون والمواطنات بخصوص النصاب والمقادير وأوقات الإخراج، خاصة في ما يتعلق بالمداخيل المستجدة التي أفرزتها الحياة الاقتصادية الحديثة، من أجور وخدمات واستثمارات ومعاملات مالية.

رؤية ملكية جامعة

هذا القرار المولوي الكريم، الذي ينهل من روح الشريعة ومقاصدها، يجسد عناية جلالة الملك، حفظه الله، بأمانة الدين وحرصه الدائم على أن تظل إمارة المؤمنين مرجعاً ضامناً لوحدة الفتوى وتوحيد الكلمة، صوناً للمغاربة من تعدد الأقوال وتضارب المرجعيات.

وإلى جانب بعده العلمي والشرعي، فإن هذا التوجيه السامي يرمي إلى تفعيل الوظيفة الاجتماعية للزكاة باعتبارها ركناً من أركان الإسلام ووسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية، عبر تعزيز موارد التضامن الموجهة للفقراء والمحتاجين، ترسيخاً لقيم التكافل التي بُني عليها المجتمع المغربي عبر تاريخه.

مبادرة في سياق رمزي خالد

كما أن هذا القرار يكتسي بعداً رمزياً عميقاً، إذ يأتي متزامناً مع إحياء العالم ذكرى مرور خمسة عشر قرناً على ميلاد الرسول الأكرم ﷺ، في دلالة سامية على استمرار المملكة المغربية في أداء رسالتها الحضارية في خدمة الدين والأمة، وعلى أن أمير المؤمنين يسير على خطى جده المصطفى عليه الصلاة والسلام في التبليغ والتذكير: «ألا هل بلغت».

تحديث وتواصل في خدمة المواطنين

وتنفيذاً للأمر الملكي السامي، ستنكب الهيئة العلمية للإفتاء على إعداد الفتوى في أجل شهر، على أن يُنشأ موقع إلكتروني خاص بشؤون الزكاة، يمكّن المواطنين من طرح أسئلتهم والحصول على الأجوبة المؤصلة شرعاً. وهو ما يشكل تجديداً في وسائل التبليغ الديني، وتوظيفاً للأدوات الرقمية لتقريب الفقه من حياة الناس اليومية.

إنه توجيه ملكي يفتح آفاقاً جديدة أمام أداء هذه الفريضة، ويعيد وصلها بروحها الأصلية: دين قائم على العدل، وعدل قائم على التضامن.

الرسالة الملكية السامية: حين يجعل أمير المؤمنين الزكاة رافعةً للعدل الاجتماعي

الزكاة، في جوهرها، ليست مجرد فريضة مالية، بل عهدٌ بين الغني والفقير، وجسر يربط بين الروح والمجتمع، وبين الإيمان والعدل. وحينما تفضل جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، فأمر بإصدار فتوى شاملة حول أحكامها، فإنه أعاد لهذه الفريضة مكانتها الأصلية، وفتح أمامها آفاقاً تتجاوز الزمن وتستجيب لتحولات العصر.

لقد حملت الرسالة الملكية السامية ثلاث دلالات كبرى:

  • دلالة دينية تؤكد أن إمارة المؤمنين هي الحاضنة الكبرى لأمانة الدين، وأن المرجعية الشرعية الموحدة تظل ضمانة لوحدة الأمة.

  • دلالة اجتماعية تعيد الاعتبار للفقراء والمحتاجين، وتجعل من الزكاة آلية للكرامة لا للمنة، وللتكافل لا للعطاء الموسمي العابر.

  • دلالة حضارية تعكس قدرة الإسلام، في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك، على التجدد ومواكبة المستجدات الاقتصادية والرقمية.

إنها رسالة سامية تعلن أن المغرب، تحت قيادة أمير المؤمنين، يربط بين الإيمان الصادق والتنمية العادلة، ويجعل من فريضة الزكاة سبيلاً لتعميق روح التضامن والعيش المشترك.