المملكة تُسلم الجزائر مطلوبين قضائياً تورطوا في قضايا مخدرات رغم قطع العلاقات بينهما

0
300

سلمت السلطات المغربية، اليوم الثلاثاء، نظيرتها الجزائرية 12 مطلوبا للقضاء الجزائري، وذلك عبر معبر زوج بغال الحدودي الذي فتح استثناء لهذا الغرض، وفق ما أفاد مسؤول مغربي الثلاثاء، في سياق توتر دبلوماسي بين البلدين.

وأوضح المصدر أن سلطات الرباط “بذلت جهوداً لتسريع عملية التسليم والتنسيق مع السلطات الجزائرية، التزاما باحترام اتفاقيات التعاون القضائي”، مشيرا إلى أن العملية جرت الاثنين.

وأضاف أن المعنيين، وهم 11 جزائرياً ومواطن موريتاني، كانوا موضوع مذكرات اعتقال دولية صادرة عن القضاء الجزائري للاشتباه في تورطهم في قضايا تهريب دولي للمخدرات.

وتلتزم المملكة المغربية بمبادئ حسن الجوار على الرغم من حالة التوتر القائمة والكامنة في العلاقات الثنائية بسبب الخلاف على ملف النزاع في الصحراء المغربية. وتلعب الجزائر في هذا الملف دورا تخريبيا من خلال دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية ماليا وتسليحيا واحتضانا.

ويأتي ذلك بينما تشهد علاقات الجارين المغاربيين توترا غير مسبوق، حيث أعلنت الجزائر، أواخر غشت الماضي، قطع علاقاتها مع الرباط، متهمة المملكة بارتكاب “أعمال عدائية” ضدها. فيما أعرب المغرب عن أسفه لهذا القرار، “رافضا مبرراته الزائفة”.

وتزايدت حدة التوتر في الأيام الأخيرة حين أعلنت الجزائر مقتل ثلاثة من مواطنيها في حادث نسبته إلى القوات المغربية في الصحراء، واتهمت الرئاسة الجزائرية المغرب بالمسؤولية عن “قصف الشاحنات الجزائرية بسلاح متطور”.

في المقابل، أكد المغرب، في وقت سابق، أن المملكة لن تنجرّ إلى حرب مع جارتها الجزائر، تعليقاً على ما وصفها بأنها “اتهامات مجانية”، مشددا على أن “المغرب لم ولن يستهدف أي مواطن جزائري، مهما كانت الظروف والاستفزازات”، بينما أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، الأسبوع المنصرم، أن المملكة “تتمسك باعتماد احترام دقيق جدا لمبادئ حسن الجوار مع الجميع”.

وكانت الجزائر قد أغلقت حدودها مع المغرب عام 1994، ردا على قرار الأخير فرض تأشيرة لدخول أراضيه على المواطنين الجزائريين، متهما السلطات الجزائرية بالتورط في تفجير استهدف فندقا بمراكش، العاصمة السياحية للمملكة.

ودعا الملك المفدى محمد السادس حفظه الله في أواخر يوليو الماضي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى إعادة فتح الحدود، إلا أن تصاعد التوتر بين البلدين حالياً يجعل هذه الإمكانية مستبعدة.

ويرى الجانب المغربي في التصعيد الجزائري افتعال لأزمات بينما يسود التوتر بين البلدين الجارين على خلفية ملف النزاع في الصحراء المغربية.

وكان لافتا أن الجزائر بادرت في الأشهر الماضية بزيادة وتيرة التصعيد حين أشارت بلا أدلة على تورط الرباط في حرائق تيزي وزو في منطقة القابيل وزعمت أنها تدعم ‘حركة استقلال منطقة القبائل’ المعروفة اختصارا باسم ‘الماك’ الانفصالية والتي تتهمها السلطات الجزائرية بتدبير موجة الحرائق التي ضربت المنطقة.

وكانت الخارجية الجزائرية قد انتقدت مؤخرا قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا المغرب وجبهة البوليساريو إلى استئناف المفاوضات “بدون شروط مسبقة وبحسن نية”، وهو القرار الذي رحبت به الرباط واعتبرت أنه ينسجم مع  مقترحها المتعلق بالحكم الذاتي في صحرائها تحت السيادة المغربية.

و أعربت في بيان عن “عميق أسفها” و”عدم دعمها” للقرار الذي وصفته بـ”المتحيّز”، في موقف يؤكد مرّة أخرى أن الجارة الشرقية للمغرب تأبى حل النزاع وتصر على موقفها الذي يعتبر نشازا في خضم مواقف عربية ودولية أكثر عقلانية تعتبر أن لا حل عمليا وواقعيا للنزاع في الصحراء إلا عبر المفاوضات أولا ووفق الطرح المغربي القاضي بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

وبادرت الجزائر كذلك بسلسلة إجراءات معادية للمغرب من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية وعدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مرورا بالأراضي المغربية، في خطوة اعتبرتها الرباط ذات تأثير ضئيل على شبكة الكهرباء.

وكان مصدر مغربي قد أكد الأربعاء الماضي أن المملكة لن تنجر إلى حرب مع جارتها الجزائر، تعليقا على ما وصفه بأنها “اتهامات مجانية” بعد إعلان الرئاسة الجزائرية مقتل ثلاثة جزائريين في قصف نسب إلى القوات المسلحة الملكية في الصحراء المغربية المتنازع عليها.

وقال المصدر “إذا كانت الجزائر تريد الحرب فإن المغرب لا يريدها. المغرب لن ينجر إلى دوامة عنف تهز استقرار المنطقة”، مدينا “اتهامات مجانية” ضد المملكة.

وأضاف “إذا كانت الجزائر ترغب في جر المنطقة إلى الحرب من خلال استفزازات وتهديدات، فإن المغرب لن ينساق وراءها”.

وكان البلدان قد أعادا فتح معبر زوج بغال الحدودي بشكل استثنائي في سبتمبر/أيلول الماضي وذلك لترحيل نحو 45 شابا مغربيا كانوا محتجزين لدى النقطة الحدودية للجارة الشرقية للمملكة طيلة عام ونصف العام وكانوا مرشحين للهجرة غير النظامية نحو إسبانيا انطلاقا من سواحل الجزائر.

وظل هؤلاء محتجزين وراء القضبان دون أي إجراء قانوني أو حكم قضائي، بينما تعالت أصوات أسرهم للمطالبة بترحيلهم إلى التراب المغربي.