“اليونيسيف” يدق ناقوس الخطر بخصوص أوضاع “القاصرين غير المرفوقين” بسبة المحتلة

0
220

لا يزال حوالي ثلاثة آلاف مهاجر داخل سبتة المحتلة شمال المغرب بعد شهر من تدفق أكثر من عشرة آلاف شخص إلى  الجيب المحتلة يأتي وسط تحذيرات من تدهور أوضاعهم في المدينة لعدم امتلاكهم أموالا لتغطية حاجياتهم ما قد يتسبب في مشاكل.

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، إن وضعية القاصرين المغاربة غير المصحوبين بمدينة سبتة المحتلة مقلقة، داعية إلى إيجاد حلول فورية لهم.

وطالبت اليونيسف بتقديم إجابات “مناسبة” للمهاجرين القصر الذين يصلون إلى سبتة، مؤكدة أن وضعهم لا يمكن الموافقة عليه وأن إسبانيا كدولة متقدمة يجب أن تقدم حلولاً لهم.

وشجبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في إسبانيا عدم وجود “استجابة مناسبة” لحوالي ألف مهاجر قاصر غير مصحوب بذويهم وصلوا إلى سبتة في الهجرة الجماعية خلال شهر ماي الماضي، مشيرة أنهم لا يزالون يقيمون في ملاجئ مختلفة أقيمت لهذا الغرض دون حل، وهو وضع تؤكد المنظمة أنه “لا يمكن الموافقة عليه”.

وقال “ناتشو غواديكس” رئيس الحملات في منظمة اليونيسف بإسبانيا، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر صحفي، “هذا العدد الكبير من الأطفال والوضعية التي يوجدون عليها لا يمكن أن نقبلها كدولة متقدمة”.

وأكدت ذات المسؤول أن وضعية القاصرين المغاربة في سبتة مقلقة، موضحا أن المنظمة تعقد اجتماعات كثيرة في سبتة وإسبانيا بشأنهم.

وشدد على أن مدينة سبتة المتمتعة بالحكم الذاتي لا تملك القدرة على تلبية حاجات هذا الحجم الكبير من الأطفال والمراهقين المهاجرين، مؤكدا على ضرورة إيجاد حلول فورية لهم.

وألحت منظمة “اليونسيف” على ضرورة العمل في أسرع وقت، من أجل الحفاظ على المصالح الفضلى لهؤلاء الأطفال، وإيجاد حلول دائمة لهم، بدل الحلول المؤقتة التي يتركون بموجبها في ملاجئ أو دور إيواء.

وأشارت أن ما يحدث في سبتة والوضع في جزر الكناري يوضحان الحاجة إلى “سلسلة من الإجراءات غير المرتجلة، و خطة عمل على أعلى مستوى سياسي، مع مقترحات طوارئ فعالة لمعالجة هذا الوضع سواء من طرف إسبانيا أو الاتحاد الأوروبي”.

وعلى امتداد السنوات الماضية، كان ملف المهاجرين القاصرين غير المرفوقين، في إسبانيا عموما، وفي سبتة ومليلية (المحتلتين)  وفي بعض دول الاتحاد الأوروبي عموما مصدرا للتجاذبات السياسية وللنقاشات السياسية خلال زيارات المسؤولين الأوروبيين الرباط.

وكان وصول أكثر من عشرة آلاف مهاجر كثير منهم قصّر، إلى سبتة في منتصف مايو/أيار قد شكّل ذروة أزمة كبيرة بين الرباط ومدريد.

واندلعت الأزمة الحادة بين الجارين بعد إدخال زعيم جبهة بوليساريو إلى مستشفى في إسبانيا. وتؤكّد الرباط أنّه دخل الأراضي الاسبانية قادما من الجزائر “بشكل احتيالي وبوثائق مزورة وهوية منتحلة”، داعية إلى تحقيق “شفّاف” في ظروف استقباله، بينما تشدد مدريد على أنه تمت استضافته “لأسباب إنسانية”.

وكان المغرب أعلن مطلع يونيو/حزيران أنه مستعد للتعاون مع الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي “من أجل تسوية نهائية” لمشكلة المهاجرين القاصرين الذين لا يرافقهم بالغون في البلدان الأوروبية.

وأعرب المغرب عن استعداده للتعاون، كما فعل دائما، مع البلدان الأوروبية، والاتحاد الأوربي، من أجل تسوية هذه القضية، وعن أمله في أن يتمكن الاتحاد الأوروبي والدول المعنية من تجاوز القيود الإجرائية لتسهيل هذه العملية.

وتعيش العلاقات المغربية الإسبانية على وقع أزمة مكتومة مستمرة منذ أشهر بين المغرب وإسبانيا، أشعلها استقبال مدريد لزعيم “البوليساريو”، في 18 إبريل/ نيسان الماضي، بهوية جزائرية مزيفة، للعلاج بعد إصابته بفيروس كورونا. وزاد تدفق المهاجرين من الأراضي المغربية إلى مدينة سبتة المحتلة الأسبوع الماضي من حدة الأزمة.