في واقعة أثارت موجة من الاستنكار والقلق، انسحب فريق طبي متخصص في جراحة العظام والمفاصل بشكل مفاجئ من مستشفى مولاي عبدالله بسلا، تاركًا وراءه فوضى عارمة في المصلحة المعنية وحالات مرضية عالقة. هذا الانسحاب، الذي تم دون إشعار مسبق أو مذكرة رسمية، يسلط الضوء على إشكالات عميقة في تدبير القطاع الصحي بالجهة، ويثير تساؤلات حول مدى فعالية الاتفاقيات الموقعة بين المؤسسات الصحية لضمان استمرارية الخدمات.
الخلفية: اتفاقية الشراكة وانتقال الأطباء
كانت اتفاقية الشراكة بين المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة الرباط سلا القنيطرة ومديرية المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا وكلية الطب والصيدلة وكلية طب الأسنان بالرباط، قد أُبرمت بهدف ضمان انتقال سلس للأطر الطبية بين المؤسسات الصحية بالجهة. وكان من المفترض أن تسد هذه الاتفاقية الخصاص في الكوادر الطبية، خاصة بعد هدم مستشفى ابن سينا بالرباط، والذي أدى إلى انتقال عدد من الأطباء إلى مستشفى مولاي عبدالله بسلا.
الواقعة: انسحاب مفاجئ وفوضى عارمة
وفقًا لتصريحات المكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة بالمستشفى، فإن فريقًا مكونًا من 12 طبيبًا مقيمًا وأستاذًا مساعدًا انسحبوا بشكل مفاجئ من مصلحة العظام والمفاصل، دون أي إشعار مسبق أو إجراءات رسمية. هذا الانسحاب تسبب في اضطراب كبير في جدولة العمليات الجراحية، سواء المبرمجة أو المستعجلة، مما أثر سلبًا على المرضى الذين كانوا ينتظرون تلقي العلاج.
التداعيات: مرضى في مهب الريح
الانسحاب المفاجئ للأطباء ترك مصلحة العظام والمفاصل في حالة من العشوائية، حيث تم إلغاء العديد من العمليات الجراحية المخطط لها، كما تأخرت العمليات المستعجلة. هذا الوضع أثار غضب المرضى وأسرهم، الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة مستقبل مجهول فيما يتعلق بعلاجهم.
تساؤلات تبحث عن إجابات
-
لماذا انسحب الأطباء بشكل مفاجئ؟
هل كان الانسحاب بسبب ظروف عمل غير ملائمة، أم أن هناك خلافات إدارية أو نقابية وراء هذه الخطوة؟ -
ما هي الإجراءات التي اتخذتها الجهات المسؤولة لمواجهة هذا الانسحاب؟
هل تمت محاولة استبدال الأطباء المنسحبين بآخرين، أم أن المستشفى ترك ليواجه الأزمة بمفرده؟ -
ما هو دور اتفاقية الشراكة في هذه الأزمة؟
هل فشلت الاتفاقية في تحقيق أهدافها، أم أن هناك ثغرات في بنودها تحتاج إلى مراجعة؟ -
كيف يمكن ضمان استمرارية الخدمات الصحية في المستقبل؟
ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لتجنب تكرار مثل هذه الأزمات، خاصة في ظل النقص الحاد في الكوادر الطبية؟