احتضان مراكش للمنتدى الروسي العربي اعتراف بمكانة المملكة المغربية الشريفة كوجهة للقوى الكبرى .
تحتضن مدينة مراكش الدورة السادسة للمنتدى الروسي العربي، الذي يشكل فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين موسكو ودول المنطقة، خاصة بالنسبة للرباط التي تعول عليها روسيا كقطب إقليمي واعد لتعزيز وجودها بالقارة الإفريقية.
ورغم أن هذه الدورة كانت مقررة قبل عامين وتم تأجيلها للعام الحالي بسبب أزمة كورونا، إلا أنها تأتي في سياق ظرف سياسي شديد الأهمية بالنسبة للرباط وموسكو في ظل التطورات الأخيرة، حيث يتواصل الاعتراف الدولي بحقوق المغرب في صحرائه، بينما تتجه روسيا إلى تعزيز روابطها مع دول أفريقيا في ظل أزمتها مع الغرب بسبب حرب أوكرانيا.
وأعلنت جامعة الدول العربية عن موعد الدورة السادسة للمنتدى الروسي العربي في مدينة مراكش، في ديسمبر الجاري، على هامش الاجتماع التنسيقي العربي على مستوى المندوبين الدائمين للدول العربية الأعضاء.
ويرى متابعون أن أبرز دوافع التوجه المغربي نحو موسكو، تتمثل في إيجاد داعم دولي إضافي إلى جانب الدعم الأميركي والدولي المتزايد للطرح المغربي في ملف الصحراء، إذ أن روسيا اتخذت في السنوات الأخيرة مواقف أكثر حيادية تجاه هذا الملف على عكس مواقفها السابقة.
وأصبحت السياسة الخارجية المغربية تسير وفق منطق براغماتي في تحقيق أهدافها وصياغة علاقات تضمن مصالحها مع الشرق والغرب على حد سواء عبر تنويع علاقاتها الخارجية، إضافة إلى العوامل الاقتصادية المتمثلة في سعي الرباط إلى ضمان شريك يتوفر على مؤهلات بترولية وزراعية بحجم روسيا، دون تجاهل الدوافع العسكرية التي تعد ضمن أولويات التوجه المغربي نحو موسكو، ذلك أن رغبة الرباط في إرساء استراتيجية مستقبلية طموحة من أجل صناعة عسكرية مغربية خاصة تجعل من التجربة الروسية تجربة فريدة ورائدة في هذا الصدد.