رفع زعماء منطقة القبائل المحتلة، جزيل شكرهم وعرفانهم إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس – حفظه الله – عبر مقطع فيديو من المنفى بالعاصمة الفرنسية باريس على تقديم وثيقة دبلوماسية مغربية “تتحدث عن “تصفية الاستعمار في منطقة القبائل” في الجزائر و “تقرير المصير للشعب القبائلي”.
وكان الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، قدم ورقة إلى حركة عدم الانحياز يدعوها لمعالجة ما وصفه بـ “تصفية الاستعمار في منطقة القبائل” في الجزائر و “تقرير المصير للشعب القبائلي”، واصفا منطقة القبائل بأنها “خاضعة للاستعمار الجزائري”.
وقال الدبلوماسي المغربي عمر ربيع، عضو اللجنة الدائمة التي تمثل المغرب في الأمم المتحدة “الشعب القبائلي يجب أن يسمع وأن يحقق مطالبه.. على الأسرة الدولية أن تساعده في ذلك وترافقه في مشروعه السياسي الذي يجب أن يفض إلى الحكم الذاتي والاستقلال”. وأضاف “يجب إظهار وإسماع صوت 8 ملايين شخص عاشوا منذ سنوات في الصمت وفي الخفاء”.
وهذه المرة الثانية التي يدعو فيها الممثل المغربي لدى الأمم المتحدة إلى منح الحكم الذاتي لمنطقة القبائل.
وتابع عمر ربيع قائلا “سكان منطقة القبائل يعانون من الحصار ويتعرضون إلى عقاب جماعي.. زعماء هذه المنطقة أرغموا بالقوة على العيش في المنفى، فيما تتعرض عائلاتهم وأقاربهم للمداهمة”.
وتأتي تصريحات هلال بعد مباشرة الجزائر وجبهة البوليساريو (التي تسعى لاستقلال الصحراء المغربية عن المملكة الشريفة) ترسيمَ الحدود بينهما، بحسب ما ورد في المجلة الشهرية لوزارة الدفاع الجزائرية.
ويقول لحسن العسبي في “الجريدة” المغربية: “ليس هناك في المغرب (دولة ومجتمع) من هو طامح أو سعيد لأي فكرة لتقسيم الجزائر الشقيقة، عكس النظام الجزائري الذي يعمل ميدانيا وبمليارات الدولارات منذ 1974 على محاولة تنفيذ تقسيم وحدة التراب الوطني المغربي. وهو المشروع الذي فشل وسيفشل دوما… لأن المسألة مغربيا مسألة وجود لا مسألة حدود”.
ويرى أن “الحكمة” في وثيقة المندوب المغربي “ليس فقط في أنها تؤشر على حقوق القبائليين الجزائريين، بل إنها تطرح المسألة ضمن مرجعية قانونية حقوقية دولية لتقرير المصير، الذي من ضمن مخارجه، ليس بالضرورة نهاية التقسيم والتجزئة والاستقلال، بل شكل تدبيري يقدم المغرب نموذجا رفيعا… في صحرائه الغربية الجنوبية، هو حل ‘الحكم الذاتي’. فهو في المحصلة شكل من أشكال تقرير المصير في القوانين الدولية”.