بأيّ لغة تتكلّم الحكومة في المغرب؟.. والمواطنون يُستنزفون!

0
349

بين تواصل ارتفاع أسعار الوقود في المغرب، ما خلف استياء لدى المواطنين ومهنيي النقل، خاصة بعد أن تجاوز سعر الغازوال ثمن البنزين (بلغ نحو 15 درهما أي ما يعادل دولارا ونصف تقريبا) وهو ما وُصف بـ”السابقة”. و لغة الحكومة التي تدعو إلى هدنة اجتماعيّة و سياسيّة لمدّة 6 أشهر على الأقلّ، نراقب جدلا هو أشبه بحوار الصمّ و البكم تتخلّله معارك كلاميّة تعقب تصريحا لمسؤول أو صحفيّ.

وأثار هذا الارتفاع في أسعار الوقود موجة من ردود الفعل الغاضبة خصوصا وأن الزيادات تشمل أيضا عددا من المواد الاستهلاكية الأخرى. 




لنواجه أنفسنا، بأنه في ظل الصراعات الحاصلة في مجلس النواب (البرلمان المغربي)، التي نشاهدها أو نسمعها في وسائل الإعلام، لن نتقدم خطوة للأمام ما دمنا نشهد بعض نواب الأمة يراقب البعض الآخر، وليسوا بقادرين على مراقبة الحكومة، فليس من الديموقراطية التراشق بالألفاظ وتدني مستوى الحوار والمنابزة بالألقاب، فمفهوم الديموقراطية لا يعني التهجم على الآخرين بالألفاظ التي نترفع عن ذكرها، وأحياناً تصل إلى التشابك بالأيدي والتعدي بالضرب، والأنكى من ذلك يشرِّعون لنا قوانين تنبذ العنف بكل أشكاله، ونجد البعض منهم في الوقت نفسه يمارسون العنف فيما بينهم وتحت قبة البرلمان وأمام الملأ، في حال اختلفوا فيما بينهم في الرأي في قضايا مطروحة على جدول أعمال مجلس النواب، وصدق قول الشاعر فيهم حين قال: لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ *** عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتَ عَظيمُ   .

نحن نريد برلمان يسعى الى التنمية ويلتفت الى القضايا التي تهم المواطنين ويخفف عنه ضنك العيش، ويعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، لا برلمان مهاترات هدفه مضيعة وقت المجلس، فبلدنا، المغرب، بحاجة الآن الى صوت هادئ يشرّع ويراقب، بحاجة الى حكومة إنجازات، فلقد سئمنا موجات الصراخ بلا أي منفعة. 

وبخصوص جدل شركة سامير لتكرير البترول والخاضعة للتصفية القضائية، قال الملياردير أخنوش رئيس الحكومة ردا على بوانو عن  المعارضة: “يا ريت كون نلقاو شي واحد يشري لا سامير ويشغلها، الدولة لم توقف سامير، الدولة لديها إشكالية قانونية مع المالك السابق في محاكم دولية”. فنقول للرئيس الحكومة لن يجد المغاربة خيرا منك . 

خنوش: “الحكومة كان لها الجرأة لاعتماد فرضيات واقعية في قانون المالية والبعض اعتبرها قليلة الطموح” !

وردا على نواب حزب العدالة والتنمية، قال أخنوش للنائب عبد الله بووانو عن المعارضة الضعيفة والمشتتة: “أنتم أخرجتم المحروقات من صندوق المقاصة ويلا الهدف ديالكم ترجعوه سير اتفق مع رئيسكم وأجي ناقشوا، ولا أظن أنه سيوافق”.. فحتى حزب التجمع الوطني للأحرار مشارك في هذا الأمر ألم يكن يقود ثمانية وزارات.

وأضاف رجل الأعمال واثاني أغى رجل في المغرب  أخنوش لنواب حزب العدالة والتنمية: “سأقول الحقيقة للمغاربة، أنتم الحزب الذي رفع جميع الأسعار، وأنتم الحزب الذي حرر قطاع المحروقات وطيلة عشر سنين وهما حاكمين ولم يقدرو على توفير مخزون إستراتيجي من المحروقات”.

واستمر أخنوش في انتقاد برلمانيي العدالة والتنمية بالقول: “هذا الحزب التي يتحدث اليوم عن السيادة الطاقية هو نفسه اللي خلانا في آخر لحظة لكي يعلن أن عقد الغاز مع الجزائر مبقاش.. هل هذه مسؤولية؟”.

يعيش المواطن البسيط في المغرب على الهامش، ولم يعد همه في هذه الحياة أكثر من العيش، أما تحسين ظروف عيشه، فلم تعد في متناوله، ولا يملك الإمكانيات التي يمكن أن تنمي حياته إلى الأحسن، وهكذا استسلم لظروفه القاهرة، بعد أن انهزم في معركته مع الحياة، ذلك أنه لم يقدر على التحمل، فلم يعد يطلب سوى أن يخرج من هذا النزال بنتيجة التعادل، أي أن يعيش في ظل ما هو متوفر له، كما أن مسألة مطالبته بتغيير هذه الأوضاع ليست متاحة له، ولا يملك الجرأة عليها، وبذلك يظل خاضعا لوضعه، هذا المواطن اعتاد نمطا من الحياة لا يتوفر على كل الشروط، ولا الأسباب التي قد تدفعه إلى إعادة النظر في حاله، ولعل أقرب وصف إلى حاله هو أنه ميت على قيد الحياة.

كان الأجدر برئيس الحكومة، قبل حرصه الشديد الالتزام بتقليد الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، أن يستوعب جيدا مضمون مقولة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل “إن السياسي الجيد هو ذاك الذي يمتلك القدرة على التنبؤ، والقدرة ذاتها على تبرير لماذا لم تتحقق تنبؤاته”. 

أيها المسئوول لا نعلم هل نشكو اليك .. أم نشكو منك ، أم نشكو عليك !! وفي كلا الحالات لا تُجدي الشكوى !!! تُحيرنا متاهاتك ..ألم تستمع للراديو في الصباح وعلى اكثر من اثير وانت متوجه الى مكتبك في سياراتك الانيقة ذات اللون الأسود لتسمع حجم وكبر الوضع والتشوه الذي آل اليه فقراء الشعب  وحالات الاستجداء المستمره فهنالك من لم يستطع تأمين ابسط حاجيات اطفاله وبيته والبعض لا يستطيع دفع اجرة بيته وهو مهدد بأن يكون الشارع منزله هو وأسرته وهنالك من يستجدي لدفع فاتورة علاج او ماء اوكهرباء وموظف يضرب اسداسا و اخماسا للبحث عن اللذين نهبوا صندوقا او ثروة او هربوا اموالا ليطالب بلعب وقت مستقطع او اضافي في مسيرة عمله  لتتمكن سيادتك من اعادة التوازن لصناديق معلومة وارمله قد اعياها الجوع والاسعار والتجار كلاهما ينهشها كما يحلوا له .. حياتنا  اصبحت بين يديك كلاعب سيرك مُغامر يضع رأسه بين فكي تمساح عصبي قد أصابته انفوانزا هذا الزمان  زمن اللعب المكشوف والنهب المقنن  والظلم البين  لا ندري هل انت اصم لأن الاصم من له ادنان سليمتان تسمعان الشكوى والتظلم  ولكن صاحبهما يسمع من ادن  ويطرد ما سمعه من ادن اخرى ام هل انت ابكم لأن الأبكم  من يصمت  عن قول الحق ومن ينطق الباطل ولا يلفظ لسلنه سوى الاقاويل الفارغة والوعود العرقوبية ام انت اعمى لأن الاعمى من له عينان لاتبصران سوى الاشياء التي تحقق له المصلحة الذاتية والمنفعة الشخصية اما وان اجتمعت هذه الثلاث فانت بحق …..  كل عام والمواطن  المقهور المتعب روحاً ونفساً بخير وقوة تحلق  عاليه .. فصبراً جميل والله المستعان وجسبنا الله ونعم الوكيل  ولتعلم يا مسئولنا المحترم  ..بأن المواطن لا يريد إقالتك وليس له أدنى طمع بكرسيك ….ولكن يريد أن يعيش بكرامة  فقط …….وهذا أقصى أمانيه …فهل أنت عاجز عن تقديمها له ….المواطن يريدك أنت.. ولكن عندما تعبر عن همومهم وآمالهم ….المواطن بات يكفر بك ويكرهك من خلال ما يراه من عناصرك ورجالك المقربين الذين سحقوا كرامته على رحى جشعهم وظلمهم ….المواطن يريدك أباً فهل تستطيع …….؟! المواطن يريدك قدوة وأسوة فهل تستطيع ………؟!  المواطن يريدك حبيبا ….فهل تستطيع أن تغرس ورود الحب في قلبك ….؟؟