انزلاق تونس نحو التبعية الجزائرية: قيس سعيد يفتح الجامعات للترويج للانفصال في الصحراء المغربية ويهدد الحياد التاريخي

0
231

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، يبدو أن الرئيس التونسي قيس سعيد يمضي قدمًا في تحويل سياسة تونس الخارجية تجاه الصحراء المغربية لتتماشى مع أجندة الجزائر. هذا التغير الملحوظ يتجلى في احتضان تونس لأنشطة تروج للطرح الانفصالي، وهو ما يثير تساؤلات عميقة حول دوافع هذه السياسات وانعكاساتها على العلاقات المغاربية واستقرار المنطقة.

تونس تحت الوصاية الجزائرية؟
شهدت العلاقات التونسية-الجزائرية تحولًا نوعيًا في عهد الرئيس قيس سعيد، الذي واجه اتهامات بتبعية متزايدة لنظام الجنرالات في الجزائر. بعد استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية ومشاركته في قمم ثلاثية مشبوهة، جاء الحدث الأخير ليعزز هذه الصورة: ملتقى “المقاومة والصمود.. مقاربات متعددة” الذي نظمته مدينة الحمامات التونسية.

هذا الملتقى، الذي جاء بمبادرة من مركز جزائري وبشراكة مع جامعة المنستير، شهد مشاركة باحثين وممثلين من مخيمات تندوف، في خطوة وصفها محللون بأنها تهديد مباشر للسيادة المغربية وضربة لمساعي الوحدة المغاربية.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: إلى أي مدى يمكن اعتبار هذا الموقف انعكاسًا لقرار سيادي تونسي؟ أم أن الأمر يعكس ارتهانًا كاملًا للسياسة الجزائرية؟

هل تغيرت عقيدة الحياد التونسي؟
تاريخيًا، حرصت تونس على النأي بنفسها عن الصراعات الإقليمية، وخصوصًا قضية الصحراء المغربية، التي ظلت تونس تتبنى فيها موقفًا حياديًا. لكن التحولات الأخيرة، بما في ذلك انخراط المؤسسات الأكاديمية في سياسات تُوصف بـ”العدائية”، تثير تساؤلات حول تآكل هذا الحياد.

المحلل الدولي شادي البراق يرى أن “تونس فقدت بوصلتها الإقليمية”، مشددًا على أن النظام الحالي يدفع تونس نحو مسار سياسي يتناقض مع توجهاتها التقليدية. هل يمكن للنظام التونسي استعادة هذا التوازن؟ وما هي الآثار المحتملة على علاقاتها مع الرباط؟

النظام الأكاديمي في مرمى السياسة
الجامعات، التي يفترض أن تبقى منابر علمية محايدة، باتت اليوم جزءًا من أدوات الترويج لأجندات سياسية إقليمية. هل تمثل مشاركة الجامعات التونسية في ملتقيات مماثلة انحرافًا عن دورها الأكاديمي؟ أم أن الأمر يعكس تحولات أعمق في بنية الدولة التونسية تحت قيادة قيس سعيد؟

تصريحات البراق بأن “تونس تحولت إلى دويلة عميلة للجزائر” تفتح النقاش حول حرية القرار التونسي في ظل الضغوط الإقليمية. هل تستطيع الجامعات التونسية استعادة حيادها الأكاديمي؟

تونس والمغرب: شراكة تحت التهديد
في الوقت الذي تسعى فيه شعوب المنطقة لتحقيق تكامل مغاربي، تأتي هذه السياسات لتُعقد الأمور. العلاقات التونسية-المغربية، التي بنيت على تاريخ من التعاون، أصبحت اليوم في مهب الريح بسبب هذا التحول في المواقف.

إذا استمرت تونس في السير في هذا الاتجاه، كيف ستؤثر هذه السياسات على العلاقات الثنائية؟ وهل يمكن أن تؤدي إلى قطيعة دبلوماسية محتملة مع الرباط؟

استنتاجات وتوصيات
إن انجرار تونس خلف السياسات الجزائرية قد يُحدث تداعيات خطيرة على استقرارها الداخلي وعلى الأمن المغاربي بشكل عام. في ظل التحديات الإقليمية، مثل أزمة الهجرة والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، يبدو أن تونس تخسر نقاطًا استراتيجية هامة.

ما المطلوب الآن؟ تونس بحاجة إلى إعادة تقييم سياساتها الخارجية واتخاذ مواقف واضحة لا تقبل التأويل، تحترم سيادة الدول المجاورة وتحافظ على حيادها التقليدي. كما أن النظام الأكاديمي بحاجة إلى إعادة توجيه لتجنب الوقوع في مستنقع التجاذبات السياسية.

يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع الرئيس قيس سعيد تعديل المسار؟ أم أن تونس ستستمر في الانحدار نحو التبعية المطلقة؟