“الناتو” يصف الجزائر بـ”بلد غير موثوق ويلعب بنار الغاز في جنوب أوروبا”

0
219

وصفت منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، الجزائر بأنها “خطر أمني على أوروبا وتستخدم إمدادات الغاز إلى دول جنوب أوروبا كسلاح جيو سياسي” وفق وثيقة سرية نشرتها النسخة الألمانية من الموقع الإخباري الأمريكي بيزنس إنسايدر، إذ حدد التحالف السياسي العسكري في هذه الوثيقة، أن التهديد يأتي من شحنات الغاز الجزائري إلى دول جنوب أوروبا ، وبشكل خاص إلى إسبانيا.

وأضافت الوثيقة أن “هناك خطر من أن تستخدم الجزائر شحنات الغاز كوسيلة للضغط السياسي على غرار ما يستعمله النظام الروسي، وهذا من شأنه أن يشكل خطرا على مرونة أوروبا السياسية والاقتصادية. على المدى الطويل ، ما سيهدد مكانة الجزائر كمورد للطاقة لأوروبا “.

وتشير الوثيقة إلى أن أمن الطاقة كان يُنظر إليه منذ سنوات عديدة على أنه “عامل مهم في السياسة الخارجية والأمنية ، بما في ذلك داخل الناتو”، الذي أثارت التحركات الأخيرة في المنطقة، مخاوف الأوروبيين بشأن استخدام الجزائر لإمدادات الغاز “كسلاح جيوسياسي” بعد أن هددت في 27 أبريل/نيسان المنصرم بفسخ عقد توريد الغاز لإسبانيا إذا كانت سترسله “إلى وجهة ثالثة”.

وتزود شركة النفط والغاز الجزائرية، سوناطراك ، عاما بعد عام، أكثر من 40 في المئة من الغاز الطبيعي الذي تستورده إسبانيا، والذي يصل معظمه إليها عبر أنبوب الغاز البحري ميدغاز ، بطاقة 10 مليارات متر مكعب سنويا.

جاء إغلاق خط أنابيب الغاز المهم هذا والتهديد بإنهاء عقد توريد الغاز مع إسبانيا عقب قرار إسبانيا التصريح “بالتدفق العكسي لخط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي”، إضافة إلى اعتبارها إجراءات انتقامية في سياق الدعم الإسباني الأخير لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء. 

وتتوجس مدريد من أن تسلك الجزائر نهج الابتزاز في خضم الأزمة التي أثارها الجانب الجزائري لحسابات سياسية لم يراع فيها البروتوكولات الدبلوماسية.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية في بيان إن الجزائر ستحترم كافة التزاماتها بتوريد الغاز لإسبانيا، لكن على الشركات الإسبانية الوفاء بالتزاماتها التعاقدية.

وأضاف البيان أن الجزائر تندد برد فعل الاتحاد الأوروبي بشأن الأزمة بين الجزائر وإسبانيا دون التشاور المسبق مع الحكومة الجزائرية.

وتشهر الجزائر عدة أوراق في محاولة لدفع الجانب الاسباني للتراجع عن قرار دعم مغربية الصحراء ومقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية. وأغضب التقارب الاسباني المغربي السلطة السياسية في الجزائر التي تخضع وفق كثير من المحللين لسلطة الجنرالات.

ومن بين الأوراق التي تلوح بها الجزائر لتقويض التقارب المغربي الإسباني المصالح الاقتصادية والغاز ومكافحة الإرهاب وهي ملفات شراكة مؤثرة خاصة أن قيمة الصادرات الاسبانية للجزائر تبلغ سنويا 1.9 مليار دولار.

وتراهن الجزائر من خلال قراراتها التي اعتبرها مسؤولون أسبان خرقا للبروتوكلات والاتفاقيات الثنائية، على خلق حالة من الضغط الداخلي في اسبانيا على رئيس الوزراء بيدرو سانشيز مع وجود أطراف سياسية رافضة لقراره الداعم لمقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء.

والأربعاء، أعلنت الجزائر تعليق معاهدة صداقة مع إسبانيا في ثاني خطوة دبلوماسية بعد سحب السفير احتجاجا على تغيير مدريد موقفها من نزاع الصحراء.

وأعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان “التعليق الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا الموقعة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2002”.

وجاءت الخطوة، بعد ساعات من تصريحات لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أمام أعضاء البرلمان، جدد فيها التمسك بقراره الذي صدر في مارس/آذار الماضي، بدعم مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب في إقليم الصحراء المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو.

وبدأت الشركات الإسبانية بالفعل في الإبلاغ عن تعطيلات في التجارة مع الجزائر التي تستقبل نحو واحد بالمئة من الصادرات الإسبانية بما في ذلك اللحوم والمعادن والمواد الكيميائية الصناعية، وهي ثاني أكبر مورد للغاز لإسبانيا.

وقال خوان إجناسيو بيرو رئيس بي.إم.إس إنترناشونال وهي شركة مقرها برشلونة تصدر المنتجات الكيماوية إلى الجزائر ولديها مشاريع لمعالجة المياه في البلاد، إنهم لاحظوا منذ قرار إسبانيا بشأن الصحراء المغربية في مارس/آذار تباطؤا في الفصل في المناقصات والتعامل معها من جانب الجمارك.

وقال إن حاويات الشحن المتجهة إلى الجزائر تتكدس في الموانئ الإسبانية وإن موظفيه في الجزائر في ورطة لأنه لا توجد بضائع من إسبانيا لمعالجتها، مضيفا “ما يؤثر علينا بشكل كبير هو المشاريع التي نحن بصدد التقدم بعطاءات لها في الجزائر، سنخسر هذه المشاريع بسبب هذا الوضع”.

وقال كبير الاقتصاديين بالبنك المركزي الإسباني أنخيل جافيلان للصحفيين اليوم الجمعة إن الخلاف الدبلوماسي مع الجزائر قد يكون له تأثير كبير على الاقتصاد الإسباني والتضخم في الأجل القصير.