أفادت مصادر تابعة لمليشيات “البوليساريو” الانفصالية الإرهابية، أن طائرة “درون” تابعة للقوات المسلحة المغربية، قصفت أهدافا، قرب الحدود للمنطيقة العازلة جنبو المملكة، ويتعلق الامر بسيارات رباعية الدفع تابعة للجبهة، مما أسفر عن مصرعين شخصين.
وأشارت المصادر الى أن القصف يعتبر الرابع من نوعه خلال أسبوع، وارتباطا بالموضوع، اعتبرت الملشيات الانفصالية، الأحد، أن عمليات الاستهداف التي تطال مقاتليها خارج الحدود في المنطقة العازلة في الصحراء المغربية لم يعد مقبولا.
وفي هذا الصدد ، قال محافظ ولاية تيرس الزمور الواقعة شمال موريتانيا، محمد المختار ولد عبدي في كلمة أمام سكان المنطقة الحدودية ، الأحد أن السلطات ستبدأ في منع عبور المواطنين الموريطانيين خاصة المنقبين (عن الذهب) والمنمين (الرعاة) نحو المناطق المجاورة، أي المنطقة العازلة من الصحراء المغربية مخافة الاختلاط مع مقاتلي مليشيات البوليساريو.
وحذر المحافظ، سكان المنطقة، مطالبا بضرورة الوعي:”بطبيعة الظروف المحيطة بنا «، في إشارة إلى عمليات استهداف الجيش المغربي لعناصر إرهابي مليشيات البوليساريو.
في سياق متصل ، تسود حالة من الغليان صفوف مقاتلي جبهة البوليساريو الانفصالية بعد أن انتقل الغضب من داخل مخيم تندوف إلى خارجه بسبب فساد القادة السياسيين والعسكريين وهو أمر لم يعد خافيا وينذر بتمرد مع تنامي حركة المعارضة الصحراوية التي سبق لها أن كشفت عن انتهاكات حقوقية واسعة وتكميم للأفواه داخل المخيم.
وفضحت شهادات مقاتلين في صفوف الجبهة ممارسات القيادة السياسية والعسكرية وكيف أنها تهدر أموالا ضخمة في نفقات على الحفلات والمؤتمرات بينما يعاني مسلحوها من التهميش وأوضاع مالية صعبة ما أثر حسب بعضهم على معنوياتهم.
وتأتي هذه الشهادات بينما تعيش الجبهة الانفصالية انقسامات داخلية وعزلة خارجية بعد أن نجحت الدبلوماسية المغربية في سحب البساط من تحت أقدام الكيان غير الشرعي المسمى الجمهورية الصحراوية المدعومة من الجزائر وذلك من خلال اعترافات دولية وإقليمية بمغربية الصحراء وبواقعية مقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب الذي تقترحه الرباط منذ 2007 لتسوية النزاع المفتعل، كحل وحيد قابل للتطبيق.
ويتهم مقاتلون خرجوا عن صمتهم القيادة السياسية بتجاهل مطالبهم وبمنعهم من التعبير عن معاناتهم ما يرتد أزمة معيشية ومالية لعوائلهم المحتجزة في مخيم تندوف.
وتحاول الجبهة تكميم الأفواه داخل المخيم وعلى جبهات القتال لتفادي انهيار في معنويات مسلحيها لكن هؤلاء تمكنوا من خلال تسجيلات صوتية عبر مجموعة للتواصل الفوري خاصة بالانفصاليين، من فضح ما تحاول قيادتهم التكتم عليه.
ويقول هؤلاء بحسب تسجيلات رصدتها منصات إخبارية مغربية بينها موقع ‘هسبريس’، إن استمرار القيادة العسكرية والسياسية للجبهة في تجاهل وضعهم أثر بشكل كبير على معنويات المسلحين في الجبهات، في إشارة إلى أولائك الذين يرفعون السلاح وينتهكون اتفاق وقف إطلاق النار مع المغرب.
واتهم هؤلاء القيادة بتبذير ملايين الدولارات على الحفلات والسهرات الصاخبة والإقامات الفاخرة، بينما يعاني مسلحوها والصحراويون في مخيم تندوف من الإقصاء والتهميش وسوء الحال.
وفي أحد التسجيلات يقول مقاتل من الجبهة، إن المقاتلين يعانون وقد “بلغ السيل الزبي واضطررنا إلى التعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي. رغم أن الموضوع حساس ولكن يجب أن نتكلم”.
وتابع وفق تقرير ‘هسبريس’ “كمقاتل من الذين التزموا بالحضور في جبهة القتال هاد الحال مَيَعْجبني (هذا الحال لا يعجبني) ونريد أن نعرف أين الخلل في قضية التسيير على مستوى الجيش الشعبي الصحراوي، أم في القيادة وإطاراتها أم في ناحية أخرى؟ ونطالب بإظهار الواقع وعدم السكوت عنه”، مضيفا “الناس يائسون من إطاراتنا التي لا تعرف الواقع الذي نعيشه”.
وقال “الآخرون صامتون وأنا أريد أن أوضح للرأي العام أن قيادتنا السياسية والعسكرية المتحكمة في زمام الأمور التي تشرف على المرحلة، راها ماشْية في الطريق الخطأ، وراها تعْكب على عواقب لا تحمد عقباها… المقاتلون عانوا من اليأس ولا يسمح لنا بإيصال معاناتنا إلى المسؤولين”.
وأشار إلى أنه حضر المؤتمر الأخير للجبهة الذي ختم أشغاله بوثيقة قال إنها لا تعني المسلحين وتهم الشؤون الداخلية لمخيم تندوف، مضيفا أنه طالب القيادة الانفصالية بحل ينهي معاناتهم.
وتابع “رفضوا الاستماع بداعي أن هذا الكلام لا يمكن التطرق إليه في هذا الوقت وهذا نوع من الإقصاء والتهميش… المسألة الوحيدة التي كنا نتمسك بها هي الحالة المعنوية وقد حاربوها من جميع الأصعدة حتى تلاشت وأنا واحد من المقاتلين اللي طاحت معنوياتهم”.
وتسلط هذه التصريحات أيضا الضوء على حالة الانقسامات التي بدأت تتعاظم وتنذر بتمرد في الوقت الذي ضعف الغطاء السياسي والمالي الذي كانت توفره الجزائر وجنوب إفريقيا بسبب مشاكل داخلية تعاني منها الدولتان الداعمتان للبوليساريو.
وبرزت هذه المشاكل في المؤتمر الأخير للجبهة الانفصالية مع تنامي قمع الأصوات الرافضة لسياسات قادتها وممارساتهم القمعية وفسادهم.
وحذّر أحد مقاتلي الجبهة في إحدى التسجيلات، بحسب المصدر المغربي ذاته، القيادة من الاستمرار على نهجها الحالي وداعاه لمراجعتة ممارساتها قائلا “يا قيادة ويا متحكما في زمام الأمور، ردّ بالك عاود النظر شْويّْ، راه ديك الجبهة الأمامية اللي عليها الارتكاز راها خالية ومهمشة ومقصية وراح يعكب يمشي بينا لعواقب وخيمة والمليارات من العام يضيعونها في المهرجانات والاحتفالات، في الوقت اللي المقاتل يعاني أشد المعاناة”.
وتحاول القيادة السياسية والعسكرية للكيان غير الشرعي الترويج للتماسك والصمود رغم انحسار الدعم الذي كانت تحظى به خلال السنوات الماضية، بينما أظهرت شهادات مقاتلين فيها حجم الانقسام والضعف الذي يفاقم بدوره حالة العزلة.