لم يكن الأحمر هذا الأحد في لاهاي لونًا عابرًا أو مجرد تعبير احتجاجي. بل كان صرخة جماعية نُسجت من خيوط الوعي والاحتقان الأخلاقي، جمعت بين الهولنديين من كافة المشارب، والمغاربة المقيمين في هولندا، الذين شاركوا بأعداد وازنة في المسيرة الضخمة التي جابت شوارع العاصمة السياسية للمملكة المنخفضة. شعارهم كان واضحًا: “أوقفوا الإبادة في غزة، كفى تواطؤًا.”
حين تصبح لاهاي مرآةً لغزة… وأوروبا على المحك
لاهاي، مدينة القانون الدولي ومقر محكمة العدل، تحولت إلى منصة مفتوحة لمحاكمة الصمت. إذ سار نحو 150 ألف متظاهر، بحسب المنظمين، باتجاه المحكمة الدولية نفسها، وكأنهم يطالبونها بالتوقف عن التفرج، وبدء اتخاذ خطوات فعلية تجاه ما سموه “الإبادة الجماعية الجارية بحق الفلسطينيين في غزة.”
اللافت أن هذه المسيرة لم تكن فقط حشدًا جماهيريًا تقليديًا. بل بدت وكأنها جزء من دينامية متنامية في الشارع الأوروبي، باتت تضع الحكومات في مأزق أخلاقي ودبلوماسي. خصوصًا مع انهيار الحكومة الهولندية في وقت حساس، بعد انسحاب حزب اليمين المتطرف، ما زاد من تعقيد موقف أمستردام الرسمي تجاه الجرائم المرتكبة في القطاع المحاصر.
أين تقف الجالية المغربية في هذه اللحظة السياسية؟
الحضور اللافت للمغاربة الهولنديين في هذه التظاهرة لم يكن مجرد مشاركة عاطفية. بل يعكس تطورًا نوعيًا في وعي هذه الجالية، التي أصبحت تدرك أن دورها لا يقتصر على الاندماج الاقتصادي والاجتماعي، بل يتعداه نحو المساهمة في تشكيل مواقف الرأي العام الهولندي والدفع باتجاه مواقف رسمية أكثر عدالة تجاه القضية الفلسطينية.
باللون الأحمر وبصوت واحد: مظاهرة لاهاي تكشف يقظة الضمير الأوروبي… والجالية المغربية تسهم في صناعة التحول الهادئ لصالح فلسطين
En rouge et d'une seule voix : les Néerlandais et les Marocains crient pour Gaza à La Haye pic.twitter.com/G0QrHKSTK3
— المغرب الآن Maghreb Alan (@maghrebalaan) June 15, 2025